أنت هنا: الرئيسية أهل البيت شعراء الوائلي / الشيخ احمد (رحمه الله)
 
 


ترجمته

البريد الإلكتروني طباعة

الشاعر الشيخ أحمد الوائلي ( رحمه الله )
( 1342 ـ 1424 هـ )

ولادته :

وُلد الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ابن حسون بن سعيد الليثي الوائلي في مدينة النجف الأشرف سنة ( 1342 هـ ) .

دراسته :

واصل دراسته بجدٍّ واجتهاد في المدارس الرسمية ، ثم التحق بكلية الفقه وتخرج منها ، وانتقل إلى بغداد لمواصلة دراسته في معهد العلوم الإسلامية ، ونال منه شهادة الماجستير . ثم سافر إلى القاهرة وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية ، وهو مع جميع هذه المراحل الدراسية الشاقة كان يصعد أعواد المنابر للتوجيه والإرشاد والدعوة . ويساهم في المؤتمرات والمهرجانات الأدبية ، ويشنف الأسماع بأدبه الجَمِّ ، وقريحته الوقادة ، وشاعريته الحيَّةِ ، التي تهز النفوس وتطرب المشاعر . وأقام في السنين الأخيرة في الشام لدوافع سياسية ، واستمر في التأليف والتصنيف والبحث .

ونذكر بعضاً من أساتذته في الحوزة العلمية :

1 - السيد حسين مكي العاملي .
     2 - الشيخ علي كاشف العطاء .
     3 - السيد محمد تقي الحكيم .
     4 - الشيخ محمد رضا المظفر .
     5 - الشيخ محمد تقي الإيرواني .

مكانته العلمية :

إنه عالم جليل ، خطيب متكلم ، شاعر مجيد ، أديب متضلع ، عُرف بجودة البيان والإطلاع الواسع ، والأسلوب العلمي وعذوبة المنطق ، والتحدث حسب متطلبات الظرف ومقتضيات العصر بكل ما في هذه الألفاظ من معنى رفيع ودلالة جامعة .

براعته في فَنِّ الخطابة :

منذ أكثر من نصف قرن تقريباً احتلَّ الشيخ أحمد الوائلي مركز الصدارة في الخطابة الحسينية ، فلم يستطع أن ينافسه فيها منافس ، ولم يتمكن خطباء المنبر الحسيني أن يجاروه في قدراته الخطابية والفكرية والأدبية . فهو صاحب مدرسة مستقلة خاصة في الخطابة ، وذاك أمر لم يتيسر للكثيرين ، ومدرسته رائدة في منهجها وأسلوبها ، لذلك جاءت متفردة في عطاءاتها وأبعادها . ولأن مدرسته كانت كذلك فقد جاء الخطباء من بعده يسيرون على نهجه ، ويقتبسون من شعاع مدرسته ، وليس في ذلك منقصة لهم ، بل هو فخر لهم . لأن مدرسة الوائلي هي المدرسة الحسينية التي انطلقت من إصلاحات المصلح الفذ الشيخ محمد رضا المظفر . فلقد استقى من معينها الصافي ، وكان نتاجها الطيب .

والذي مكَّن الشيخ الوائلي من تبوّأ هذه المكانة الرفيعة في عالم الخطابة ، ثلاث عوامل أساسية :

1 - تتلمذه على ثلَّة من العلماء الكبار ، أبرزهم الشيخ محمد رضا المظفر . 2 - نشأته في بيئة النجف الأشرف المعروفة بثرائها العلمي والأدبي ، فكان أديباً لامعاً ، وشاعراً مرهفاً ، وكاتباً إسلامياً عقائدياً . 3 - تحصيله الأكاديمي العالي الذي جعله يجمع بين الدراسة الحوزوية والدراسة الجامعية الحديثة . وهذه عوامل يصعب أن تتوفر في خطيب واحد . هذا إضافة إلى ملكاته الخطابية ، وشخصيته المبدعة ، التي أَسَّسَتْ مدرسة خطابية مستقلة ، فلم يأت مقلداً يتتبع خطوات الذين سبقوه ، بل جاء مؤسساً يتتبعه الآخرون . وفي كل واحدة من هذه الصفات كان الوائلي متميزاً ، فهو العالم الديني البارز في المجالس العلمية ومراكز البحث . وهو الشاعر المجيد الذي غطت قصائده الكثير من المناسبات والأحداث ، وهو الأستاذ الأكاديمي البارع في تخصصه . ثم تأتي الخطابة لتجمع ذلك كله وتنظم تلك الملكات في وقت واحد عندما يرتقي المنبر الحسيني ليوظف كل ملكاته في خدمة القضية الحسينية .

شعره :

يتميَّز شعره بفخامة الألفاظ ، فهو شاعر محترف مجرِّب ومن الرعيل الأول ، أمثال شاعر العرب الجواهري ، والشبيبي ، والشرقي ، وجمال الدين ، والفرطوسي ، فهو يمتاز بالحافظة القوية ، وسرد الأدلة والحجج لما يطرح ومن دون تَلَكُّؤ أو تَبَاطُؤ . ويغلب على شعره الحماس ، وبثُّ الشكوى ، والجرأة ، والصرخة في مواجهة الباطل ، والدعوة إلى يقظة المسلمين . لذلك نجد شاعرنا هو من أحد الشعراء الذين وضعوا شعرهم لخدمة وطنهم وأمَّتِهِم .

مؤلفاته :

نذكر منها ما يلي :
1 – هوية التشيُّع .
2 – ديوان شعر .
3 – أحكام السجون .
4 – استغلال الأجير وموقف الإسلام منه ، أطروحته في الدكتوراه .
5 – تجاربي مع المنبر .

وفاته :

عاد الشيخ ( رحمه الله ) إلى أرض العتبات المقدّسة ، بعد فراق دام أكثر من عقدين من الزمن ، لينهي بذلك معاناة الغربة والفراق ، لكن المرض الذي كان يعاني منه لم يهمله طويلاً ، فلبّى نداء ربّه بتاريخ 14 / جمادي الأول 1424 هـ ، في مدينة الكاظمية ، ثم نقل جثمانه الطاهر إلى مدينة النجف الأشرف ، ليجاور الإمام علي ( عليه السلام ) ، حيث مثواه الأخير فإنا لله وإنا إليه راجعون .