الشاعر عبد السلام الكلبي ( رحمه الله )
( 161 ـ 235 هـ )
اسمه ونسبه :
عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب الكلبي الحَمْصي ، ويُلقَّب بـ( ديك الجن ) .
ولادته :
وُلد سنة ( 161 هـ ) ، في السلمية ، في بلاد الشام .
شعره :
فاق ديك الجن شعراء عصره ، وطار ذكره وشعره في الأمصار ، حتى صار الناس يبذلون الأموال للقطعة من شعره ، كما عدَّه ابن شهر آشوب من شعراء أهل البيت ( عليهم السلام ) .
وقال ابن خلكان : لم يفارق بلاد الشام مع أن خلفاء بني العباس في عصره ببغداد ، ولا رحل إلى العراق ولا إلى غيره وكان يتشيع تشييعاً حسناً ، وله مراثٍ في الحسين ( عليه السلام ) .
وليس من شك في أن إقامة ديك الجن الدائمة في الشام حَرَمَته من الشهرة ، كما حَرَمت شعره من الذيوع والانتشار بين الناس .
كما أدَّت به هذه العُزلة إلى الفنون والأغراض التي تناولها في شعره ، كما كانت سبباً في توفير خصائص معينة ، وسِمات خاصة له في المعنى والمبنى .
وعلى الرغم من أن القليل من شعره الذي بين أيدينا يدلنا على أن شعره جيد ، كما أن الرواة والنُقَّاد يرَون فيما كتبوه عنه أنه شاعر مُجيد .
فإن شعره لم يَحْظَ بالبقاء ، ولم يصل إلينا منه إلا النزر اليسير ، فكأنه هو وشعره كانا غريبين في ذلك العصر ، وكذلك في كتب الأدب والتاريخ التي أُرِّخت للشعراء ، وجَمَعت شعرهم .
ومن وجوه الغرابة في شعره أنه لم يكن متعدد الأغراض ، إذِ امتاز شعره بِفَنَّين اثنين ، هما : الغزل والرثاء - ما عدا بعض المدائح - ، والكثرة كانت للرثاء ، وهذا الرثاء صوَّر لنا المأساة في حياة الشاعر ديك الجن .
وفاته :
توفي ديك الجن ( رحمه الله ) سنة ( 235 هـ ) أو ( 236 هـ ) ، وعمره أربع وسبعون سنة ، أو خمس وسبعون سنة .