قَلبي يَقِلُّ مِن الهمومِ جبالَها |
وَتَسيخ عن حمل الرداء متونيِ |
وأنا الذي لم أَجزَعَن لِرزية |
لولا رزاياكم بني ياسينِ |
تلك الرزايا الباعثاتُ لمُهجَتِي |
ما ليس يبعثه لظى سِجِّينِ |
كيفَ العَزاء لها وكلُّ عشيةٍ |
دمُكُم بِحُمرَتِها السماءُ تُرينيِ |
والبرقُ يُذكِرُني وَمِيضَ صَوارِمٍ |
أَردَتكم في كفِّ كلِّ لعينِ |
والرعدُ يُعرِبُ عن حنين نسائكم |
في كل لَحنٍ للشُّجُون مُبينِ |
يندبن قوماً ما هَتَفنَ بِذِكرهِم |
إِلا تَضَعضَعَ كلُّ ليثِ عرينِ |
السالبين النَّفسَ أول ضربةٍ |
والملبسين الموت كلَّ طعينِ |
سلكوا بحاراً من دماء أميَّةً |
بظهور خيلٍ لا بُطونِ سفينِ |
خذ في ثنَاَءِهِمُ الجَميل مُعَرِّضاً |
فالقوم قد جَلُّوا عن التَّبيِينِ |
هم أفضلُ الشهداء والقتلى الأُلَى |
مُدِحُوا بوحي في الكتاب مبينِ |
ليت المواكب والوصي زعيمها |
وقفوا كَمَوقِفِهِم على صفينِ |
بالطفِّ كي يَرَوُا الأُلَى فوق القنا |
رُفِعَت مصاحفُها اتِّقَاء منونِ |
جُعلت رؤوسُ بني النبي مكانها |
وشفت قديم لواعج وضغونِ |
وَتَتَبَّعَت أَشقَى ثَمُودَ وتبع |
وَنَمَت على تأسيسِ كلِّ لعينِ |
الواثبينَ لظلمِ آلِ محمَّدٍ |
وَمُحمدٌّ مُلقىً بلا تكفينِ |
والقائلين لفاطِمٍ آذيتِنَا |
فِي طُولِ نَوحٍ دائمٍ وحنينِ |
والقاطعين أَرَاكَةً كي مَا تُقِل |
في ظلِّ أوراقٍ لها وغُصونِ |
ومُجمِّعِي حَطباً على البيت الذي |
لم يجتمع لولاهُ شملُ الدِّينِ |
والداخلين على البتولةِ دارَهَا |
والمُسقِطِينَ لَها أَعَزَّ جَنينِ |
والقائِدِين إِمَامَهُم بِنِجَادِهِ |
والطُّهر تدعو خلفَهُم برنينِ |
خَلُّوا بنَ عَمِّي أو لأَكشِفَ للدُّعَا |
رأسي وأشكو للإلهِ شُجونيِ |
ما كان ناقةُ صالحٍ وفصيلُها |
بالفضلِ عند الله إلا دُوني |
وَرَنَت إلى القبر الشريف بِمُقلَةٍ |
عَبرَى وَقَلبٍ مُكمَدٍ محزونِ |
نادت وأَظفَارُ المُصاب بقلبها |
أَبَتَاهُ عزَّ على العِدَاة مُعِيني |
أبتاهُ هذا السَّامِرِيُّ وعِجلُهُ |
تبعاً ومَالَ الناسُ عَن هارونِ |
أيُّ الرَّزايا أَتَّقي بِتَجَلُّدٍ |
هو في النوائب ما حَيِيِتُ قَريني |
فَقدي أبي أم غَصبُ بَعلِيَ حَقَّهُ |
أم كَسرُ ضلعي أم سقوطُ جَنِيني |
أم أخذُهم حَقِّي وفاضلَ نِحلَتِي |
أَم جَهلُهُم قدري وقد عَرَفُوني |
قَهَروا يَتيمَيكَ الحسينَ وَصِنوَهُ |
وسَئَلتُهُم إِرثي وقد نَهَرُوني |