أَيُّ خَطبٍ عرى البتول وَطاها |
وَنَحَى أَعيُنَ الهدى فَعَمَاهَا |
أَيُّ خَطبٍ أَبكَى النَّبِيِّيِنَ جَمعاً |
وَلهُ الأوصياءُ عَزَّ عزاهَا |
أَيُّ خَطبٍ أبكى الملائكَ طُرَّاً |
وقلوب الإيمانِ شَبَّ لَظَاهَا |
ذاك خطبُ الحسينِ أَعظمُ خَطبٍ |
صَيَّرَ الكائناتَ يجري دِمَاهَا |
لستُ أنساه في ثرى الطفِّ أَضحَى |
في رجال إِلَهَهَا زَكَّاهَا |
نزلوا منزلاً على الماء لكن |
لَم يَبُلُّوا عَنِ الضرام شِفَاهَا |
قد أثاروا من القتالِ عَجَاجاً |
حَسِبَ الناسُ أَنَّ ذاك سَمَاهَا |
قد أثاروا إلى السماء رعيداً |
نَفخةُ الصُّورِ كان دون صَدَاهَا |
بأبي مَالِكِي نفوسَ الأعادي |
صَرَعَتها العداةُ في بوغَاهَا |
تَركُوهُم على الرغام ثلاثاً |
جثماً غُسلُهَا فُيوضُ دِمَاهَا |
وَبنفسي فردُ الحقيقةِ أضحى |
مفرداً حَلَّقَت عليه عِدَاهَا |
عارياً صَلَّتِ السُّيوفُ عليه |
فاغتدى مسجداً لِبِيضِ ضباهَا |
غَسَّلتهُ السُّيوفُ ماءاً طَهوراً |
كَفَّنتهُ الرياح صافي ذَرَاهَا |
شَيَّعَت نعشَهُ الرِّماح وأَمسَى |
قبرها في قلوبِ مَن وَالاهَا |
وبنفسي رَبَائِبُ الخِدر أضحت |
للعِدَى مكسباً عقيب حِمَاهَا |
قد أماطَ العِداةُ عنها رِدَاها |
فَكَسَتهَا سياطُهُم ما كَسَاهَا |
أين عنها حُماتُها لِيَرَوهَا |
باكياتٍ وهل يُفيدُ بُكَاهَا |
بعدما كُنَّ في الخدور بِصَونٍ |
سُلِبَت لَكِنِ العَفَافُ غِطَاهَا |
لَهفُ نَفسي لَها عَلى النِّيبِ حَسرى |
لم تَجِد في الصباء مَن يَرعَاهَا |