يَا أيها النَّبأ العظيم إليك في |
أبنيك منِّي أعظمُ الأنباءِ |
إنَّ الذين تَسَرَّعَا يَقِيَانَكَ |
الأرماحَ في صفين بالهيجاءِ |
فَأَخذتَ فِي عُضدَيهِمَا تَثنِيهِمَا |
عَمَّا أمامك من عظيم بلاءِ |
ذا قاذفاً كبداً له قِطَعاً وَذَا |
في كربلاء مقطعُ الأعضاءِ |
مُلقىً على حَرِّ الصَّعيدِ لِوجهِهِ |
في فتيةٍ بيضِ الوجوهِ وضاءِ |
تلك الوجوه المُشرقاتُ كأنَّها |
الأقمار تَسبَحُ في غَديرِ دِماءِ |
مُتَوَسِّدِين من الصَّعيد صُخُورَهُ |
مُتَمَهِّدِينَ خُشُونَةَ الحصباءِ |
خُضِبوا وما شَابُوا وكان خِضَابُهُم |
بِدَمٍ من الأوداج لا الحَنَّاءِ |
أطفالهم بَلَغُوا الحُلُومَ لِقُربِهِم |
شوقاً إلى الهيجاء لا الحَسنَاءِ |
وَمُغَسَّلِينَ وَلا مِيَاهَ لهم سوى |
عبرات ثكلى حَرَّةِ الأحشاءِ |
أصواتُها بُحَّت وَهُنَّ نَوائِحٌ |
يَندِبنَ قَتلاهُنَّ بالإيماءِ |
وتقول عاتبةً عليهِ وَمَا عَسَى |
يُجدِي عِتَاب مُوَزَّعِ الأشلاءِ |
قَد كنتَ للبُعَدَاءِ أقربُ مُنجِدٍ |
واليوم أَبعَدُهُم عن القُرَبَاءِ |
ماذا أقول إذا التقيتُ بِشَامِتٍ |
أَنِّي سُبِيتُ وَأُخوَتِي بإزائي |
ما كنت أَحسَبُ أن يهونَ عليكُمُ |
ذُلِّي وتصييري إلى الطُّلَقَاءِ |
حَكَم المَنُون عَليكُمُ أن تُعرضُوا |
عَنِّي وَإِن طَرَقَ الهَوانُ فِنَائِي |
هَذِي يَتَامَاكُم تَلوذُ بِبَعضِهَا |
وَلَكم نِسَاءٌ تَلتَجِي بِنِسَاءِ |