أنت هنا: الرئيسية أهل البيت شعراء الاسدي / الكميت (رحمه الله) ينظم في ذم حكم بني أميّة
 
 


ينظم في ذم حكم بني أميّة

البريد الإلكتروني طباعة

الشاعر الكميت الاسدي
ينظم في ذم حكم بني أميّة

ألا هل عَمٍ في رأيه متأَمل وهل مدبر بعد الأساءة مقبلُ
وهل امة مستيقظون لرشدهم فيكشف عنه النعسة المتزملُ
فقد طال هذا النَّرم واستخرج الكرى مساويهم لو أنَّ ذا المَيْل يعدلُ
وعُطلت الأحكام حتى كأننا على مِلَّة غير التي تتنحَلُ
كلام النَّبييِن الهداة كلامنا وافعال اهل الجاهلية نفعلُ
رضينا بدُنيا لا نُريدُ فراقَها على أننا فيها نموت ونقتلُ
ونحن بها المستمسكون كأنها لنا جُنةٌ مما نخاف ومعقلُ
أرانا على حُبِ الحياةِ وطولِها يُجَدّ بنا في كل يوم ونهزلُ
نعالج مُرْمَقاً من العيش فانيا له حارك لايحملُ العِبءَ أَجزلُ
كحالِئةٍ عن كُوعِها وهي تبتغي صلاحَ أديم ضيَّعته وتغْمِلُ
فأصبح باقي عيشنا وكأنَّه لواصِفه هِدمُ الخباء المُرعبَلُ
إذا حيص منه جانب راع جانب بفتقيْن يضحى فيهما المتظللُ
فتلك امور الناس اضحت كأنَّها أمورُ مُضِيع آثر النوم بُهَّلُ
تمقَّقَ اخلافَ المعيشةِ منهمُ رضاعا وأخلافُ المعيشةِ حُفلُ
مصيبٌ على الأعواد يوم ركوبها لما قال فيها مخطىءٌ حين ينزل
يُشبهها الاشباه وهي نصيبه له مشرب منها حرام ومأكلُ
فيا ساستا هاتوا لنا من جوابكم ففيكم لعمري ذو أفانين مقولُ
أأهلُ كتاب نحن فيه وأنتم على الحقِّ نقضي بالكتاب ونعدلُ
فكيف ومن أنى واذْ نحن خِلفة فريقان شتى تسمنون ونهزلُ

إلى أن يقول:

كأنَّ كتاب الله يعنى بأمره وبالنهي فيه الكودنيُّ الموكلُ
الم يَتَدَبّرْ آية فتدُ لّه على ترك ما يأتي أو القلب مقفلُ
فتلك ولاة السوء قد طالَ ملكهم فحتّامَ حتّامَ العناءُ المطوّ لُ
رضوا بفعال السوء في اهل دينهم فقدْ أيتَموا طَوراً عِداءً وَأثكلوا
كما رَضِيتْ بُخْلا وسُوءَ ولاية بكلبَتِها في اوّلِِ الدّهْر حَوْملُ
نباحا إذا ما الليل أظلم دونها وضرباً وتجويعاً خبال مخبّلُ
وما ضربَ الأمثالَ فى الجَورِ قبلنا لأجورَ من حُكامِنا المُتَمَثِّلُ
هم خوّ فونا بالعمّى هوّةَ الردى كما شبّ نار الحالفين المهوّلُ
لهمْ كلّ عام بِدعَة يُحْدِثُونها أزَلّوا بها أتباعهم ثم أوحلوا
وعَيب لاهل الدّينِ بَعدَ ثباتِهِ إلى مُحدَثاتٍ ليس عنها التنقّلُ
كما ابتدع الرهبان مالم يجىء به كتاب ولا وحي من الله منزل
تحلّ دماء المسلمين لديهم ويحرم طلع النخلة المتهدّ ل
وأظماؤنا الأعشار فيما لديهم ومرتعنا فيها ألاء وحرملُ
وليس لنا فى الفيء حظّ لديهم وليس لنا في رحلة الناس أرحلُ
فيا رَبِّ هل الا بك النَصرُ نَبْتَغي عليهم وهل إلا عَليكَ المُعَوَّ ل

إلى أن يقول:

ولكنّ لي في آلِ احمَدَ إسوة ً وما قد مضى في سالفالدهر أطول
على أنني فيما يريب عدوهم من العَرَضِ الأدنى أسَمّ وأسمَلُ
وان ابلغ القصوى أخض غمراتها إذا كره الموت اليراع المهلّلُ
نضخت اديم الود بيني وبينهم بآصرة الأرحام لو يتبلّلُ
فما زادها إلا يبوساً وما أرى لهم رحماً والحمد لله توصلُ
ونضخي إيّاه التقيّات منهم أداجي على الداء المريب وأدملُ
وإني على أني أرى في تقية أخالط أقواماً لقوم لمزيلُ
وإني على إغضاء عيني مطرق وصبريعلى الأقذاء وهي تجلجلُ
وإن قيل لم أحفل وليس مباليا لمحتمل ضَبّاً أبالي وأحفلُ
مهذبة غراء في غِبِّ قولها غداة غد تفسير ما قال مجملُ
اتتكم على هول الجنان ولم تطع لها ناهياً مما يئنّ ويزحلُ
وما ضرّها أن كان في الترب ثاويا زهير وأودى ذو القروح وجرولُ