وصوله (ع) الى كربلاء

البريد الإلكتروني طباعة

وصول الامام الحسين (عليه السلام) الى كربلاء

في احدى المحطات الواقعة في الطريق الى كربلاء قام الإمام الحسين (عليه السلام) خطيباً موضحا لأصحابه المصير الذي ينتظرهم فقال: «انه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون، وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، واستمرت حدّاء [مقطوعة]، ولم تبق منها الا صبابة كصبابة الاناء، وخسيس عيش كالمرعى الوَبيل، ألا ترون الى الحق لا يعمل به، والى الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربّه محقاً، فاني لا أرى الموت الا سعادة، والحياة مع الظالمين الا بَرَما [مللا]». سار الركب نحو كربلاء ولم يقطع مسافة طويلة حتى اعترضه الجيش الأموي واضطره للنزول، فراح الإمام (عليه السلام) يسأل وكأنه يبحث عن أرض كربلاء: ما اسم هذه الأرض؟ فقيل له: ارض (الطف) ، فقال: هل لها اسم غير هذا؟ قيل اسمها كربلاء، فقال (اللهم أعوذ بك من الكرب والبلاء). ثم قال: (هذا موضع كرب وبلاء، انزلوا: ها هنا محط رحالنا، ومسفك دمائنا، وها هنا محل قبورنا، بهذا حدثني جدّي رسول الله). اليوم هو الثاني من شهر محرم سنة (61) للهجرة، وها قد نزل الحسين (عليه السلام) في أرض كربلاء وضرب فسطاطه وراح يعد سلاحه ويصلح سيفه مرددا الأبيات الآتية:

يا دهر أف لك من خليل

كم لك بالاشراق والأصيل

من طالبٍ وصاحبٍ قتيل

والدهر لا ينفع بالبديل

وكل حيّ سالك سبيل

ما أقرب الوعد من الرحيل

وانما الامر الى الجليل          

الإمام الحسين (عليه السلام) يردد أبيات الشعر وزينب (سلام الله عليها) تنصت اليه، وتقرأ من خلال الشعر مشاعره وأحاسيسه فتندبه وتناديه بصوت يملأه الحنان، فقال (عليه السلام): نعم ياأختاه، فقالت (سلام الله عليها): واثكلاه، ينعي الحسين إليَّ نفسه.