أنت هنا: الرئيسية أهل البيت سيرة الأمام الحسين بن علي الزكي وصول سباياه (ع) الى الكوفة
 
 


وصول سباياه (ع) الى الكوفة

البريد الإلكتروني طباعة

وصول سبايا الامام الحسين (عليه السلام) الى الكوفة

تحرك موكب سبايا أهل البيت (عليهم السلام)، في الحادي عشر من المحرم وهو يقطع الصحاري، حاملاً الذكريات الموحشة والمؤلمة لليلة الفراق والوحشة، التي قضوها على مقربة من مصارع الشهداء.

دخل الركب الكوفة في اليوم الثاني عشر من المحرم سنة (61) هـ، ففزع أهل الكوفة، وخرجوا الى الشوارع، بين متسائل لا يدري لمن السبايا، وبين عارف يكفكف أدمعاً ويضمر ندماً.

اتجه موكب السبايا نحو قصر الإمارة، مخترقاً جموع أهل الكوفة وهم يبكون لما حل بالبيت النبوي الكريم، ولما اكتسبت أيديهم، وخدعت وعودهم سبط النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإمام المسلمين الحسين (عليه السلام)، وها هم يرون أهله ونساءه أسارى، وها هو رأس السبط الشهيد يحلّق في سماء الكوفة، على رأس رمح طويل، وقد دعوه ليكون قائداً للأمة الإسلامية وهادياً لها نحو الرشاد.

حدّقت زينب (عليها السلام) بالجموع المحتشدة، ومرارة فقدان أخيها تملا فمها، وذل الأسر يحيط بموكبها، نظرت إلى أهل الكوفة نظرة غضب واحتقار، وخطبت بهم خطبة مقرعة ومؤنبة.

اُدخل رأس الحسين (عليه السلام) الى القصر، ووضع بين يدي ابن زياد، فأخذ يضرب الرأس الشريف بقضيب كان في يده، وعليه علامات الفرح والسرور ثم اُدخل النساء والأطفال وعلي بن الحسين (عليه السلام)، فانبرى ابن زياد مخاطباً زينب (عليها السلام)، وشامتاً بها: (الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم)، فردت عليه بلسان المرأة الواثقة بأهدافها:

«الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وطهرّنا من الرجس تطهيراً، انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا».

فقال ابن زياد: كيف رأيت فعلَ الله بأهل بيتك؟

قالت: «كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه، وتختصمون عنده».

جاء الدور بعد ذلك للإمام السجاد (عليه السلام) ليقف أمام عبيد الله بن زياد، فسأله: مَن أنت؟ أجاب: أنا علي بن الحسين فقال: ألم يقتل الله علي بن الحسين؟ فرد عليه: كان لي أخ يسمى علياً قتله الناس. فقال ابن زياد: بل قتله الله. فرد عليه: (الله يتوفى الأنفس حين موتها)، فغضب ابن زياد لرد السجاد (عليه السلام) ونادى الجلاوزة: اضربوا عنقه فتعلقت عمته زينب (عليها السلام) به وصاحت: «يابن زياد حسبك من دمائنا، والله لا أفارقه فان قتلته فاقتلني معه» فتراجع عن ذلك.

لم يقف حقد ابن زياد، وقساوته، وأسلوبه الوحشي، الى حد؛ بل راح يطوف في اليوم الثاني، برأس الحسين (عليه السلام) في شوارع الكوفة، يُرهب أهلها ويتحدى روح المعارضة والمقاومة فيها.