أنت هنا: الرئيسية أهل البيت سيرة الأمام الحسين بن علي الزكي ورود جيش عمر بن سعد ارض كربلاء
 
 


ورود جيش عمر بن سعد ارض كربلاء

البريد الإلكتروني طباعة

ورود جيش عمر بن سعد ارض كربلاء

راح عبيد الله بن زياد يبعث بقواته بشتى صنوفها الى أرض كربلاء، وكان من ابرز الذين انتدبهم لتنفيذ الجريمة، ومقاتلة الإمام الحسين (عليه السلام) هو عمر بن سعد، ووعده إن هو قتل الحسين (عليه السلام) يُعطيه ملك الرّي، فاختار عمر بن سعد حطام الدنيا، وركض وراء السراب وقاد أربعة آلاف مقاتل، وعسكر بالقرب من مخيم الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان ذلك في الثالث من شهر محرم سنة (61) هـ. قبل ان يدخل عمر بن سعد معركته مع الحسين (عليه السلام) اجتمع الإمام وحاوره، فكتب الى ابن زياد يقترح عليه فكرة توصل اليها مع الإمام، وهي ان يرفع الحصار عن الحسين (عليه السلام)، ويفتح المجال له بالعودة لإيقاف نزيف الدم الذي بدأ يأخذ مجراه على ارض العراق. وصل كتاب عمر بن سعد الى عبيد الله بن زياد فاجاب على كتابه، وارسل الجواب بيد شمر بن ذي الجوشن، نقتطف هنا اهم ما جاء به: إني لم ابعثّك الى الحسين لتكف عنه، ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء، ولا لتعتذر عنه، ولا لتكون له عندي شافعاً، انظر فان نزل الحسين واصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إليّ سلماً، وان أبوا فازحف اليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم، فانهم لذلك مستحقون، وان قتل الحسين فاوطئ الخيل صدره وظهره، فانه عاق ظلوم …. وان أبيت، فاعتزل عملنا وجندنا، وخَلِّ بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر، فانا أمرناه بأمرنا والسلام. استلم عمر بن سعد الرسالة، وقرأ ما فيها، وأخذ يصارع نفسه بين مواجهة الحسين (عليه السلام) وقتله، التي يحلم عن طريقه الحصول على السلطة والسياسة، والمكانة المرموقة عند رؤسائه وقادته، وبين تحمل أوزار الجريمة، فسولت له نفسه ان يُرجّح السلطة والمال، وقرر ان يقود المعركة، وان يفجر ينبوع الدم الزاكي بمعونة شمر بن ذي الجوشن.