أنت هنا: الرئيسية أهل البيت سيرة الأمام الحسين بن علي الزكي خروجه (ع) من المدينة الى مكة
 
 


خروجه (ع) من المدينة الى مكة

البريد الإلكتروني طباعة

خروج الامام الحسين (عليه السلام) من المدينة الى مكة

ان تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية للامة الإسلامية وبالخصوص في عهد الحاكم الاموي (يزيد)، كل ذلك دفع بالإمام (عليه السلام) الى التحرك والخروج من المدينة المنورة الى مكة المكرمة لقيادة المقاومة ومجابهة الحكم الاموي البغيض. وقد أشار (عليه السلام) في احدى رسائله الى الدوافع التي أدّت الى خروجه حيث قال: «لم اخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وانما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي…»، ويعلن رفضه لبيعة يزيد بقوله (عليه السلام): «… ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر,، قاتل النفس المحرّمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع لمثله…»، ويمكن ـ في هذه الحالة ـ اختصار دوافع خروج الإمام الحسين (عليه السلام) بما يلي: 1 ـ استبداد واستئثار الامويين بالسلطة. 2 ـ القتل والارهاب وسفك الدماء الذي كانت تنفذه السلطة الاموية. 3 ـ العبث بأموال الامة الإسلامية، مما ادى الى نشوء طبقة مترفة على حساب طبقة محرومة. 4 ـ الانحراف السلوكي وانتشار مظاهر الفساد الاجتماعي. 5 ـ غياب قوانين الإسلام في كثير من المواقع المهمة، وتحكم المزاج والمصلحة الشخصية. 6 ـ ظهور طبقة من وضاع الاحاديث والمحرّفين لسنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك لتبرير مواقف السلطة. لم يغادر الحسين (عليه السلام) المدينة المنورة حتى زار قبر جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زيارة المودع الذي لا يعود، فقد كان يعلم أن لا لقاء له مع مدينة جدّه ولن يزور قبره بعد اليوم، وان اللقاء سيكون في مستقر رحمة الله، وأنّه لن يلقى جدّه إلا وهو يحمل وسام الشهادة، وشكوى الفاجعة، وقف (عليه السلام) الى جوار القبر الشريف فصلى ركعتين ثم وقف بين يدي جدّه العظيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يناجي ربّه: «اللهم هذا قبر نبيك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنا ابن بنت نبيك، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت، اللهم اني أحب المعروف، وأنكر المنكر، وأنا أسألك ياذا الجلال والاكرام بحق القبر ومن فيه إلا ما اخترت لي ما هو لك رضى ولرسولك رضى». في 27 / رجب / سنة 60 هـ اتجه ركب الحسين (عليه السلام) نحو مكة، وسارت الكوكبة الرائدة في طريق الجهاد والشهادة تغذ السير، وتقطع الفيافي والقفار، سار (عليه السلام) ومعه نفر من أهل بيته وأصحابه وبرفقته نساؤه وأبناؤه وأخته زينب الكبرى يخترقون قلب الصحراء، ويجتازون كثبان الرمال، شطر المسجد الحرام لينهي الركب بارض الطفوف مثوى الخالدين يقودهم الإمام الحسين (عليه السلام) متحديا بهم السلطة والقوة والمطاردة، مُذكراً بهجرة أبيه علي (عليه السلام) من مكة الى المدينة يوم خرج ضحى بركب الفواطم متحدياً كبرياء قريش وصلفها، خلافاً لما اعتاده المهاجرون من سلوك المنعطفات بين اجنحة الظلام.