أنت هنا: الرئيسية المكتبة الاسلامية الآداب الطبية في الإسلام الفصل الرابع : التمريض .. والمستشفى
 
 


الفصل الرابع : التمريض .. والمستشفى

البريد الإلكتروني طباعة
كتاب الآداب الطبية في الإسلام ص121 ـ ص140


أمكن ان لا يتداوى الانسان كلما كان ذلك اصلح له ... وذلك مثل ماروى عن ابي عبد الله عليه السلام : من ظهرت صحته على سقمه ، فيعالج نفسه فمات ، فأنا الى الله منه بريء (1) .
وكتلك الروايات التي تؤكد على عدم تناول الدواء ما احتمل البدن الداء او مع عدم الحاجة الى الدواء (2) .
وكذلك الروايات التي تنهى عن الاضطجاع مع وجود القدرة على القيام (3) .
والتي تقول : امش بدائك ما مشى بك (4) .
والتي تقول : انه ما من دواء الا ويهيج داء (5) .
وعن الكاظم عليه السلام : ادفعوا معالجة الاطباء ما اندفع الداء عنكم فانه بمنزلة البناء قليله يجر الى كثيره (6) .
____________
(1) الخصال ص 26 ج 1 والفصول المهمة ص 404 . وسفينة البحار ج 2 ص 78 والوسائل ج 2 ص 629 وطب الائمة ص 61 والبحار ج 81 ص 207 وج 62 ص 64 و 65 عن الخصال وعن علل الشرايع ج 2 ص 151 و 150 .
(2) الكافي ج 6 ص 382 ، والمحاسن للبرقي ص 571 ، ومستدرك الوسائل ج 1 ص 82 والفصول المهمة ص 404 و 442 ، وطب الامام الصادق ص 75 عنه ، وسفينة البحار ج 2 ص 78 ، والوسائل ج 2 ص 630 وج 17 ص 190 ، عن العلل ومكارم الاخلاق وغيرهما ، ومجمع الزوائد ج 5 ص 86 عن الطبراني ، والبحار ج 81 ص 207 و 211 وج 62 ص 63 و 64 و 65 و 66 و 260 و 269 و 287 وج 66 ص 456 وفي هامشه عن كثير ممن تقدم وعن الدعوات للرواندي ، ومكارم الاخلاق ص 418 وعن فقه الرضا ص 46 وعن الشهيد رحمه الله وغير ذلك .
(3) البحار ج 81 ص 204 ومستدرك الوسائل ج 1 ص 82 عن المنهج .
(4) نهج البلاغة قسم الحكم رقم 26 والوسائل ج 2 ص 630 و 629 عنه والبحار ج 62 ص 48 و ج 81 والفصول المهمة ص 404 وسفينة البحار ج 2 ص 78 .
(5) روضة الكافي ص 273 والبحار ج 62 عنه والوسائل ج 2 ص 629 ، وسفينة البحار ج 2 ص 78 ، ومقدمة طب الائمة للخرسان ص 4 .
(6) البحار ج 81 ص 207 وفي هامشه عن علل الشرايع ج 2 ص 151 و 150 .


( 122 )


والتي تقول : لا يتداوى المسلم حتى يغلب مرضه على صحته (1) .
والتي تقول : شرب الدواء للجسد كالصابون للثوب ، ينقيه ، ولكن يخلقه (2) .
واما شرب الدواء من غير علة ، فلا ريب في انه غير صالح ، وانه يعقب مكروها كما ورد في بعض النصوص ، فعن الصادق عليه السلام : « ثلاثة تعقب مكروها : حملة البطل في الحرب في غير فرصة ، وان رزق الظفر ، وشرب الدواء من غير علة ، وان سلم منه ... الخ (3) » ، كما انه قد ورد عنه عليه السلام قوله : « ثلاثة لا ينبغي للمرء الحازم ان يقدم عليها : شرب السم للتجربة ، وان نجا منه وافشاء السر الى القرابة ... الخ (4) » .
لا اسراف في الدواء :
ومن الجهة الاخرى ، فان على الطبيب : ان لا يحاذر في اعطاء الدواء للمريض من ان ذلك قد يعد اسرافا ، اذا وجد للدواء موضعا ، كما ورد في بعض النصوص (5) مهما كان ذلك الدواء كثيرا ، او ثمنه غاليا ، فان صحة الانسان وسلامته اغلى من ذلك مهما بلغ ... اما اذا لم يجد للدواء موضعا فان عليه ان يمسك ، ليس لاجل ان ذلك يخلق البدن ، ولانه يهيج داء فقط ... وانما
____________
(1) راجع : طب الامام الصادق عليه السلام ص 75 عن الفصول المهمة ، ومستدرك الوسائل ج 1 ص 82 والوسائل ج 17 ص 17 وفي هامشه عن الخصال ج 2 ص 153 فصاعدا والبحار ج 62 ص 70 وج 81 ص 203 عن الخصال ايضا ص 161 ، وتحف العقول ص 73 ح 400 .
(2) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 20 ص 300 وقصار الجمل ج 1 ص 209 عنه .
(3) تحف العقول ص 237 والبحار ج 78 ص 234 عنه .
(4) تحف العقول ص 237 / 238 ، والبحار ج 78 ص 235 عنه ، وغرر الحكم ج 1 ص 365 .
(5) روضة الكافي ص 345 ، والوسائل ج 11 ص 401 وج 2 ص 629 والبحار ج 82 ص 53 ، وقصار الجمل ج 2 ص 63 .


( 123 )


لاجل ان ذلك يعد اسرافا ايضا ... وقد جاء في بعض النصوص :
« ليس فيما اصلح البدن اسراف ، انما الاسراف فيما اتلف المال واضر البدن (1) » .
وذلك واضح ولا يحتاج الى مزيد بيان .
عدم اطالة فترة العلاج :
واما بالنسبة لاطالة فترة العلاج وعدمها ، فيمكن ان يستفاد من النصوص المتقدمة الامرة بعدم العلاج لمن ظهرت صحته على سقمه ، ومن قوله ( ع ) : ما من دواء الا ويهيج داء ، ومن قوله : ان الدواء يخلق الجسم ، وغير ذلك مما تقدم تحت عنوان : « الدواء ... والعلاج » ، يمكن ان يستفاد منه : ان الشارع يرغب في الاسراع بالتخلص من هذا الوضع الاستثنائي وفي عدم الاستسلام له .
كما ويستفاد ذلك بوضوح من قول امير المؤمنين عليه السلام المتقدم ، الامر للطبيب بالاجتهاد في العلاج .
ومما تقدم من ان التارك شفاء المجروح من جرحه شريك جارحه لا محالة وذلك ان الجارح اراد فساد المجروح ، والتارك لاشفائه لم يشأ صلاحه ... الخ .
وواضح : ان اطالة فترة المعالجة من قبل الطبيب تنافي الاجتهاد فيه ، كما انها نوع من ترك شفاء المريض ، ومن عدم النصح له .
وبعد ... فقد تقدم في نصائح الاهوازي قوله : « على الطبيب ان يجد في معالجة المرضى ، وحسن تدبيرهم ، ومعالجتهم ... الخ » .
ومن ذلك الذي لا يجب ان يتخلص من الالم والمرض بسرعة ، لينصرف
____________
(1) المحاسن للبرقي ص 312 ، وطب الامام الصادق ص 77 عن الفصول المهمة والبحار ج 75 ص 304 و 303 وج 76 ص 75 و 81 و 82 عن كامل الزيارة ، وعن المحاسن ، ومكارم الاخلاق ص 57 و 57 ، والتهذيب للشيخ ج 7 ص 376 ، والكافي ج 6 ص 499 ، ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 68 ، والوسائل ج 1 ص 397 و 398 .


( 124 )


الى تدبير اموره ، والنظر في شؤون معاشه ومعاده ؟ !
ولماذا لا يحاول الطبيب مساعدته في هذا الامر الذي يرغب فيه ، ويخلصه من الالام التي يعاني منها ؟ ! ، وهل اطالة فترة المعالجة الا منافية لما يحكم به العقل ، والشرع والوجدان ؟ !
فلسفة الدواء للمريض :
وان مما يزيد في ثقة المريض بالطبيب ، وبمعرفته بالعلاج الذي يقدم على تجويزه له ، وبالدواء الذي يفترض في المريض ان يتجرعه ، ويساعد بالتالي على نجاح العلاج له ... هو ان يفلسف الطبيب له ـ بنحو ما ـ سر تجويزه هذا الدواء له ، ويبين له بعض منافعه ليطمئن الى ان هذا الدواء ان لم ينفع في دفع المرض عنه ، فانه لن يضره جزما ، مع قوة احتمال نفعه من الجهة او الجهات الاخرى ... ولقد رأينا النبي ( ص ) والائمة المعصومين عليهم السلام من بعده يذكرون منافع الادوية التي يوصون مراجعيهم بتناولها في موارد كثيرة جدا ، لا تكاد تحصر (1) .
وقد قال علي ( ع ) : من لم يعرف مضرة الشيء لم يقدر على الامتناع منه (2) .
كما ان للاعتقاد دور هام في تأثير الدواء ، ودفعه للمرض ... ولاجل ذلك نجد الامام الصادق عليه السلام حينما يروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دواء لوجع الجوف ، ويعترض عليه البعض : بأنهم قد بلغهم ذلك ففعلوه ، فلم ينفع ـ نجده عليه السلام ـ يغضب ويقول :
« انما ينفع الله بهذا اهل الايمان به ، والتصديق لرسوله ، ولا ينفع به اهل النفاق ، ومن اخذه على غير تصديق منه للرسول (3) » .
____________
(1) راجع على سبيل المثال : الوسائل ج 17 ص 76 و 135 و 136 وهوامشها والبحار ، والفصول المهمة ، وطب النبي « ص » وطب الائمة ، وغير ذلك كثير جدا .
(2) غرر الحكم ج 2 ص 703 .
(3) البحار ج 62 ص 73 عن دعائم الاسلام .


( 125 )


اطعام المريض عند اشتهائه :
وبعد ... فقد جاء في فقه الرضا ( ع ) وغيره ، في حديث قوله :
« ... فاذا اشتهى الطعام ، فأطعموه ، فلربما فيه الشفاء (1) » .
ولعل مرد ذلك الى ان الجسد ربما يكون قد بدأ يشعر بما يحتاج اليه ويحاول التعويض عن النقص الذي يعاني منه ، ومعنى ذلك هو : ان مقتضيات الصحة والعافية قد بدأت تتغلب على عوامل المرض فيه ... واذن ... فلا بد من تلبية حاجة الجسد هذه ، وعدم منعه عما يتطلبه .
ولعل الى هذا يشير ما روى عنهم عليهم السلام : اذا جعت فكل ، واذا عطشت فاشرب ، واذا هاج بك البول فبل ، ولا تجامع الا من حاجة ، واذا نعست فنم (2) .
فاذا لم يكن لدى المريض اشتهاء الى الطعام ، فان اكراهه عليه لن يكون مفيدا كثيرا ، ان لم نقل : انه لربما يؤدي الى مضاعفات غير حميدة : نفسيا ، وجسديا . ولاجل ذلك نجد بعض النصوص تقول :
عنه ( ص ) : « لا تكرهوا مرضاكم على الطعام ، فان الله يطعمهم ويسقيهم (3) » .
____________
(1) مستدرك الوسائل ج 1 ص 96 ، والبحار ج 62 ص 261 عن فقه الرضا ص 46 وراجع : كنز العمال ج 10 ص 7 و 46 عن ابن ماجة عن ابن عباس ، وعن ابن ابي الدنيا وعبد الرزاق عن عمر ، وراجع البحار ج 81 ص 224 ومجمع الزوائد ج 5 ص 97 عن الطبراني ، وسنن ابن ماجة ج 1 ص 463 ، والطب النبوي لابن القيم ص 84 .
(2) مستدرك الوسائل ج 3 ص 128 .
(3) البحار ج 62 ص 142 عن الدعائم وص 273 عن السرائر ، ابواب الاطعمة والاشربة ، ولم ينسبه له ( ص ) ، وطب الصادق ص 16 عن الدعائم ، ومستدك الحاكم ، ج 1 ص 350 و 410 ، وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة ، وكنز العمال ج 10 ص 27 عنه وعن الترمذي ، وسنن البيهقي ج 9 ص 347 ومجمع الزوائد ج 5 ص 86 عن البزار والطبراني في الاوسط ، ونوادر الاصول ص 66 ومستدرك الوسائل ج 3 ص 127 ، والطب النبوي لابن القيم ص 71 والترمذي ج 4 ص 384 ومصابيح السنة ج 2 ص 95 .


(126)


ولعل المراد بأن الله يطعمهم ويسقيهم : انه تعالى يلطف بهم ، ويكيف اجسادهم بحيث تقل حاجتها الى الطعام والشراب ، الذي ربما لا يستطيع الجسد ان يتكيف معه ، بملاحظة مضاعفات المرض التي تلم به ... وليس ذلك على الله تعالى ببعيد .
لا يكلف المريض المشي :
وقد روى عن ابي عبد الله عليه السلام : ان « المشي للمريض نكس » (1) .
ولعل ذلك بملاحظة : ان الطاقة التي يفترض ان يصرفها البدن في التغلب على المرض ... يصرفها في تكلف المشي ، ان لم يصرف تكلفه هذا ازيد من المعتاد ، بملاحظة الحالة الخاصة التي يعاني منها ... ومعنى ذلك : ان ينتكس المريض ، ويعطى الفرصة للمرض ليتغلب عليه ، ويفتك فيه من جديد .
حمل الادوية في السفر :
والذي يلاحظ الروايات الواردة في مجال الطب العام يجد انها لم تهمل ايا من الحالات التي يتعرض لها الانسان عادة ، ومن جملتها حالة السفر ، حيث امرت الرواية باستصحاب الادوية التي ربما يحتاج اليه للعوارض التي تترافق مع السفر عادة ، والتي تنتج عن المتغيرات التي يتعرض لها الانسان في مواجهة المناخات والاجواء المختلفة ، او عن استخدامه لوسائل النقل المختلفة ، هذا عدا عن ان بعض الامراض لربما تظهر في بعض البلاد دون بعض .
نعم ... ولاجل هذا نجد لقمان ينصح ولده ـ اذا اراد السفر ـ فيقول : « تزود معك الادوية فتنتفع بها انت ومن معك (2) » .
____________
(1) راجع : الوسائل ج 2 ص 632 وروضة الكافي ص 291 ، والبحار ج 62 ص 266 عنه ، وطب الصادق ص 76 ؛ وسفينة البحار ج 2 ص 78 .
(2) المحاسن للبرقي ص 360 والبحار ج 76 ص 275 و 273 و 270 عنه وعن دعوات الراوندي ومكارم الاخلاق ص 254 والوسائل ج 8 ص 311 والكافي ج 8 ص 303 ومن لا يحضره الفقيه ج 2 ص 185 .


( 127 )


العلاج بما يخاف ضرره :
وبعد كل ما تقدم ... فانه اذا كان الطبيب يرى ان الدواء الفلاني يفيد في دفع المرض واستئصاله لكنه يعلم ان له مضاعفات سيئة على المريض فان كانت هذه المضاعفات مما لا يتسامح العرف ولا الشرع بالاقدام عليها لم يجز له ذلك ، والاّ جاز . وكذا الحال بالنسبة للمريض نفسه ، فانه يجوز له تناول الدواء وان كان يحتمل ضرره احتمالا لا يعتد به العرف والعقلاء ... ويشير الى هذا ما عن الدعائم ، عن جعفر بن محمد عليه السلام : انه رخص في الكي فيما لا يتخوف فيه الهلاك ولا يكون فيه تشويه (1) » .
وعن يونس بن يعقوب قال : سألت ابا عبد الله عليه السلام عن الرجل يشرب الدوء وربما قتل ، وربما سلم ، وما يسلم منه اكثر ، قال : فقال : انزل الله الدواء ، وانزل الشفاء ، وما خلق الله داء الا وجعل له دواء ، فاشرب وسم الله تعالى (2) .
وعن يونس بن يعقوب ، قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام : الرجل يشرب الدواء ، ويقطع العرق ، وربما انتفع به ، وربما قتله ، قال يقطع ويشرب (3) .
وفي هذا المعنى روايات اخرى ايضا (4) .
حفظ الاسرار الطبية :
سيأتي في بحث عيادة المريض : البحث في انه هل ينبغي للمريض كتمان مرضه ام لا ؟ والذي نريد : ان نشير اليه هنا هو كتمان الطبيب للاسرار الطبية ، ولابد
____________
(1) البحار ج 62 ص 74 .
(2) الوسائل ج 17 ص 178 / 179 وطب الائمة ص 63 .
(3) الوسائل ج 17 ص 177 ـ 178 وروضة الكافي ص 194 .
(4) الوسائل ج 17 ص 176 ـ 179 وفي هامشه مصادر اخرى .


( 128 )


من التكلم في ذلك من ناحيتين :
الاولى : انه لابد وان يحفظ الطبيب سر المريض فلا يبوح به لاحد .. وقد ورد في الشريعة المطهرة الحث على كتمان سر المؤمن . ووعد الله ان يجعل من يكتم سر اخيه المؤمن يستظل بظل عرش الله يوم القيامة ، يوم لاظل الا ظله (1) .
وعن عبدالله بن سنان قال : قلت له : عورة المؤمن على المؤمن حرام ؟ قال نعم ، قلت : سفلته ؟ قال : ليس حيث يذهب ، انما هو اذاعة سره (2).
كما انه اذا اطمأن المريض الى ان سره محفوظ ؛ فان يصير اكثر شجاعة على البوح للطبيب بكثير من الامور التي قد يكون لها اكبر الاثر ، او الاثر الكبير في معرفة حقيقة الداء ، الامر الذي يسهل على الطبيب وصف المناسب والناجع من الدواء .. كما انه يمكن ان تصدر من المريض الكثير من الامور التي يحب ان لا يعلمها منه احد . وهذا امر طبيعي وواضح ..
نعم .. وقد امر الشارع المريض بان لا يكتم الطبيب مرضه ، لان كتمانه اياه يجعل الطبيب غير قادر على فهم حقيقة ما يعاني منه مريضه من جهة ..
هذا ان لم يكن ذلك سببا في ان يفهم غير ما هو الواقع ؛ فيصف له ليس فقط ما لا يجدي ، بل وما قد يضر بحالته ويكون له مضاعفات خطيرة جداً عليه من جهة اخرى .. وورد ان عليا ( ع ) اشار الى الجهة الاولى بقوله : من كتم مكنون دائه عجز طبيبه عن شفائه (3) . وعنه ( ع ) : لاشفاء لمن كتم طبيبه داءه (4) .
واشار الى الجهة الثانية فقال ( ع ) فيما روى عنه : من كتم الاطباء مرضه
____________
(1) قصار الجمل ج 2 ص 179 عن الوسائل كتاب النكاح باب 12 حديث 3 .
(2) اصول الكافي ج 2 ص 267 ط المكتبة الاسلامية والمحاسن ص 104 والوسائل ج 8 ص 608 وج 2 ص 368 وراجع هامشها .
(3) غرر الحكم ج 2 ص 667 .
(4) غرر الحكم ج 2 ص 833 .


( 129 )


خان بدنه (1) .
ولقد جاء في القسم المنسوب الى ابقراط : « ... واما الاشياء التي اعانيها في اوقات علاج المرضى ، واسمعها في غير أوقات علاجهم في تصرف الناس في الاشياء ، التي لا ينطق بها خارجا ، فامسك عنها ، وارى ان امثالها لاينطق به .. » (2) .
وجاء في الوصية المنسوبة لابقراط ايضا ان الطبيب : « ينبغي ان يكون مشاركا للعليل مشفقا عليه ، حافظا للاسرار ، لان كثيرا من المرضى يوقفونا على امراض بهم لا يحبون ان يقف عليها غيرهم » (3) .
وقال علي بن العباس : « يجب على الطبيب ان يحفظ اسرار المريض ، ولا يفشيها ، لا لاقاربه ولا لغيرهم ممن يتصل به ، لان كثيرا من المرضى يكتمون ما بهم عن اقرب الناس اليهم ، حتى والديهم ، ويبوحون به للطبيب كاوجاع الرحم والبواسير ... فعلى الطبيب ان يحافظ على سر المريض اكثر من المريض نفسه (4) » . .
الثانية : كتمان اسرار الطب عمن يمكن ان يسيء استعمالها .. وقد روى عن الصادق عليه السلام أن : « لكل شيء زكاة ، وزكاة العلم ان يعلمه اهله » (5) وفي معناه غيره .
وعن علي ( ع ) : « شكر العالم على علمه ان يبذله لمن يستحقه » (6) .
____________
(1) غرر الحكم ج 2 ص 663 .
(2) عيون الانباء ص 45 .
(3) عيون الانباء ص 46 / 47 .
(4) تاريخ طب در ايران ج 2 ص 457 عن كتاب كامل الصناعة الطبية الملكي .
(5) البحار ج 2 ص 25 وقصار الجمل ج 2 ص 56 وراجع اصول الكافي ج 1 باب سؤال العلم وتذاكره .
(6) البحار ج 2 ص 81 عن كنز الكراجكي وقصار الجمل ج 2 ص 60 .


( 130 )


وفي البحار ج 2 روايات متعددة يستفاد منها هذا المعنى .
وواضح ان من يسيىء استعمال العلم ليس ممن يستحق العلم ، ولا هو من اهله ولعل من اظهر مصاديق هؤلاء العدو الغاشم ، فلا بد من الاحتياط منه وعدم اطلاعه لا على الادوية ولا على اسرارها ؛ فعن علي ( ع ) : ثلاثة لا يستحى من الختم عليها : المال لنفي التهمة ، والجوهر لنفاسته ، والدواء للاحتياط من العدو (1) .
واما بالنسبة لغير العدو فقد قال علي بن العباس : ان على الطبيب ان « لا يجوز لهم الدواء الخطر ، ولا يصفه لهم ، ولايدل المريض على ادوية كهذه ، ولا يتكلم عنها امامه ، ولا يجوز لهم الادوية المسقطة للجنين ، ولا يدل عليها احدا (2) » .
وما ذلك الا لان الطب لم يكن الا لخدمة الانسانية ، والتخفيف من آلامها ، فاذا اسيىء استعماله ، وكان مضرا بالانسان وبالانسانية ، فان الانسانية تكون في غنى عنه ، وليست بحاجة اليه .
وقد جاء في القسم المنسوب الى ابقراط : « واما الاشياء التي تضر بهم ، وتدنى منهم بالجور عليهم فأمنع منها بحسب رأيي ، ولا اعطى اذا طلب مني دواء قتالا ، ولا اشير ايضا بمثل هذه المشورة . وكذلك ايضا لا ارى ان ادنى من النسوة فرزجة تسقط الجنين (3) » .
تحري الدقة في اجراء الفحصوصات :
وبعد .. فان على الطبيب ان يتحرى الدقة التامة في مجال اجرائه الفحوصات للمريض ، فان ذلك بالاضافة الى انه من مقتضيات الامانة ؛ فانه مما تفرضه المشاعر الانسانية النبيلة بالنسبة لهذا الانسان الذي سلم امره اليه ، وعلق الكثير من آماله عليه .. وقد اشار امير المؤمنين علي ( ع ) الى ذلك حينما قال ـ فيما روى عنه ـ : « لاتقاس عين في يوم غيم » (4) . وقد تقدم ما فيه اشارة الى ذلك ايضا .
____________
(1) شرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 289 .
(2) تاريخ طب در ايران ج 2 ص 457 عن كتاب : كامل الصناعة الطبية الملكي .
(3) عيون الانباء ص 45 . والفرزجة : شيء يتداوى به النساء ...
(4) الوسائل ج 19 ص 280 والتهذيب ج 10 ص 268 والفقيه ج 4 ص 101 .


( 131 )


من مواصفات الطبيب الحاذق :
واخيرا ... فقد ذكر البعض بعض المواصفات التي يفترض بالطبيب الحاذق ان يراعيها ويهتم بها ... وقد تقدم بعض ما يشير الى نقاط منها ... وبقى ان نشير منها الى ما يلي :
1 ـ ان يعرف نوع المرض .
2 ـ ان يعرف سببه .
3 ـ معرفة المزاج الطبيعي للبدن .
4 ـ معرفة المزاج الحادث على غير المجرى الطبيعي .
5 ـ سن المريض .
6 ـ عادات المريض .
7 ـ ملاحظة حالة الجو الحاضرة وما ينسجم معها .
8 ـ ملاحظة كونه في اي فصل من فصول السنة .
9 ـ النظر في امكان المعالجة لتلك العلة ، او تخفيفها ، ام لا يمكن .
10 ـ ملاحظة بلد المريض وتربته .
11 ـ النظر في امكان المعالجة بغير الدواء ، كالحمية والغذاء والهواء ، ثم بالادوية البسيطة ، ثم المركب ... وهكذا ...
12 ـ النظر في الدواء المضاد لتلك العلة ، ثم الموازنة بين قوته وقوة ذلك المرض ، بالاضافة الى قوة المريض نفسه .
13 ـ ان يربط المريض بالله ، واعتباره القادر على شفائه ، وتوجيهه نحو تصفية النفس ، والاخلاص له تعالى ... (1) .
انتهى ما اردناه من كلامه ، مع تصرف ، وزيادة ، وحذف ... وبعضه يمكن استخلاصه مما تقدم ومن غيره من روايات اهل البيت عليهم السلام ، او يدخل في قواعد عامة صدرت عنهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ...
____________
(1) الطب النبوي لابن القيم ص 112 ـ 114 .


( 132 )


معالجة غير المسلم للمسلمين :
ولم يمنع الاسلام من مداواة اليهودي والنصراني للمسلم ، فقد روى عن ابي جعفر عليه السلام ، قال : سألته عن الرجل يداويه النصراني واليهودي ، ويتخذ له الادوية ، فقال : لا بأس بذلك ، انما الشفاء بيد الله (1) .
وعن عبد الرحمان بن الحجاج قال : قلت لموسى بن جعفر ( ع ) : اني احتجت الى طبيب نصراني ، اسلم عليه ، وادعو له ، قال : نعم ، انه لا ينفعه دعاؤك (2) .
وقد داوى رجل يهودي بعض الناس على عهد النبي ( ص ) ، واخرج من بطنه رجراجاً ، كما تقدم (3) كما ان الحارث بن كلدة قد عالج بعض الصحابة بأمر من النبي ـ كما يقولون ـ مع انهم يقولون : انه لا يصح ان الحارث قد اسلم ، فراجع كتب تراجم الصحابة ، والمصادر المتقدمة في الفصل الاول من الكتاب .
وقال الشهيد في الدروس : يجوز المعالجة بالطبيب الكتابي ، وقدح العين عند نزول الماء (4) .
وذلك يدل بوضوح على ان الاسلام يهتم بالكفاءات اينما وجدت ، ولان ذلك لا يؤثر على عقيدة الانسان المسلم ، ولا في سلوكه ، بل هو يساهم في اعادة السلامة والمعافاة له ... الامر الذي يمكنه من العودة الى مجال الحياة والنشاط فيها ، وخدمة نفسه ومجتمعه على مختلف الاصعدة .
الا اذا كان ذلك يوجب مودة لليهود والنصارى ، ومحبة لهم ، تكون سببا في الانحراف عن الجادة المستقيمة ، والوقوع في مهاوي الجهل والحيرة والضياع ..
____________
(1) الوسائل ج 17 ص 181 ، والبحار ج 62 ص 73 و 65 والفصول المهمة ص 439 وقصار الجمل ج 1 ص 209 .
(2) الفصول المهمة ص 440 ، والوسائل ج 8 ص 457 وقال في هامشه : « الاصول ص 615 : اخرجه عنه ؛ وعن كتب اخرى في كتب اخرى في ج 2 في 1 / 46 من الدعاء » انتهى . وقرب الاسناد ص 129 والبحار ج 75 ص 389 .
(3) تقدمت المصادر لذلك .
(4) البحار 62 ص 65 و 288 .


( 133 )


<

الفصل الرابع :
التمريض
و
المستشفى

 


( 134 )



( 135 )


بداية :
وبعد .. فقد حان الوقت لاعطاء لمحة سريعة عن المواصفات التي ينبغي توفرها في المستشفى من وجهة نظر اسلامية .
ثم الاشارة الى علاقة الممرض بالطبيب وبالمريض ..
وبعد ذلك محاولة التعرف على رأي الاسلام الصريح في تمريض وتطبيب الرجل للمرأة وعكسه ، وكذلك في تشريح الموتى ، مع مراعاة الاختصار مهما امكن .. فان كل ذلك مما تمس اليه الحاجة بالفعل .. فـ :

الى ما يلي من صفحات ...




( 136 )


المستشفيات النموذجية :
وبعد .. فانه اذا كانت خدمة المريض ، والقيام بشؤونه يوجبان الاجر الجميل ، والثواب الجزيل ، حيث كان قريبا من الله ، مستجاب الدعاء ؛ فلا بد وان يكون في محيط يتناسب مع حالته المتميزة هذه ..
ومن الجهة الاخرى .. فانه اذا كان المرض يجعل لدى المريض قابلية التفاعل ببعض التلوثات ، والاجواء الموبوءة ، الامر الذي يحمل معه احتمالات مضاعفات غير مرغوب فيها في هذا المجال .. فان من المحتم ـ والحالة هذه ـ ان يكون المريض في محيط يتوفر فيه عنصر الوقاية الصحية ؛ والابتعاد عن كل مامن شأنه ان يؤثر عكسيا ، بشكل مباشر ، او غير مباشر على المستوى الصحي له ..
واذا كان بحث الوقاية الصحية يعتبر من الموضوعات الاسلامية المتنوعة ، والمتعددة الابعاد ، وليست الاحاطة بها بالامر السهل اليسير ، وتحتاج الى دراسة معمقة ، وشاملة .. فاننا لا يسعنا في هذه العجالة الا ان نكتفي هنا بالاشارة الى بعض النقاط التي ترتبط بالحالة العامة في المستشفيات ، وشؤونها واوضاعها المختلفة ، وبعض مواصفاتها ، بشكل موجز ومحدود ؛ فنقول : ...
مواصفات المستشفى الاسلامي :
لقد ورد عن النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لكثير من المواصفات


( 137 )


المطلوب توفرها في محل السكنى والمنازل .. ونستطيع ان نفهم من التأمل في الحكمة في اعتبارها ومطلوبيتها : ان توفرها في المستشفى الذي يعالج فيه المرضى اكثر ضرورة والحاحا .. كما سنرى ..
ويمكن ان نجمل هذه المواصفات التي يمكن استخلاصها من الروايات على النحو التالي :
الف : ما يرتبط بموقع المستشفى ..
1 ـ ان تكون بقعته حسنة اللون جيدة الموضع (1) ..
2 ـ ان يكون الهواء طبيا (2) ..
3 ـ ان يكون ثمة ماء غزير عذب ، بحيث يقع النظر عليه (3) ..
4 ـ ان يكون في بقعة ، تربتها لينة رخوة (4) في مقابل الصلبة .
____________
(1) راجع : مكارم الاخلاق ص 125 / 126 و 253 والبحار ج 76 ص 265 عن المزار الكبير وص 154 ومن لا يحضره الفقيه ج 2 ص 195 والوسائل ج 8 ص 324 والكافي ج 8 ص 349 والمحاسن ص 375 .
(2) راجع : تحف العقول ص 237 والبحار ج 78 ص 234 .
(3) راجع تحف العقول ص 237 و 306 والبحار ج 78 ص 234 و ج 62 ص 144 وج 78 ص 320 وج 10 ص 368 والمحاسن ص 622 والخصال ج 1 ص 92 والوسائل ج 3 ص 589 وج 14 ص 38 وقصار الجمل ج 2 ص 287 و 328 .
(4) تحف العقول ص 237 والبحار ج 78 ص 234 وج 76 ص 265 عنه وعن المزار الكبير ومكارم الاخلاق ص 253 ومن لا يحضره الفقيه ج 2 ص 195 والوسائل ج 8 ص 324 والكافي ج 8 ص 349 والمحاسن ص 375 .


( 138 )


5 ـ ان يكون كثير العشب والاشجار ، بحيث لا يقع النظر فيه الا على الخضرة (1) . .
6 ـ ان لا يكون في منخفض من الارض ، كواد ، ونحوه (2) .
7 ـ ان يكون في المدينة (3) .
8 ـ ان يكون بعيدا عن اماكن الضوضاء والضجة ، كالشوارع المزدحمة ونحوها (4) .
9 ـ جودة المنظر الطبيعي العام الذي يشرف عليه (5) .
10 ـ هذا ... بالاضافة الى لزوم كون المحيط نقيا وسالما ، فلا يكون في مرعى وبي ، ولا في مشرب دوي ، اي فيه داء ، كما عن امير المؤمنين عليه السلام (6) .
____________
(1) الكافي ج 8 ص 349 ، والمحاسن للبرقي ص 375 و 14 و 622 وعيون اخبار الرضا ج 2 ص 40 ، ومن لا يحضره الفقيه ج 2 ص 195 والوسائل ج 8 ص 324 وج 3 ص 589 وج 14 ص 38 وقصار الجمل ج 2 ص 287 ومكارم الاخلاق ص 253 ، وتحف العقول ص 306 والخصال ج 1 ص 92 وج 2 ص 58 ، والبحار ج 76 ص 265 و 141 و 322 وج 62 ص 44 ، وج 78 ص 320 عن المزار الكبير وغيره .
(2) من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 193 ومكارم الاخلاق ص 267 و 265 والبحار ج 76 ص 265 عن المزار الكبير والوسائل ج 8 ص 316 و 317 عن المحاسن للبرقي ص 364 وقصار الجمل ج 1 ص 316 .
(3) البحار ج 76 ص 277 عن دعوات الراوندي .
(4) سيأتي بعض ما يدل على ذلك ...
(5) فقد روى عن علي عليه السلام قوله : واعوذ بك من .. وسوء المنظر في الاهل والمال . راجع نهج البلاغة بشرح عبده ج 1 ص 92 ، ومستدرك الوسائل ج 2 ص 26 و 27 وراجع : البحار ج 76 ص 293 و 236 و 237 و 242 وفي هامشه عن امان الاخطار ص 30 وغيره .
(6) البحار ج 66 ص 412 عن النهاية ...


( 139 )


باء : ما يرتبط بهندسة البناء بصورة عامة ؛ ونشير الى :
1 ـ ان يكون البناء حسنا (1) .
2 ـ ان تكون الهندسة جيدة ، بحيث تقل العيوب فيه بصورة عامة (2) .
3 ـ ان تكون الغرف واسعة ، وكذلك الدار ـ الساحة ـ (3) .
4 ـ ان لا يكون ثمة تماثيل وصور لذوات الارواح ، حتى ولو في السقوف (4) .
5 ـ ان يكون مريحا وهنيئا (5) .
6 ـ ان يكون منظر كل شيء فيه مريح ومقبول (6) ، لان ذلك
____________
(1) البحار ج 76 ص 141 و 176 وج 79 ص 300 وراجع امالي الطوسي ج 1 ص 281 .
(2) الخصال ج 1 ص 100 ومعاني الاخبار ص 149 والبحار ج 76 ص 150 وفي هامشه عن امالي الصدوق ص 145 .
(3) الكافي ج 6 ص 526 و 525 ومكارم الاخلاق ص 125 و 126 و 438 والمحاسن ص 610 و 611 ، وشرح النهج للمعتزلي ج 20 ص 341 و 276 وقرب الاسناد ص 37 ومعاني الاخبار ص 149 ، والخصال ج 1 ص 100 و 126 و 159 ومستدرك الوسائل ج 2 ص 50 والوسائل ج 3 ص 557 ـ 560 وج 14 ص 24 والبحار ج 76 ص 154 و 288 و 148 حتى ص 155 ، وج 79 ص 303 و 289 وج 77 ص 46 و 53 عن نوادر الراوندي وعن امالي الصدوق ص 45 وفقه الرضا ص 48 . واولين دانشكاه ج 2 ص 186 والتراتيب الادارية ج 1 ص 282 و 291 وقصار الجمل ج 1 ص 194 و 238 .
(4) البحار ج 76 ص 159 والمحاسن ص 612 حتى ص 621 والكافي ج 6 ص 526 ـ 528 والوسائل ج 3 ص 560 ـ 563 ومصابيح السنة ج 2 ص 93 و 94 .
(5) راجع المصادر التي قبل الحاشية الاخيرة ...
(6) راجع كثيرا من المصادر التي سبقت لتعوذه عليه السلام حين سفره من سوء المنظر في الاهل والمال ... والمصنف ج 11 ص 433 وج 5 ص 154 و 155 و 159 وفي هوامشه عن مصادر كثيرة جدا ونهج البلاغة ج 1 ص 92 .


( 140 )


يبعث البهجة والارتياح في النفس .
7 ـ ان يكون فيه مسجد (1) ، وان تكون بقعة المسجد سهلة الموطىء ، طيبة الموقع (2) .
8 ـ ان يكون فيه حمام ـ شرط ان يكون في اكناف الدار (3) .
9 ـ ان يكون فيه بيت خلاء بشرط :
الف : ان يكون في استر موضع من البناء (4) .
باء : ان لا يكون في مقابل الشمس والقمر ، بحيث يستقبلهما المتخلى بفرجه (5) .
جيم : ان لا يكون الى جهة القبلة (6) .
10 ـ ان تتسع الغرف لأكثر من سرير واحد (7) .
____________
(1) المحاسن ص 612 والبحار ج 76 ص 161 و 162 والتراتيب الادارية ج 1 ص 87 عن سنن ابي داود . .
(2) المصنف لعبد الرزاق ج 1 ص 509 / 510 عن علي عليه السلام وبهامشه عن ابن ابي شيبة 1 / 147 مخطوط .
(3) الكافي ج 6 ص 529 والوسائل ج 3 ص 566 والمحاسن ص 609 والبحار ج 76 ص 151 ومكارم الاخلاق ص 128 .
(4) توحيد المفضل ، المطبوع مع امالي الامام الصادق ج 1 ص 205 والبحار ج 3 ص 76 وج 80 ص 194 .
(5) البحار ج 80 ص 169 عن امالي الصدوق ص 253 و 254 .
(6) المصادر لهذا كثيرة ؛ فراجع اي كتاب حديثي شئت .
(7) حيث قد ورد النهي عن نوم الانسان وحده ؛ فراجع : مشكاة الانوار ص 319 والكافي ج 6 ص 533 و 534 ، والمحاسن ص 398 والوسائل ج 1 ص 232 وج 3 ص 581 ـ 584 وج 16 ص 528 ومكارم الاخلاق ص 437 و 436 والبحار ج 74 ص 21 وج 76 ص 338 و 187 ص 51 و 46 وج 80 ص 170 و 182 و 173 والخصال ج 1ص 125 و 93 . ط سنة 1389 ونقل عن ج 2 ص 102 في طبعة اخرى وقصار الجمل ج 1 ص 83 و 19 وج 2 ص 120 وفقه الرضا ص 48 عن الفقيه ج 2 ص 336 .