38/04/15


تحمیل

آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الفقه

38/04/15

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : التيمم _ شرائط التيمم

(مسألة 18): المشهور على أنه يكفي فيما هو بدل عن الوضوء ضربة واحدة للوجه واليدين، ويجب التعدد فيما هو بدل عن الغسل، والأقوى كفاية الواحدة فيما هو بدل الغسل أيضا، وإن كان الأحوط ما ذكروه وأحوط منه التعدد في بدل الوضوء أيضا، والأولى أن يضرب بيديه ويمسح بهما جبهته ويديه، ثم يضرب مرة أخرى ويمسح بها يديه، وربما يقال: غاية الاحتياط أن يضرب مع ذلك مرة أخرى يده اليسرى ويمسح بها ظهر اليمنى، ثم يضرب اليمنى ويمسح بها ظهر اليسرى[1]

كنا نحاول فهم رواية زرارة

(وعن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن زرارة ،عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : كيف التيمّم ؟ قال : هو ضرب واحد للوضوء والغسل من الجنابة ، تضرب بيديك مرّتين ، ثم تنفضهما نفضةً للوجه ، ومرّة لليدين ، ومتى أصبت الماء فعليك الغسل إن كنت جنباً ، والوضوء إن لم تكن جنباً )[2] , وتقدم الكلام في كلمة ضرب واحد وقلنا ان معناه نوع واحد وهذا لا يعني ان يكون التيمم البدل عن الغسل والتيمم يكون مشتركا في جميع الخصوصيات لأنه لا يشترط في افراد النوع الواحد المشابهة في جميع الجوانب كما هو حال الماهيات التكوينية والاعتبارية ايضا فالاستدلال بهذه الفقرة على ان التيمم ضربة واحدة او ضربتان في كل مورد هذا الاستدلال غير واضح .

ثم وقع الاشكال في كلمات الاعلام في معرفة ارتباط كلمة تضرب بكلمة الغسل قالوا كيف يمكن ان يحمل كلمة تضرب الكفين على الغسل بان يكون الغسل عن الجنابة مبتدأ وتضرب الكفين يكون خبرا هذا غير ممكن لأنه يلزم من ذلك ان يكون الغسل هو التيمم وهذا غير صحيح .

البعض قال ان الواو بين الوضوء والغسل ليست عاطفة انما هي للاستئناف والغسل هاهنا مبتدأ وان تفسيرية بعد التعبير ان الغسل التيمم بدله يكون ان تضرب كفيك , هكذا حاول التأويل وتوجيه الرواية .

حسب تخيلنا ان كل هذه التأويلات لا حاجة اليها فان رواية الامام ع واضحة من حيث البلاغة والنحو , فنقول ان في الرواية مبتدأ وله خبران المبتدأ كلمة هو في كلام الامام ع اما ضرب واحد للوضوء والغسل هذا كله خبر لذلك المبتدأ ثم بعد ذلك ( تضرب بكفيك .. ) خبر ثان فيكون للمبتدأ خبران ضرب واحد للوضوء والغسل والخبر الثاني تضرب بكفيك , اذن لا انحراف عن اللغة والنحو في هذا التركيب , ومعلوم انه لايشترط في خبرين او ثلاثة اخبار ان يكون لكل واحد من الاخبار ان يكون له ارتباط نحوي او معنوي بالخبر الآخر مثال ( زيد فقيه شاعر كربلائي عالم ) فهذه عدة اخبار وليس لخبر ربط بباقي الاخبار , فكونه هاشميا ليس مرتبط بكونه فقيها او شاعرا او كربلائيا , وهذا النحو من التركيب الموجود في الرواية موجود في روايات اخرى من جملتها الرواية في نفس الباب عن الامام الصادق ( قال تضرب بكفيك ) يعني ذلك تضرب بكفيك فكما ان هناك بتمام الجملة خبر لمبتدأ غاية ما هنالك المبتدأ غير موجود هناك ,

والمبتدأ قد يفهم من كلام السائل وهو التيمم او مقدر في كلام الامام ع ولا مانع ان يكون التيمم الجائي في كلام السائل هو المبتدأ حيث قلنا انه لامانع ان يشترك المتكلمان في تلفظ جملة واحدة يتلفظ احدهما بالخبر والآخر بالخبر لكن بعد الاتفاق منهما انهما يقصدان تركيب جملة واحدة وليس جملتين مثلا احدهما يقول زيد والآخر يقول قائم بعد فرض انهما في تركيب جملة واحدة كذلك في المقام المبتدأ يؤخذ من كلام السائل ( كيف التيمم ) والخبر من كلام الامام ع ( تضرب بكفيك .. ) فكما هناك تضرب خبر كذلك في هذه الرواية ايضا خبر فهذا عين التركيب , او تقول كلا الخبر مقدر في كلام الامام الصادق اما في كلام الامام الباقر لا نحتاج الى التقدير لان كلمة هو موجودة في كلام الامام ع وهذا التركيب الذي قدمناه لهذه الرواية ايضا التركيب موجود في كتاب الله تعالى في سورة الصف (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )[3] فكلمة تؤمنون خبر موجود لتلك التجارة المذكور والدال عليه الجملة في الآية السابقة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )[4] , اذن كما هناك تؤمنون خبر لمبتدأ مذكور او مقدر كذلك في كلمة الامام الباقر تضرب بكفيك خبر عن مبتدأ مذكور او تقول مقدر لا اشكال في هذا والامام ع تكلم بتراكيب قرآن جده رسول الله ص ولا اشكال فيه ,

الى هنا تمكنا من فهم الخبرين الذين وقع الكلام فيهما , ولكن لحد الآن لم نتمكن من ان الضرب الواجب ضربة واحدة او ضربتان وقد رفضنا ما ذكره السيد الاعظم وحكيم الفقهاء في اثبات ذلك .