عَشِيَّةَ أَمسَى الدِّينُ دِينُ أُمَيَّةٍ |
وَأمسى يَزيدٌ لِلبَرِيَّةِ مَرجِعَا |
يقول بلا فَصلٍ ويَفتِي بلا هدىً |
ويحكمُ لا عدلٌ ولا رأي أَمْنَعَا |
وهَل خَبرٌ فِيمَا تروم أمية |
بأن العُلا لَم تلف للضيم مَوضِعَا |
أمَا عَلِمَتْ أنَّ المَعَالي زعيمُها |
حسينٌ إِذا مَا عَنَّ ضَيم فَأُفزِعَا |
رأى الدِّين مقلوباً فَمَدَّ لنصرِهِ |
يمينُ نَدىً من عرصةِ الدَّهر أَوْسَعَا |
فأوغلَ يَطوي البيدَ ليسَ بشاغلٍ |
على ما بِهِ من كفِّ عَلياهُ إصبعَا |
يَكُرُّ فتلقى الخيلُ حين يروعُها |
أضَامِيمَ سَربٍ خَلفها الصَّقرُ زُعْزِعَا |
يُصَرِّفُ آحادَ الكتيبةِ رأيُهُ |
فلا يلتقي إلا الكُميِّ المُقَنَّعَا |
عَصَت أمرُه لَمَّا دَعَاها إلى الهُدى |
وجائت لأمر السَّيفِ تنقاد طَيِّعَا |
ولما رَمَتْ كَفُّ المقاديرِ رَميَهَا |
وَحَان لشملِ الدِّين أن يَتَصَدَّعَا |
فَخَرَّ فلا تدري المقادير أيُّها |
أُصيبَ فأخطَت حينَ أُردِي الصُّمَيدَعَا |
وَأقبل شمرٌ يلعنُ العُجب إذ رَقى |
على الصَّدرِ إذ أمسى له الحتفُ مضجَعَا |
وراحَ بِعَالِي الرُّمح يَزهو كريمةً |
كَبَدرِ الدُّجى إذ تَمَّ عشراً وأربَعَا |
وعَاثَتْ خيولُ الظالمينَ فأبرزت |
كرائمُ أَعلَى أَنْ تُهَانَ وَأرفَعَا |
فواطمُ من آلِ النبيِّ حرائرٌ |
يُطافُ بها حَسرى على البزلِ جُوَّعَا |
ثواكلُ لم يُبْقِ الزَّمانُ لها حِمَى |
يكون ولم يَترك لها الدثرُ مفزَعَا |
سوافرُ أعياهَا التبَرقُعُ والحَيا |
ينازعُها مَعَ سَلبِهَا أن تُبَرقعَا |
دعاها إلى معنى التبرقع صَونُها |
وأعوَزَهَا الأعداءُ أن تَتَبرقَعَا |
فراحت وَيُسرَاها قِناعٌ لرأسها |
وللوجه يُمنَاها مع اللَّطمِ برقعَا |
عفائفُ أفراطَ الصِّيَانةِ طبعُها |
إذا غيرُها نَالَ العفاف تَطَبُّعَا |
تكادُ إذا أَسبَلَتْ عبراتُها |
تُعيد الثَّرى من وابلِ الدَّمعِ مربعَا |
نوائحُ من فوقِ الحمَامِ كأنَّها |
حمَامٌ نَأَى عنهُ الخليطُ مُرَجِّعَا |