أَنَاعِيَ قَتلَى الطفِّ لا زِلتَ ناعياً |
تُهيجُ عَلَي طولَ الليالي البواكِيَا |
أعِد ذكرَهم في كربلا إنَّ ذكرَهُم |
طوى جزعاً طيَّ السِجِلِّ فؤادِيَا |
وَدَع مُقلَتَي تَحمَرُّ بعد ابيِضَاضِهَا |
بعد رزايا تترك الدمعَ هامِيَا |
ستنسى الكرى عيني كَأَنَّ جفونَها |
حَلَفنَ بمن تنعاهُ أن لا تُلاقِيَا |
وتُعطِي الدموع المستهلات حقَّها |
محاجِرُ تبكي بالغوادي غوادِيَا |
وأعضاءُ مَجدٍ ما تَوَزَّعَتِ الضبا |
بتوزيعها إلا الندى والمعالِيَا |
لَئِن فَرَّقَتها الحربُ ولم تكن |
لِتَجمَعَ حتى الحشر إلا المخازِيَا |
ومما يزيل القلبَ عن مُستَقَرِّهِ |
ويترك زَندَ الغيظِ للحشر وارِيَا |
وقوفُ بناتِ الوحيِ عندَ طَليقِهَا |
بحالٍ بِهِ يُشجِينَ حَتى الأعادِيَا |
لقد ألزمت كفَّ البتولِ فؤادَها |
خطوبٌ يطيحُ القلبُ مِنهُنَّ واهِيَا |
وغُودِرَ منها ذلك الضلعُ لوعةً |
على الجمر من هذي الرزية حانِيَا |
أبا حسنٍ حَربٌ تَقَاضَتكَ دينَها |
إلى أن سَائَت في بَنِيكَ التقاضِيَا |
مَضَوا عُطُرُ الأبرادِ يأرجُ ذكرهُم |
عبيراً تهاداه الليالي غوالِيَا |