بنفسي وآبائي نفوساً أبيةً |
يُجَرِّعُهَا كأسُ المنية مترفُ |
تَطُلُّ بأسيافِ الضَّلال دماؤهم |
وتُلغى وصايا الله فيهم وتحذفُ |
وهم خير من تحت السماء بأسرهم |
وأكرم من فوق السماء وأشرفُ |
لهم سَطَوَات تملأ الدهر دهشة |
وتُنبِت منها الشم والأرض ترجفُ |
عَجِبتُ لِقوم مِلأُ أدراعهم ردىً |
ومِلأُ ردائهم تقىً وتعففُ |
كِرامٌ قَضَوا بين الأسِنَّةِ والضبا |
كراماً ويوم الحرب بالنَّقعِ مصدفُ |
هُداة أجابوا دَاعِيَ الله فانتهى |
بهم لقصور من ذرى الشَّهبِ أشرفُ |
فَمَا خَلَت في صَرفِ القضا يُصرَعُ القضا |
كراماً ويوم الحرب بالنقع مصدفُ |
بنفسي رؤوساً من لَوِيِّ أنوفِهَا |
عن الضيم مذ كان الزمان لتأنفُ |
أَبَت أَن تَشُمَّ الضيم حتى تقطعت |
بِيَومٍ به سُمُر القنا تتقصفُ |
وما نَأَتِ الأطواد في جبروتها |
فكيف غداً فيها ينوء مثقفُ |
فيا ناعياً روح الخلائق فاتَّئِد |
لقد أَوشَكَت رُوحُ الخَلائق تتلفُ |
وأَيقَنَ كلٌّ منهمُ قام حشره |
كأنك تنعى كلَّ حيٍّ وتهتفُ |
ويا رائد المعروف جِدتَ أصوله |
ويا طالب الإحسان لا متعطفُ |
ألا قُل لأبناء السبيل ألا اقنُطُوا |
فقد مات من يحنو عليكم ويعطفُ |
فأيَّة نفس ليس تذهب حسرةً |
عليهم وقلب الأسى ليس يتلفُ |
ومن مُبلِغُ الزهراء أنَّ بناتَها |
عليها الرزايا والمصائب عُكَّفُ |
تطوف بها الأعداء في كل بلدة |
فمن بلد أضحت لآخر تقذفُ |
إذا رأت الأطفال شُعثاً وجوهُها |
وألوانُها من دهشة الرزء تخطفُ |
تعالى الأسى واستعبرت من العدى |
حذاراً دموع المُقلَتَينِ تُكفكفُ |
بنفسي النساء الفاطميات أصبحت |
من الأسر يَستَرئِفنَ مَن لَيسَ يرئفُ |
تَوارَت بِخِدرٍ من جلالة قدرها |
بهيبة أنوار الإله يسجفُ |
لقد قَطَّعَ الأكباد حزناً مصابُها |
وقد غادر الأحشاء تهفو وترحفُ |