ولادته(ع)

البريد الإلكتروني طباعة

ولادة الامام الباقر (عليه السلام)

في غرة رجب عام (57) من الهجرة، غمر بيت الرسالة الطاهر موج من السرور والبهجة، احتفاءً بميلاد محمدالباقر (عليه السلام)، الذي سبق مَن سواه من مواليد ذلك البيت العظيم، في كونه أول وليد فيه ينتهي في نسبه الى علي (عليه السلام) وأمه فاطمة بنت الإمام الحسن (عليه السلام) التي وصفها الإمام الصادق (عليه السلام) بأنها صدّيقة لم تُدرَك في آل الحسن إمرأة مثلها، فهو هاشمي من هاشميين، وعلوي من علويين. وقد صُنع الإمام الباقر (عليه السلام) على عين الرسالة الإلهيّة من خلال الجو الذي وفَّره له والده الإمام السجاد (عليه السلام)، لينهض بأعباء الإمامة الشرعيّة طبقاً لما رسم الله تعالى لعباده في الارض. ومن هنا فإن الإمام الباقر (عليه السلام) قد بلغ الذروة في السمو نسباً وفكراً، وخلقاً، مما منحه أهلية النهوض بأعباء المرجعيّة الفكريّة والاجتماعية للأمة بعد أبيه (عليه السلام). ويبدوا أن الإمام محمدالباقر (عليه السلام) قد استأثر جدُّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر تحديد اسمه ولقبه، كما في رواية الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الأنصاري (رضي الله عنه)، حيث يقول: (قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين يقال له محمد، يبقر علم الدين بَقْراً، فاذا لقيته، فأقرئه مني السلام»). وبناءً على ذلك لُقّب محمد بن علي بالباقر (عليه السلام)، أي المتبحر بالعلم والمستخرج لغوامضه ولبابه وأسراره، والمحيط بفنونه، وهذا المعنى تشير إليه معاجم اللغة العربية المعتبرة، ومن شاء فليراجع.