عطاؤه (ع) الفكري

البريد الإلكتروني طباعة

عطاء الامام الباقر (عليه السلام) الفكري

لقب الإمام محمد بن علي ( عليه السلام ) بالباقر، أي المتبحر بالعلم والمستخرج لغوامضه ولبابه وأسراره، المحيط بفنونه، كما تشير إلى ذلك معاجم اللغة المعتبرة.

ونحن نتحدث عن أفكار الإمام ( عليه السلام ) الرائدة لابد من أن نشير إلى عمق تفكيره وسموّ مكانته العلمية على من سواه في عصره في جميع المجالات العقائدية والفقهية والتفسير والحديث وسواها من حقول المعرفة، مما كان مثار اعجاب أعلام الفكر في زمنه وما بعده، فهذا عبد الله بن عمر بن الخطاب يقول فيه: ( إنهم أهل بيت ُمفهّمون ).

وكنموذج للمعطيات الفكرية الرائدة نذكر الرواية التي أوردها السبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص:

قال أبو يوسف الانصاري: قلت لأبي حنيفة: لقيت محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ؟ فقال: نعم وسألته يوماً، فقلت له: أراد الله المعاصي؟ فقال: (أفيعصى قهراُ)، قال ابوحنيفة: فما رأيت جواباُ أفحم منه.

ومن الضروري الإشارة هنا إلى ان أباحنيفة فقيه مدرسة الرأي المعروف، كان له كل الحق حين يصف جواب الإمام ( عليه السلام ) لشدة إيجازه، لأن الرجل قد أدرك اهمية جواب الإمام (عليه السلام)، بدقة تحديه العلمي الصارم لفلسفة الجبر والتفويض التي مزّقت وحدة المفكرين والفقهاء زمناً طويلا، حيث أن الإمام (عليه السلام) يحدد مسارها الموضوعي بكلمتين اثنتين (أفيعصى قهراً) أي هل يعقل أن الله يجبر عباده على معصيته، فيعصونه بالقهر؟ مما يثير إعجاب ابي حنيفة!!