أنت هنا: الرئيسية أهل البيت سيرة الأمام محمد بن علي الباقر الإمام (ع) ومسائل طاووس اليماني
 
 


الإمام (ع) ومسائل طاووس اليماني

البريد الإلكتروني طباعة

الإمام الباقر ( عليه السلام ) ومسائل طاووس اليماني

أقبل طاووس اليماني مع جماعة من أصحابه على الإمام الباقر ( عليه السلام ) فقال : أتأذن لي في السؤال ؟ فقال ( عليه السلام ) : أَذِنَّا لك فَسَلْ . قال : لِمَ سُمِّيَ آدمُ آدماً ؟ فقال ( عليه السلام ) : لأنَّه رُفعت طينته من أديم الأرض السفلى . قال : وَلِمَ سُمِّيَت حوَّاءُ حوَّاءاً ؟ فقال ( عليه السلام ) : لأنَّها خُلقت من ضلع حيٍّ ( يعني ضلع آدم ) . قال : فَلِمَ سُمِّي إبليس إبليساً ؟ قال ( عليه السلام ) : لأنَّه أَبلَسَ – آَيَسَ – من رحمة الله فلا يرجوها . قال : فَلِمَ سُمِّي الجِنُّ جِنّاً ؟ قال ( عليه السلام ) : لأنَّهم استَجَنَّوا فلم يروا . قال : فَأخبرني عن أولِ كذبة كُذِبَتْ ، ومن صاحبها ؟ فقال ( عليه السلام ) : إبليس ، حين قال : أنا خير منه ، خلقتني من نار وخلقته من طين . قال : فأخبرني عن رسولٍ بعثه اللهُ تعالى ليس من الجنِّ ، ولا من الإنس ، ولا من الملائكة ، ذكره الله تعالى في كتابه . فقال ( عليه السلام ) : الغراب ، حين بعثه الله عزَّ وجلَّ لِيُرِي قابيلَ كيف يواري سَوْأةَ أخيه هابيل حين قتله . قال : فأخبرني عن شيء يزيد وينقص ، وعن شيء يزيد ولا ينقص ، وعن شيء ينقص ولا يزيد ؟ فقال ( عليه السلام ) : أمَّا الشيء الذي يزيد وينقص فهو ( القَمَرُ ) ، والشيء الذي يزيد ولا ينقص فهو ( البَحْرُ ) ، والشيء الذي ينقص ولا يزيد هو ( العُمْرُ ) . قال : فأخبرني متى هلك ثُلث الناس ؟ قال ( عليه السلام ) : وَهَمُتَ يا شيخ ، أردت أن تقول : متى هلك ربع الناس ؟ وذلك يوم قتل قابيل هابيل ، كانوا أربعة : آدم ، وحواء ، وقابيل ، وهابيل ، فهلك ربعهم . فقال : أَصَبتَ وَوَهَمْتُ أنا ، فأيهما كان أباً للناس القاتل أو المقتول ؟ قال ( عليه السلام ) : لا واحد منهما ، بل أبوهم شيث بن آدم . قال: فأخبرني عن قوم شَهَدوا شهادة الحقِّ وكانوا كاذبين ؟ قال: المنافقون حين قالوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نشهد أنَّك لَرَسُول الله ، فأنزل الله عزَّ وجلَّ : ( إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولهُ وَاللهُ يَشهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) . قال : فأخبرني عن طائرٍ طارَ مرَّة ، ولم يَطِر قبلها ولا بعدها ؟ ، ذكره الله عزَّ وجلَّ في القرآن ، ما هو ؟ فقال ( عليه السلام ) : طور سيناء ، أطارَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ على بني إسرائيل حين أظلَّهم بجناح منه ، فيه ألوان العذاب ، حتى قبلوا التوراة ، وذلك قوله عزَّ وجلَّ : ( وَإِذَ نَتَقنَا الجَبَلَ فَوقَهُم كَأَنَّهُ ظلَّة وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِم ) [ الأعراف : 171 ] . قال : فأخبرني عمَّن أنذر قومه ، ليس من الجنِّ ولا من الإنس ولا من الملائكة ، ذكره الله عزَّ وجلَّ في كتابه ؟ قال ( عليه السلام ) : النَّملة حين قالت : ( يَا أَيُّهَا النَّمل ادخُلُوا مَسَاكِنَكُم لا يَحْطِمَنَّكُم سُلَيمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُم لا يَشعُرُونَ )
[ النحل : 18 ] . قال : فأخبرني عمَّن كُذِب عليه ، ليس من الجنِّ ولا من الإنس ولا من الملائكة ، ذكره الله عزَّ وجلَّ في كتابه ؟ قال ( عليه السلام ) : الذئبُ الذي كذبَ عليه أخوة يوسف . قال : فأخبرني عن شيءٍ قليلُه حَلالٌ وكثيرُه حرامٌ ، ذكره الله عزَّ وجلَّ في كتابه ؟ قال ( عليه السلام ) : نهر طالوت ، قال الله عزَّ وجلَّ : ( إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غرْفَةً بِيَدِهِ ) [ البقرة : 249 ] . قال : فأخبرني عن صلاة مفروضة ، تُصَلَّى بغير وضوءٍ ، وعن صومٍ لا يحجز عن أكلٍ ولا شربٍ ؟ قال ( عليه السلام ) : أما الصلاة بغير وضوء فالصلاة على النبي وآله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأما الصوم فقول الله عزَّ وجلَّ : ( إِنِّي نَذَرتُ لِلرَّحمَنِ صَوماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِياً ) [ مريم : 26 ] .