أنت هنا: الرئيسية أهل البيت سيرة الأمام محمد بن علي الباقر الإمام (ع) مع نافع مولى عمر
 
 


الإمام (ع) مع نافع مولى عمر

البريد الإلكتروني طباعة

الإمام الباقر ( عليه السلام ) مع نافع مولى عمر

حج هشام بن عبد الملك ومعه نافع مولى عمر بن الخطاب ، فنظر نافع إلى الإمام الباقر ( عليه السلام ) في ركن البيت وقد اجتمع عليه الخلق ، فقال : يا أمير المؤمنين ! من هذا الذي قد تكافأ عليه الناس ؟ فقال : هذا محمد بن علي بن الحسين . قال نافع : لآتينَّه ولأسألنَّه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبيّاً أو وصيَّ نبيٍّ . قال هشام : فاذهب إليه لعلَّك تخجله ، فجاء نافع حتى اتكأ على الناس وأشرف على الإمام ( عليه السلام ) ، فقال : يا محمد بن علي ، إني قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، وقد عرفت حلالها وحرامها ، وقد جئت أسألك عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبيّاً أو وصيَّ نبيٍّ أو ابنَ نبيٍّ . فرفع الإمام ( عليه السلام ) رأسه ، فقال : سَلْ عَمَّا بَدا لك ! قال نافع : أخبرني كم بين عيسى ومحمد من سنة ؟ قال ( عليه السلام ) : أجيبك بقولك أم بقولي ؟ قال نافع : أجبني بالقولين . قال ( عليه السلام ) : أما بقولي فخمسمائة سنة ، وأما بقولك فستمائة سنة . قال نافع : فأخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ : ( وَاسْأَلْ مَن أَرسَلْنَا مِنْ قَبلِكَ مِن رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يَعْبُدُونَ )
[ الزخرف : 45 ] . من الذي سأل محمد وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة ؟ فتلا الإمام ( عليه السلام ) : ( سُبحَانَ الَّذِي أَسرَى بِعَبدِهِ لَيلاً مِنَ المَسجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذِي بَارَكنَا حَولَهُ لِنُريهُ مِن آيَاتِنَا ) [ الإسراء : 1 ] . كانت من الآيات التي أراها محمداً ( صلى الله عليه وآله ) – حيث أُسري به إلى بيت المقدس – أنه حشر الله الأولين والآخرين من النَّبيِّينَ والمرسلين ، ثم أمر جبرئيل ( عليه السلام ) ، فأذن شفعاً وأقام شفعاً وقال في أذانه : ( حَيَّ عَلى خَيرِ العَمَلِ ) . ثم تقدم محمد ( صلى الله عليه وآله ) فَصَلَّى بالقوم ، فلما انصرف قال الله عزَّ وجلَّ : ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنَا أَجَعَلنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يَعبُدُونَ )
[ الزخرف : 45 ] . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : على من تشهدون ؟ وما كنتم تعبدون ؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأنَّك رسول الله ، أخذت على ذلك عهودنا ومواثيقنا . فقال نافع : صدقت يا أبا جعفر !! قال نافع : فأخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ : ( يَومَ تُبَدَّلُ الأرضُ غَير الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ ) [ إبراهيم : 48 ] . أي أرضٍ تُبَدَّل ؟ فقال الإمام ( عليه السلام ) : خبزة بيضاء يأكلونها ، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق. فقال نافع : إنهم عن الأكل لمشغولون . قال ( عليه السلام ) : إنهم حينئذٍ أَشْغَلُ أَمْ هُم فِي النار ؟ قال نافع : بل هم في النار . قال ( عليه السلام ) : فقد قال الله عزَّ وجلَّ : ( وَنَادَى أَصحَابُ النَّارِ أَصحَابَ الجَنَّةِ أَن أَفِيضُوا عَلَينَا مِنَ المَاءِ أَو مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ )
[ الأعراف : 50 ] . ما أشغلهم إذ دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم ، ودعوا بالشراب فسقوا من الحميم ؟! فقال نافع : صدقت يا ابن رسول الله ! وبقيت مسألة واحدة . قال ( عليه السلام ) : وما هي ؟ قال نافع : فأخبرني متى كان الله ؟ قال ( عليه السلام ) : ويلك ! أخبرني متى لم يكن حتى أخبرك متى كان ؟! سبحان من لم يزل ولا يزال ، فرداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً . ثم أتى هشام بن عبد الملك فقال : ما صنعتَ ؟ قال نافع : دعني من كلامك ، هو والله أعلم الناس !! وهو ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حقاً .