كرمه (ع)

البريد الإلكتروني طباعة

كرم الإمام الحسن ( عليه السلام )

ذات يوم كان عند معاوية أشراف الناس من قريش وغيرهم ، وكان الإمام الحسن ( عليه السلام ) جالسا في صدر المجلس ، فسأل معاوية : أخبروني بأكرم الناس أباً وأُماً ، وعماً وعمَّة ، وخالا وخالة ، وَجَدّاً وَجَدَّةً ؟ فقال مالك بن عجلان وأومى إلى الحسن بن علي ( عليهما السلام ) فقال هو ذا ، أبوه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأمُّه فاطمة بنت محمد ( عليهما السلام ) ، وعمُّه جعفر الطيار ، وعمته أم هانئ بنت أبي طالب ، وخاله القاسم بن رسول الله ، وخالته زينب بنت رسول الله ، وجدَّته خديجة بنت خويلد ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) . فسكت القوم ونهض الإمام ( عليه السلام ) ، فأقبل عمرو بن العاص على مالك فقال : أحب بني هاشم حملك على أن تكلمت بالباطل ؟ فقال ابن عجلان : ما قلت إلا حقّاً . ومن كرمه ( عليه السلام ) أيضا روي أنه خرج مع أخيه الإما الحسين وعبد الله بن جعفر ( عليهما السلام ) حجّاجاً ، فجاعوا وعطشوا في الطريق ، فمروا بعجوز في خباء لها ، فقالوا : هل من شراب ؟ فقالت : نعم هذه شاة احلبوها ، واشربوا لبنها ، ففعلوا ذلك . ثم قالوا لها : هل من طعام ؟ فقالت : لا ، إلا هذه الشاة ، فليذبحها أحدكم حتى أهيىء لكم شيئاً تأكلون . فقام إليها أحدهم فذبحها وكشطها ، ثم هيأت لهم طعاماً فأكلوا ، فلما ارتحلوا قالوا لها : نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه ، فإذا رجعنا سالمين فأَلِمِّي بنا فإنا صانعون إليك خيراً ، ثم ارتحوا . وأقبل زوجها وأخبرته عن القوم والشاة فغضب الرجل وقال : ويحك تذبحين شاتي لأقوام لا تعرفينهم ثم تقولين : نفر من قريش . ثم بعد مدَّة أَلجَأَتْهُم الحاجة إلى دخول المدينة فدخلاها ، فمرَّت العجوز في بعض سكك المدينة فإذا بالحسن ( عليه السلام ) على باب داره ، فَسَلَّمَت عليه ، فعرفها الإمام ( عليه السلام ) ، وأمر أن يشترى لها ألف شاة ، وتعطى ألف دينار . وأرسل معها غلامه إلى أخيه الحسين ( عليه السلام ) فقال : بكم وصلك أخي الحسن
( عليه السلام ) ؟ . فقالت : بألف شاة وألف دينار ، فأمر لها بمثل ذلك . ثم بعث بها مع غلامه إلى عبد الله بن جعفر ( عليه السلام ) ، فقال : بكم وصلك الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ؟ فقالت : بألفي دينار وألفي شاة ، فأمر لها عبد الله بن جعفر بمثل ذلك ، فرجعت العجوز إلى زوجها بذلك .