شهادته (ع)

البريد الإلكتروني طباعة

شهادة الامام الحسن (عليه السلام)

لما نقض معاوية عهده مع الإمام الحسن(ع) ، وما كان ذلك بغريب على رجل أبوه أبو سفيان وأمّه هند، وهو طليق ابن طلقاء عمد إلى أخذ البيعة لولده يزيد المشهور بمجونه وتهتّكه وزندقته، وما كان شيء أثقل عليه من أمر الحسن بن علي(ع)، فدسّ إليه السمّ فمات بسببه. فقد روي: أن معاوية أرسل إلى ابنة الأشعث، وكانت تحت الحسن(ع): إنّي مزوّجك بيزيد ابني على أن تسمّي الحسن بن عليّ. وبعث إليها بمئة ألف درهم، فقبلت وسمّت الحسن، فسوّغها المال ولم يزوّجها منه. فلمّا دنا موته(ع) أوصى لأخيه الحسين(ع) وقال:«إذا قضيت نحبي غسّلني وكفّني واحملني على سريري إلى قبرجدّي رسول الله(ص) ثمّ ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنت أسد فادفنّي هناك، وبالله أقسم عليك أن تهريق في أمري محجمة دم». فلمّا حملوه إلى روضة رسول الله(ص) لم يشكّ مروان ومن معه من بني أميّة أنهم سيدفنونه عند جدّه رسول الله(ص) فتجمّعوا له ولبسوا السلاح، ولحقتهم عائشة على بغل وهي تقول: مالي ولكم؟ تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحبّ؟!! وجعل مروان يقول ربّ هيجا هي خير من دعة، أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبيّ، وكادت الفتنة تقع بين بني هاشم وبني أميّة، ولأجل وصيّة الحسن مضوا به إلى البقيع ودفنوه عند جدّته فاطمة بنت أسد. و استشهد الحسن(عليه السلام) في السابع من صفر وعلى رواية في الثامن والعشرين منه سنة (50) من الهجرة النبويّة، وله من العمر 47 عاما. والعجيب أن مروان بن الحكم حمل سريره إلى البقيع فقال له الحسين: «أتحمل سريره؟!! أما والله لقد كنت تجرّعه الغيظ» فقال مروان: إنّي كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال!! ولمّا بلغ معاويّة موت الحسن(ع) سجد وسجد من حوله وكبّر وكبّروا معه، ذكره الزمخشري في ربيع الأبرار وابن عبدالبرّ في الاستيعاب وغيرهما. فقال بعض الشعراء:

أصبـح اليـوم ابن هند شامتاً

ظاهر النخوة أن مات الحسن

ياابن هند إن تذق كأس الردى

تك في الدهـر كشيء لم يكن

لسـت بالباقي فلا تشـمت به

كـلّ حـيّ للمنـايا مرتهـن