لا أقالَتني المقاديرُ إذا |
كنتُ مِمَّن لك يا دهرُ أقالا |
أَزُلالَ العفوِ تبغي وعلى |
أهلِ حوضِ الله حَرَّمتَ الزلالا |
المطاعين إذا شَبَّت وغىً |
والمطاعيمُ إذا هَبَّت شِمالا |
أُسرةُ الهيجاءِ أَترابُ الضُّبا |
حُلَفَاءِ السُّمرِ سَحباً واعتقالا |
فهمُ الأطوادُ علماً وحِجىً |
والضُّبا والأسد غرباً وجبالا |
أهزلُ الأعمارِ منهم قولُهم |
لكما جدَّ الوغى زِيدَت هزالا |
وقفوا والموت في قارعة |
لو بها أرسى ثهلان لزالا |
نَسِيَت نفسيَ جِسمي أو فلا |
ذُكِّرَت إلا عن الدنيا ارتحالا |
حين تنسى أوجهاً من هاشم |
ضَمَّها التُّربُ هِلالاً فهلالا |
أَفتَدِيهِم وبِمَن ذا أفتَدِي |
مَن لِهلاك الورى كانوا الثِّمالا |
عترةُ الوحي غَدَت في قتلِهَا |
حرمانُ اللهِ في الطفِّ حلالا |
قُتِلَت صبراً على مشرعة |
وَجَدَت فيها الرَّدى أصفى سجالا |
تلك أبناءُ عليٍّ غُودِرَت |
بدماها القوم تَستَشفِي ضلالا |
نَسيَت أبناءُ فِهرٍ وِترَها |
أم على ماذا أَحَالَتهُ اتِّكالا |
قف على البطحاء واهتف ببني |
شيبةِ الحمدِ وقل قوموا عُجَالا |
كم رضاع الضيم لا شَبَّ لكم |
ناشئٌ أو تجعلوا الموتَ فِصَالا |
كم وقوفُ الخيلِ لا كم نسيت |
علكُها اللُّجمَ ومَجرَاها رعالا |
كم قرارُ البيضِ في الغمدِ أَمَا |
آنَ أَن تهتزَّ للضربِ انسِلالا |
كم تَمنَّونَ العَوالي بالطلا |
اقتل الأدواء مَا زَادَ مِطَالا |
حلَّ ما لا تبركُ الإبلُ على |
مثلِهِ يوماً وَلَو زِيدَت عقالا |
طحنت أبناءُ حربٍ هَامَكم |
بِرَحى حربٍ لها كانوا الثقالا |
وطئوا آنافكم في كربلا |
وطئةً دَكَّت على السَّهل الجبالا |
إلى أن قال : |
كَم لكُم من صبية ما أبدلَت |
ثمَّ من حاضَنَة إلا رِمَالا |
سَل بحِجرِ الحَربِ ماذا رَضعَت |
فثدي الحربِ قد كُنَّ نِصَالا |
رَضعَت مِن دَمِهَا الموتُ فَيَا |
لرضاع عادَ بالرغم فِصَالا |
ونواعٍ خرجت من خِدرِهَا |
تلزمُ الأيديَ أَكبَاداً وجالا |
كم على النِّيب لَهَا مِن حَنَّةٍ |
كَحَنِينِ النِّيب فَارَقنَ الفِصَالا |
كَبَنَاتِ الدُّوحِ تبكي شَجوها |
وغوادي الدَّمع تَنهلُّ انهِلالا |