أنت هنا: الرئيسية أهل البيت شعراء الحلّي / السيد حيدر (رحمه الله) ينظم في رثاء الإمام الحسين (ع) / 2
 
 


الشاعر السيد حيدر الحلي
ينظم في رثاء الإمام الحسين (ع) / 2

كفاني ضنىً أن أرى في الحسين شَفَت آلُ مروانَ أضغانَهَا
فأغضبتِ اللهَ في قتلِهِ وأرضَت بذلك شيطانَهَا
عشية أنهَضَهَا بَغيُهَا فجائَتهُ تركبُ طُغيانَهَا
بِجَمعٍ من الأرض سَدَّ الفُروج فَغَطَّى النجود وعيظانَهَا
وَطَا الوحشُ إذ لم يَجِد مهرباً وَلازَمَتِ الطَير أوكانَهَا
وحُفَّت بمن حيثُ يلقى الجُمُوع يثني بماضِيهِ وجدانَهَا
وَسَامَتهُ يركب إحدى اثنَتَينِ وَقَد صَرَّت الحربُ أسنانَهَا
وأما يُرى مذعِناً أو تَموت نفسٌ أبَى العِزُّ إذعانَهَا
فقال لها اعتصمي بالإبا فنفسُ الأبيِّ وما زانَهَا
إذا لم تَجِد غيرَ لبس الهَوان فبالموت تَنزَعُ جُثمَانَهَا
رأى القتل صبراً شعار الكرام وفخراً يَزِينُ لَها شَانَهَا
فَشَمَّر للحرب عن مُعرِكٍ بِهِ عَرَّكَ الموتُ فرسانَهَا
وأَضرَمَهَا لِعِنَانِ السَّمَا حَمراءُ تَلفَحُ أعنَانَهَا
أقرَّ على الأرض من ظهرها إذا مَلمَل الرعبُ أقرانَهَا
تزيدُ الطلاقةُ في وجهِهِ إذا غَيَّرَ الخوفُ ألوانَهَا
ولما قضى للعُلى حقَّهَا وشَيَّدَ بالسيفِ بُنيَانَهَا
ترجَّل للموتِ عن سابق له أخلَتِ الخيلُ ميدانَهَا
ثوى زائد البِشرِ في صَرعَةٍ لهُ العزُّ حَبَّبَ لُقيَانَهَا
كأنَّ المنيةَ كانت لديه فتاةٌ تُواصِلُ خلصانَهَا
فما أجلَتِ الحربُ عن مِثلِهِ صَرِيعاً يجبِّن شجعانَهَا
تريبُ المُحَيَّا تَظنُّ السَّمَا بأن على الأرض كَيوَانَهَا
غريباً أرى يا غريبَ الطفوف تَوسُّدَ خَدِّكَ كثبانَهَا
أَتَقضي فداكَ حَشَى العالمِينَ خَميس الحشَاشَةِ ظَمئَانهَا
ألستَ زعيمَ بَنِي غالبٍ ومطعامَ فهرٍ ومطعانَهَا
فَلِم أَغفَلَت فِيكَ أوتارَها وليسَت تُعاجل إمكانَهَا
 
 

اقسام مميزة

القرآن الكريم
القرآن الكريم
المزيد...
المكتبة الاسلامية
المكتبة الاسلامية
المزيد...
المكتبة الصوتية
المكتبة الصوتية
المزيد...
استفتائات
استفتائات
المزيد...

اوقات الصلاة