كفاني ضنىً أن أرى في الحسين |
شَفَت آلُ مروانَ أضغانَهَا |
فأغضبتِ اللهَ في قتلِهِ |
وأرضَت بذلك شيطانَهَا |
عشية أنهَضَهَا بَغيُهَا |
فجائَتهُ تركبُ طُغيانَهَا |
بِجَمعٍ من الأرض سَدَّ الفُروج |
فَغَطَّى النجود وعيظانَهَا |
وَطَا الوحشُ إذ لم يَجِد مهرباً |
وَلازَمَتِ الطَير أوكانَهَا |
وحُفَّت بمن حيثُ يلقى الجُمُوع |
يثني بماضِيهِ وجدانَهَا |
وَسَامَتهُ يركب إحدى اثنَتَينِ |
وَقَد صَرَّت الحربُ أسنانَهَا |
وأما يُرى مذعِناً أو تَموت |
نفسٌ أبَى العِزُّ إذعانَهَا |
فقال لها اعتصمي بالإبا |
فنفسُ الأبيِّ وما زانَهَا |
إذا لم تَجِد غيرَ لبس الهَوان |
فبالموت تَنزَعُ جُثمَانَهَا |
رأى القتل صبراً شعار الكرام |
وفخراً يَزِينُ لَها شَانَهَا |
فَشَمَّر للحرب عن مُعرِكٍ |
بِهِ عَرَّكَ الموتُ فرسانَهَا |
وأَضرَمَهَا لِعِنَانِ السَّمَا |
حَمراءُ تَلفَحُ أعنَانَهَا |
أقرَّ على الأرض من ظهرها |
إذا مَلمَل الرعبُ أقرانَهَا |
تزيدُ الطلاقةُ في وجهِهِ |
إذا غَيَّرَ الخوفُ ألوانَهَا |
ولما قضى للعُلى حقَّهَا |
وشَيَّدَ بالسيفِ بُنيَانَهَا |
ترجَّل للموتِ عن سابق |
له أخلَتِ الخيلُ ميدانَهَا |
ثوى زائد البِشرِ في صَرعَةٍ |
لهُ العزُّ حَبَّبَ لُقيَانَهَا |
كأنَّ المنيةَ كانت لديه |
فتاةٌ تُواصِلُ خلصانَهَا |
فما أجلَتِ الحربُ عن مِثلِهِ |
صَرِيعاً يجبِّن شجعانَهَا |
تريبُ المُحَيَّا تَظنُّ السَّمَا |
بأن على الأرض كَيوَانَهَا |
غريباً أرى يا غريبَ الطفوف |
تَوسُّدَ خَدِّكَ كثبانَهَا |
أَتَقضي فداكَ حَشَى العالمِينَ |
خَميس الحشَاشَةِ ظَمئَانهَا |
ألستَ زعيمَ بَنِي غالبٍ |
ومطعامَ فهرٍ ومطعانَهَا |
فَلِم أَغفَلَت فِيكَ أوتارَها |
وليسَت تُعاجل إمكانَهَا |