يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين، تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا يُقتلن إلا قاتلي، أنظر يا حسن إذا أنا متّ من ضربتي هذه، فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثـلن بالرجل، فاني سـمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أياكم والمثلة ولو بالكلب العقور. لقد بقي الإمام علي ( عليه السلام) يعاني من ضربة المجرم الأثيم ابن ملجم، ثلاثة أيام، عهد خلالها بالإمامة إلى ابنه الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام)، وطوال تلك الايام الثلاثة كان ( عليه السلام ) يلهج بذكر الله، والرضا بقضائه، والتسليم لأمره، كما كان يُصدر الوصية تلو الوصية، داعياً إلى إقامة حدود الله عزوجل، محذراً من اتباع الهوى والتراجع عن حمل الرسالة الإسلامية. واخيراً، وفي الحادي والعشرين من شهر رمضان من عام ( 40 هـ) كانت النهاية المؤلمة لهذا الإمام العظيم، الذي ظُلم خلال حياته ظلامتين كبيرتين، أولهما إقصاؤه عن الخلافة من قبل مبغضيه، والثانية اغتياله في شهر الله الذي هو أفضل الشهور، ليمضي إلى ربه مقتولاُ شهيداً، حيث كانت مصيبة فقده ( عليه السلام ) من أشد المصائب، التي تعرضت لها الأمة الإسلامية، من بعد مصيبة فقدان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).