وقد ذكر الإمام علي (ع ) ما أسداه الرسول الكريم اليه، وما قام به تجاهه في تلكم الفترة، إذ قال : «...وقد عـلـمـتم موضعي من رسول اللّه (ص ) بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره، وأنا وليد، يضمّني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسّني جسده ، و يشمّني عُرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه. واستطاع بهذه المرافقة الكاملة أن يقتطف من ثمار أخلاقه العالية وسجاياه النبيلة الشيء الكثير، وأن يصل - تحت رعاية النبيّ(ص) وعنايته وتوجيهه وقيادته - إلى أعلى ذروة من ذرى الكمال الروحي . وهذا الإمام أمير المؤمنين (ع ) يشير إلى تلك الأيام القيّمة والرعاية النبوية المباركة المستمرّة؛ إذ يقول : «... ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أمّه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به».