أنت هنا: الرئيسية أهل البيت سيرة الرسول الأعظم موقفه (ص) في معركة أحد
 
 

خرجت قريش بثلاثة آلاف رجل يقودهم أبو سفيان نحو المدينة فتعبأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أصحابه وسوى الصفوف واعطى الراية بيد أمير المؤمنين (عليه السلام)، ووضع مجموعة من الرماة خلف الجيش وأوصاهم بالثبات وعدم ترك أماكنهم وأكد على ذلك حتى روي أنه أوصاهم بان يلزموا مراكزهم ولا يتركوها حتى في حالة النصر أو الهزيمة. نشبت الحرب بين الجانبين فصاح طلحة بن ابي طلحة وهو صاحب لواء المشركين: مَنْ يُبارز.؟ فبرز إليه علي بن ابي طالب (عليه السلام) فبدره بضربة على رأسه فقتله ، ثم تقدّم بلواء المشركين أخوه والنساء خلفه يحرّضن ويضربن بالدفوف فتقدم نحوه حمزة عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وضربه ضربة واحدة وصلت الى رئته فمات. وفي ارشاد المفيد: كان أصحاب اللواء يوم أحد تسعة قتلهم علي (عليه السلام) عن آخرهم، وفي تاريخ الطبري، لما قـُتل اصحاب اللواء انكشف المشركون منهزمين وانتقضت صفوفهم، ونساؤهم يدعين بالويل بعد الفرح وضرب الدفوف. وقال الواقدي: لما انهزم المشركون تبعهم المسلمون يضعون السلاح فيهم حيث شاؤوا حتى أخرجوهم من المعسكر وانشغلوا بجمع الغنائم فلما رآهم الرماة (الذين أوصاهم الرسول بعدم ترك اماكنهم) قال بعضهم لبعض: لم تقيمون هنا في غير شيء لقد هزم الله العدو وهؤلاء اخوانكم مشغولون بجمع الغنائم فاذهبوا واغنموا معهم فقال بعضهم : ألم تعلموا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لكم: احموا ظهورنا وإن غنمنا فلا تشركونا فقال الآخرون: لم يرد رسول الله هذا، وأخيراً ذهبوا الى معسكر المشركين يجمعون الغنائم وتركوا أماكنهم من الجبل، ولما نظر خالد بن الوليد الى خلاء أماكنهم كرّ بالخيل الى موضع الرماة وحملوا عليهم فرماهم القوم حتى أصيبوا. وعندما وجد المشركون خيلهم تقاتل رجعوا من هزيمتهم وكرّوا على المسلمين من أمامهم وهم مشغولون بجمع الغنائم فاصبح المسلمون وسط الحلقة وانتقضت سيوفهم وأخذ يضرب بعضهم بعضاً من العجلة والدهشة!! وتفرق اصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه وأخذ المشركون يحملون عليه يريدون قتله ويقول ابن الاثير في ذلك: قاتل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم أحد قتالاً شديداً فرمى بالنبل حتى انتهى وانكسر قوسه وانقطع وتره. وفي رواية الشيخ المفيد كُسر أنفه ورباعيته السفلى وسال الدم على وجهه الكريم.

شهادة حمزة (عليه السلام):

قالت هند بنت عتبة (زوجة أبي سفيان) لوحشي: إن انت تمكنت من قتل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أو علي (عليه السلام) أو حمزة بن عبد المطلب (عليه السلام)، سأعطيك جائزة فأوعدها بقتل حمزة. ويقول وحشي: واللهِ إني لأنظر الى حمزة يهدّ الناس بسيفه ما يلقي أحداً يمر به إلا قتله فهززت حربتي فرميته فوقعت في أربيته [أصل الفخذ] حتى خرجت من بين رجليه فوقع فامهلته حتى مات وأخذت حربتي وانهزمت من المعسكر. وروي ان هند وقعت على القتلى ولما وصلت الى حمزة بقرتْ كبده، فلاكته فلم تستطع أن تسيغه فلفظته ثم قطعت أنفه وأذنيه وجعلت ذلك كالسوار في يديها وقلائد في عنقها. بعد انصراف جيش المشركين بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علياً (عليه السلام) وقال له: اخرج في آثار القوم فإن كانوا قد اجتنبوا الخيل وامتطوا الابل فانهم يريدون مكة وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يُريدون المدينة فوالله لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأناجزنهم، فقال علي (عليه السلام): فخرجت في آثارهم فرأيتهم امتطوا الابل واجتنبوا الخيل. وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد انتهاء المعركة أخذ عمه حمزة بن عبد المطلب ووضعه الى القبلة ووقف على جنازته وانتحب حتى نشق اي شهق حتى بلغ به الغشي ويقول: يا عم رسول الله وأسد الله يا حمزة يا فاعل الخيرات يا حمزة يا كاشف الكربات يا حمزة يا ذاب يا مانع عن وجه رسول الله. وبعد أن عاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واصحابه الى المدينة استقبلته فاطمة (عليها السلام) ومعها إناء فيه ماء فغسل وجهه ولحقه أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد خضب الدم يده الى كتفه ومعه سيفه ذو الفقار فناوله فاطمة وقال لها: خذي هذا السيف فقد صدقني، وقال لها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): خذيه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش.

 
 

اقسام مميزة

القرآن الكريم
القرآن الكريم
المزيد...
المكتبة الاسلامية
المكتبة الاسلامية
المزيد...
المكتبة الصوتية
المكتبة الصوتية
المزيد...
استفتائات
استفتائات
المزيد...

اوقات الصلاة