أنت هنا: الرئيسية أهل البيت سيرة الرسول الأعظم موقفه (ص) في فتح خيبر
 
 

فاشتـدّ ذلك على رسول الله، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ): لأبعثنّ غداً رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّانه، لا يولي الدبر، يفتح الله على يديه. فتطاولت الأعناق لترى لمن يعطي الراية غداً، ورجا كل واحد من قريش أن يكون صاحب الراية غداً. وكان عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) أرمد، شديد الرمد، فدعاه، ـ فقيل له أنه يشتكي عينيه ـ ; فلما جاء علي ( عليه السلام ) أخذ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من ماء فمه ودلـك عينيه، فبرئتا ـ حتى كأن لم يكن بهما وجع ـ وقال: اللهم اكفه الحرّ والبرد. فما اشتكى من عينيه، ولا من الحرّ والبرد بعد ذلك أبداً، وعقد له، ودفع الراية إليه، وقال له: قاتل ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. فقال علي ( عليه السلام ): يارسول الله; علام أقاتلهم؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ): على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله فإذا فعلوا ذلك حقنوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عزّ وجل. فقال سلمه: فخرج والله يهرول وأنا خلفه نتبع أثره حتى ركز رايته تحت الحصن، فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت؟ قال ( عليه السلام ): أنا علي بن أبي طالب. فقال اليهودي: علوتم أو غلبتم. وخرج إليه أهل الحصن، وكان أول من خرج إليه منهم الحارث ـ أخ مرحب ـ وكان فارساً شجاعاً مشهوراً بالشجاعة، فانكشف المسلمون وثبت علي ( عليه السلام ) فتضاربا، فقتله عليّ ( عليه السلام ) وأنهزم اليهود إلى الحصن. فلما علم مرحب أخاه قد قتل نزل مسرعاً، وقد لبس درعين، وتقلّد بسيفين، واعتمّ بعمامتين ولبس فوقهما مغفراً وحَجَراً قد أثقبه قدر البيضة لعينيه، ومعه رمح لسانه ثلاثة أشبار، وهو يرتجز ويقول:

قد علمت خيبر أني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرّب

أطعن أحياناً وحيناً أضرب *** إذا اللـيوث أقـبلـت تلـتـهـب

فردّ عليّ ( عليه السلام ) عليه، وقال:

أنا الذي سمّـتني أمي حيدرة *** أكيلكم بالسيف كيل السّـندرة

ليث بغابات شديد قسورة

وحيدرة: اسم من أسماء الاسد. فاختلفا ضربتين فبدره الإمام عليّ ( عليه السلام ) فضربه فقدّ الحَجَرَ والمغفر ورأسه حتى وقع السيف في أضراسه، فقتله، فكبّر عليّ ( عليه السلام ) وكبّر معه المسلمون. فانهزم اليهود إلى داخل الحصن واغلقوا باب الحصن عليهم. وكان الحصن مخندقاً حوله ... فتمكّن عليّ (عليه السلام) من الوصول إلى باب الحصن فعالجه وقلعه وأخذ باب الحصن الكبيرة العظيمة ـ التي طولها ثمانون شبراً، أي: أربعون ذراعاً ـ فجعلها جسراً فعبر المسلمون الخندق وظفروا بالحصن ونالوا الغنائم … ولما انصرف المسلمون من الحصن أخذ عليّ ( عليه السلام ) الباب بيمناه فدحى بها أذرعاً من الأرض ـ أربعون ذراعاً ـ وكان الباب يعجز عن فتحه أوغلقه أثنان وعشرون رجلا منهم.

 
 

اقسام مميزة

القرآن الكريم
القرآن الكريم
المزيد...
المكتبة الاسلامية
المكتبة الاسلامية
المزيد...
المكتبة الصوتية
المكتبة الصوتية
المزيد...
استفتائات
استفتائات
المزيد...

اوقات الصلاة