فهبط جبرئيل ( عليه السلام ) وأخبر محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم ) بذلك . أخبر النبي أبا طالب بهذا النبأ العظيم، واطلعه على ما حدث للصحيفة الظالمة، فتوجها مع باقي بني هاشم نحو البيت الحرام ، ليُحدثوا طواغيت قريش بما أخبر به رب العزة، وليؤكدوا لهم دليلاً أخراً على صدق نبوّة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) . جلس أبو طالب بفناء الكعبة ، وأقبلت عليه قريش فقالوا له: آن لك يا أبا طالب أن تذكر العهد، وان تشتاق إلى قومك ، وتدع اللجاج في ابن أخيك فقال لهم: يا قوم احضروا صحيفتكم، فلعلنا ان نجد فرجاً وسبباً لصلة الارحام وترك القطيعة، فاحضورها فخاطبهم أبو طالب: هذه صحيفتكم، قالوا: نعم ، قال: فهل أحدثتم فيها حدثاً ، قالوا: اللهم لا. فقال لهم : أن محمداً اعلمني عن ربه ، أنه بعث الارضة ، فأكلت كل ما فيها إلا ذكر الله ، أفرأيتم ان كان صادقاً ماذا تصنعون؟ قالوا : نكف ونمسك ، قال : فإن كان كاذباً دفعته إليكم ، قالوا : قد أنصفت وأجملت . وبدأت اللحظات الحاسمة ، فإذا الأرضة، قد أكلت كل ما فيها إلا مواضع باسم الله عز وجل ، فبهت الطغاة وأخذتهم العزة بالاثم وقالوا : ما هذا إلا سحر . لم يستطع كفار مكة مصادرة هذا الحدث العظيم بهذا الرد التافه؛ بل راح الناس يتفاعلون معه ، فأسلم كثيرون ، وصدّقوا هذه المعجزة وعلى اثر ذلك فُك الحصار، وخرح النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن معه من الشعب أعزة منتصرين .