أنت هنا: الرئيسية المكتبة الاسلامية الـذنـب اسبابه وعلاجه الموارد التي تبدل الذنب الصغير الى ذنب كبير
 
 


الموارد التي تبدل الذنب الصغير الى ذنب كبير

البريد الإلكتروني طباعة

كتاب الذنب ص 26 ـ ص 52

الموارد التي تبدل الذنب الصغير
الى ذنبٍ كبير

يستفاد من بعض الروايات والآيات القرآنية بان هناك ذنوباً صغيرة تتبدل الى ذنوبه كبيرة وتتلبس باحكامها .

1 ـ الاصرار على الذنب الصغير :


إنّ ممارسة الذنب الصغير لعدة مرات يعد ذنباً كبيراً واذا لم يبادر المرتكب للذنب الى التوبة والاستغفار يحسب اصراراً على المعصية .
فمثلاً لو نسج الخيط مع الشعر لصار حبلاً قوياً فعندها لا يكون خيطاً ولا شعراً بل هو حبل قوي . ففي سورة آل عمران ( الآية 135 ) نقرأ :
( .... ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون ) .


(27)


قال الامام الباقر ( عليه السلام ) في شرح هذه الآية :
« الاصرار هو أن يذنب الذنب فلا يستغفر الله فلا يحدث نفسه بتوبة ، فذلك الاصرار » (1) .
قال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) :
« إياك والاصرار فأنه من أكبر الكبائر واعظم الجرائم » (2) .

لا تغفلوا عن الذنوب الصغيرة :


قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نزل بأرضٍ قرعاء فقال لاصحابه : ائتوا بحطبٍ ، فقالوا : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب ، قال ( صلى الله عليه وسلم ) : فليأت كل إنسان بما قدر عليه ، فجاؤوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض ، فقال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : هكذا تجتمع الذنوب ، ثم قال : إياكم والمحقرات من الذنوب ، فان لكلّ شيء طالباً ألا وإن طالبها يكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمامٍ مبين » (3) .
اشارة الى قوله تعالى في سورة يس الآية 12 :
( ونكتب ما قدموا ... ) .
____________
(1) اصول الكافي ج 2 ص 288 .
(2) غرر الحكم ج 1 ص 151 .
(3) اصول الكافي ج 2 ص 288 .


(28)


قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« لا صغيرة مع الاصرار » .

2 ـ الاستهانة بالذنب :


الاستهانة بالذنب تعدّ من الذنوب الكبيرة ، ولا يضاح الموضوع نضرب مثالاً :
اذا ضرب أحد غيره بحجرٍ كبير على رأسه ثم ندم على عمله واعتذر ، فمن الممكن ان يصفح عنه . ولكن اذا ضرب احد الآخر بحجرٍ صغير جداً ولم يعتذر منه زاعماً أنها هفوة طفيفة ولم تكن شيئاً مهماً ، فطبيعي أن لا يصفح عنه المضروب ، لانها نابعة من روحه المتبكرة واستهانته بذنبه .
قال الامام الحسن العسكري ( عليه السلام ) .
« من الذنوب التي لا تغفر : ليتيني لم أواخذ الاّ بهذا » (1) .
لان الذنب المشار اليه في الرواية قد استهين به .
قال الامام علي ( عليه السلام ) .
« أشد الذنوب ما استهان به صاحبه » (2) .
نقل زيد الشحام عن الامام الصادق ( عليه السلام ) انه قال :
« اتقوا المحقرات من الذنوب فانها لا تغفر » .
____________
(1) بحار الانوار : ج 73 ، ص 355 .
(2) نهج البلاغة الحكمة 348 غرر الحكم ج 1 ص 193 .


(29)


قلت : وما المحقرات ؟ قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« الرجل يذنب الذنب فيقول : طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك » (1) .
4 ـ وجاء في الصحيفة السجادية عن الامام السجاد ( عليه السلام ) في ضمن الدعاء انه يقول :
« اللهم اعوذ بك من ... الاصرار على المآثم واستصغار المعصية واستكبار الطاعة ومباهاة المكثرين والازراء بالمقلين وسوء الولاية لمن تحت ايدينا وترك الشكر لمن اصطنع العارفة عندنا ... » (2) .

3 ـ الابتهاج عند ممارسة الذنب :


الاحساس باللذة والفرح عند اقتراف الذنب هو احد الاسباب التي تحول الذنب الى كبير ويوجب العذاب الاليم لصاحب الذنب . وفي هذا المورد توجد عدة روايات .
قال الامام علي ( عليه السلام ) :
« شر الاشرار من تبهج بالشر » (3) .
وقال ايضاً :
« من تلذذ بمعاصي الله ذلّ » (4) .
____________
(1) اصول الكافي ج 2 ص 287 .
(2) الدعاء الثامن من الصحيفة السجادية .
(3) الغرر ص 130 .
(4) غرر الحكم ج 1 ص 446 .


(30)


قال الامام السجاد ( عليه السلام ) :
« اياك وابتهاج الذنب فانه اعظم من ركوبه » (1) .
وقال الامام السجاد ( عليه السلام ) في حديث آخر :
« حلاوة المعصية يفسدها اليم العقوبة » (2) .
وله في حديث آخر :
« لا خير في لذة من بعدها النار » (3) .
وقال الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« من أذنب ذنباً وهو ضاحك دخل النار وهو باك » (4) .

4 ـ اقتراف الذنب عند الطغيان :


والسبب الاخر الذي يبدل الذنب الصغير الى كبير هو صدوره عن الطغيان والعصيان كما ورد في الآيات التالية من سورة النازعات الآية 37 الى 39 .
( وأمّا من طغى ـ وآثر الحياة الدّنيا فإنّ الجحيم هي المأوى ) .
____________
(1) بحار الانوار ج 78 ص 159 .
(2) بحار الانوار ج 78 ص 159 .
(3) بحار الانوار ج 78 ص 159 .
(4) مشكاة الانوار ص 394 ـ وسائل الشيعه ج 11 ص 268 .


(31)


5 ـ الغرور عند ارخاء الستر الالهي للانسان المذنب وامهاله :


من الموارد التي تحول الذنب الصغير كبيراً هو ان المذنب يخالج تفكيره أن عدم مجازاة الله سبحانه وتعالى السريعة له تدل على رضى الله عنه وحبه له كما جاء في الآية 8 من سورة المجادلة :
( ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا الله بما نقول حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير ) .
فالوعيد بعذاب جهنم لهؤلاء الاشخاص دليل على ان ذنب هؤلاء المغرورين بعدم مجازاة الله السريعة لهم هي من الذنوب الكبيرة .

6 ـ التجاهر بالذنب :


إنّ اعلان الذنب والتجاهر به أمام الناس يبدل الذنب الصغير الى ذنبٍ كبير . وهذا التجاهر تعبير عن ان صفة التجرّو على الاوامر الالهية وعدم الالتزام بها هي صفة المذنبين ، ويعبّر ايضا عن تلوث المجتمع لكون الذنب فيه متفشياً وطبيعياً .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
« إياك والمجاهرة بالفجور فانه من اشد المآثم » (1) .
وقال الامام الرضا ( عليه السلام ) :
« المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة ، والمذيع بالسيئة
____________
(1) غرر الحكم ج 1 ص 151 .


(32)


مخذولّ » (1) .

7 ـ ذنب الاشخاص ذوي المركز الاجتماعي المرموق :


هناك أشخاص لهم مكانة اجتماعية مرموقة بين الناس ، فما يقترفونه من الذنوب له حكمّ خاص يختلف تماماً عن عامة الناس لذا يحكم على ذنوبهم الصغيرة بكونها كبيرة لوجود بعدين .
1 ـ بعد فردي .
2 ـ بعد اجتماعي .
إنّ ذنب الاشخاص المتميزين المرموقين في البعد الاجتماعي يعد ذنباً كبيراً وان كان صغيراً لانه يوفر الارضية لانحراف واغواء جمعٍ كثيرٍ من الناس مما يؤدي الى الاستهانة بالدين .
كما يقولون : « الملح يرجى لإصلاح ما فسد فكيف الحال اذا الملح فسد ؟!! » ، ولنضرب المثال الآتي :
لو وضع شخص أمي ماءً قذراً في اناء واعطاه لآخر فشربه فاصابه المرض ، في هذه الحالة لا يعاقب الأمي لأن الثاني كان عالماً فلماذا شرب الماء ؟
ومثله اذا كان شخص يصنع « المرطبات » بالفستق وماء الورد والحليب ويقدمه الى المشتري بشكلٍ جميل وجذاب فاذا أكل أحدً من تلك « المرطبات » فتسمم عوقب ذلك البائع لجذبه المشترين
____________
(1) مشكاة الانوار : ص 394 ـ اصول الكافي ج 2 ص 428 .


(33)


واغرائهم بلون المرطبات المعروضة وجهلهم بتسمّمها .
وعلى هذا المعيار تأتي المحاسبة الالهية للشخصيات المرموقة في المجتمع مختلفةً عن محاسبة الآخرين .

ذنب العلماء من وجهة نظر القرآن الكريم :


1 ـ في الآية 44 ألى 48 من سورة الحاقة نقرأ :
( ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل ـ لأخذنا منه باليمين ـ ثمّ لقطعنا منه الوتين ـ فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين ) .
لقد ظهر اشخاص كثيرون في التاريخ أظهروا البدع وتحريف الدين ، ولم يخاطبهم الله بذلك الخطاب الشديد الوارد في الآية اعلاه . لكن لو فعل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذلك لعاقبه تعالى لاجل مقام العصمة والعلم والمعرفة التي يتصف بها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهذا تأكيد على أن رفيع المنزلة اذا أذنب فذنبه ذنب كبير ، وعلى هذا الاساس فانّ كل من يمتلك شخصية علمية او دينية وينتسب الى الشريعة والدين تكون مسؤوليته اكبر .

العالم غير الملتزم في القرآن الكريم :


شبه القرآن الكريم العالم الذي لا يعمل بما يعلم « بالكلب والحمار » فنرى في سورة الأعراف الآية 176 ما ورد في ذم العالم المذنب « بلعم بن باعوراء » قوله تعالى :


(34)


( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ) .
وفي الآية 5 من سورة الجمعة شبّه تعالى حال اللاهثين وراء حبّ الدنيا حيث قال :
( مثل الذّين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفاراً ) .
وفي الآية 30 من سورة الاحزاب نقرأ :
( يا نساء النّبي من يأت منكنّ بفاحشةٍ مبينةٍ يضاعف لها العذاب ضعفين ) .
فنساء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لاجل منزلتهن العظيمة في المجتمع يضاعف لهن العذاب ، وذكر الفاحشة المبينة في الآية الكريمة اشارة الى الاثر الاجتماعي الذي يتركه ذلك الذنب في المجتمع الذي لاجله تتضاعف العقوبة .
وعلى هذا الاساس جاء رجل الى الامام السجاد ( عليه السلام ) وقال له : انكم أهل بيتٍ مغفور له .
فاجابه الامام ( عليه السلام ) :
« ليس كما تقول فللمحسن منا أجران وللمسيء يضاعف له العذاب » (1) ثم تلا الآية ( 30 و 31 ) من سورة الاحزاب .
____________
(1) مجمع البيان ج 8 ص 354 .


(35)


ذنب الرؤساء من وجهة نظر الروايات :


1 ـ قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« يغفر للجاهل سبعون ذّنباً قبل ان يغفر للعالم ذنبّ واحد » (1) .
2 ـ قال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« إذا فسد العالم فسدت الأمة » (2) .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيضاً :
« خواص امتي أربعة : الملوك و العلماء والعباد و التجار » (3) .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« لا تصلح عوام امتي ما لم تصلح خواصها ، فسأل سائل : من هو خواص امتك يا رسول الله ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : خواص امتي اربعة الملوك والعلماء والعباد والتجار ، فسأل سائل آخر : كيف يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الملوك رعاة الامة فعندما يكونوا ذئاباً فكيف يرعى الرعيل من الشياه ؟ والعلماء اطباء الناس فعندما يكون الطبيب مريضاً من يعالج المرضى ؟ والعباد هداة الناس فعندما يكونون ضالين فمن يهدي الناس ؟ والتجار امناء الناس فعندما يكون الامين خائناً
____________
(1) اصول الكافي ج 1 ص 47 .
(2) بحار ط بيروت ج 74 ص 154 .
(3) المواعظ العددية ص 125 .


(36)


فمن يطمئن اليه ؟ » .
3 ـ وكذلك قال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« ثلاث لا يكلمهم الله سبحانه يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولهم عذاب اليم :
شيخ زانٍ وملك جبار ومقل مختال » (1) .
4 ـ وقال الامام الصادق ( عليه السلام ) لاحد اصحابه يدعى الشقراني :
« يا شقراني إنّ الحسن من كل احدٍ حسن وانه منك أحسن لمكانك منّا ، وإنّ القبيح من كل احدٍ قبيح وإنه منك اقبح » (2) .
5 ـ قال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) :
« زلة العالم تفسد العوالم » (3) .
وقال ايضاً سلام الله عليه :
« زلة العالم كانكسار السفينة تغرق وتغرق معها غيرها » (4) .
ولذلك يعتبر ذنب المسؤولين والشخصيات والعلماء والمؤلفين والزعماء والسادات أكبر من غيرهم .

مفاتيح العيوب والذنوب :


كما أن للشيخوخة والكبر دور في تهيئة الارضية لهجوم
____________
(1) اصول الكافي ج 2 ص 311 .
(2) سفينة البحار ج 1 ص 708 .
(3) غرر الحكم ج 1 ص 426 .
(4) غرر الحكم ج 1 ص 426 .


(37)


الامراض المختلفة على صاحبها ، كذلك تكون العيوب مفتاحاً للذنوب .
1 ـ الحسد : يجبر الانسان على ارتكاب انواع الذنوب ، مثل التخلف عن الاعمال والتهمة والكذب وسوء القصد و ... و ...
كما قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« إنّ الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب » (1) .
وعليه يسعى الانسان الحسود باي طريقة الى تحطيم رقيبه بأية وسيلة .
2 ـ البخل والحرص : يعتبر البخل احد العيوب المؤدية الى ارتكاب الذنب ، اذ هو مانع عن اعطاء الحقوق الشرعية ، مثل الزكاة ، والخمس ، وعدم الانفاق في سبيل الله سبحانه ، وغيرها من الذنوب ، إضافة الى ذلك اشمئزاز الناس من البخيل مما يؤدي الى سوء الظن به وسبه .
قال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) :
« البخل جامع لمساوىء العيوب وهو زمام يقاد به الى كل سوءٍ » (2) .
وكذلك الحرص فهو باعث للذنوب ، كنقص المكيال والاحتكار ، والاجحاف في الاسعار ، والرشوة والتملق مما يؤدي الى
____________
(1) بحار ج 73 ص 255 .
(2) بحار ج 73 ص 307 ـ نهج البلاغة الحكمة 370 .


(38)


قلة التقوى و ضعفها عند الحريص .
3 ـ الكذب : يبرر الانسان الكاذب ذنوبه بانواع التبررات والحجج وتحت غطاء الكذب يقوم باقتراف مئات الذنوب .
قال الامام الحسن العسكري ( عليه السلام ) :
« جعلت الخبائث كلها في بيتٍ وجعل مفتاحها الكذب » (1) .
4 ـ الغضب والاخلاق السيئة : الغضب عيب آخر للذنب يؤدي بصاحبه الى الفحشاء والغيبة والمعاداة وانواع السيئات .
قال الامام الحسن العسكري ( عليه السلام ) :
« الغضب مفتاح كل شرٍّ » (2) .
وهناك عيوب كثيرة تمهد الارضية الى اقتراف الذنوب الاخرى ، كسوء الظن ، وشرب الخمر ، والعداء ، والتكبر ، و ... ونكتفي بهذا المقدار لاجل الاختصار .

طريق آخر لمعرفة الذنوب :


ورد في القرآن الكريم ان هناك ثمانية عشر مجموعة اقترفوا ذنوباً مختلفة فاصبحوا عرضة للعن .
اللعن : ومعناه الطرد والابتعاد من رحمة الله سبحانه . وهو
____________
(1) البحار ج 72 ص 262 .
(2) تحف العقول ص 581 ـ اصول الكافي ج 2 ص 303 عن الامام الصادق ( عليه السلام ) .


(39)


مقرون بالغضب وبالرغم من ان رحمة الله الواسعة شملت كل شيء إلاّ أنّ اولئك الملعونين لا تشملهم الرحمة وجاء في الآية 152 من سورة الاعراف :
( ورحمتي وسعت كلّ شيءٍ ) .
والانسان بمحض إرادته قد تبوّأ مكاناً استحق به اللعن ، فمثله كمثل الكرة المغلقة في وسط المحيط لا تصل اليها قطرة من بحر الرحمة الواسعة .
الملعونون في القرآن عبارة عن الكفار والمشركين ، واليهود المعاندين والمصرّين على انكارالحق ومساندتهم لاصحاب الاوثان ، المرتدون ، والمحتالون المعارضون للقوانين الالهية ناقضوا المواثيق الكاتمون للحق ، وزعماء الكفر لافسادهم في الارض ، والمنافقون المتملقون الذين آذوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والظالمون ، والقاتلون بغير حق ، وابليس ، والقاذفون للمحصنات الطاهرات ، والمخالفون للقادة الصالحين ، والذين يفسدون في الارض واصحاب القلوب الخبيثة والكاذبون .
وجاء في الروايات الاسلامية ان اللعن جعل للذين اتصفوا بالصفات التالية :
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :
« خمسة لعنتهم وكلّ نبي مجاب : الزائد في كتاب الله والتارك لسنتي ، والكذب بقدر الله ، والمستحل من عترتي ما حرم الله ،


(40)


والمتسأثر بالفيء المستحل له » (1) ، ومن دعا الى فعل الخير وهو تاركه او من حذّر الآخرين من ارتكاب الذنوب وهو فاعله .
ولمعرفة الذنوب اكثر هناك حديث مشهور يشير الى وجود جنود للعقل وللجهل وهو دليل جيد لمعرفة هذا الموضوع ، ففي البداية نقول :

جنود العقل والجهل :


« عن سماعة بن مهران قال : كنا عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل ، فقال ابو عبد الله ( عليه السلام ) : اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا ، قال سماعة : فقلت : جعلت فداك لا نعرف إلاّ ما عرّفتنا ، فقال ابو عبدالله ( عليه السلام ) : ان الله عزّ وجلً خلق العقل وهو اول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له : ادبر فادبر ، ثم قال له : اقبل فأقبل ؛ فقال الله تبارك وتعالى : خلقتك خلقاً عظيماً وكرّمتك على جميع خلقي ، فقال : ثم خلق الجهل من البحر الاجاج ظلمانياً ، فقال له : أدبر فادبر ؛ ثم قال له : اقبل ، فلم يقبل ، فقال له : استكبرت فلعنه ، ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جنداً فلمّا رأى الجهل ما اكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة ، فقال الجهل : يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرّمته وقوّيته وأنا
____________
(1) اصول الكافي : ج 2 ، 293 ـ وسائل ج 11 ص 271 .


(41)


ضده ولا قوة لي به فاعطني من الجند مثل ما اعطيته فقال : نعم فان عصيت بعد ذلك اخرجتك وجندك من رحمتي قال : قد رضيت فاعطاه خمسة وسبعين جنداً فكان مما أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجند ... فلا تجتمع هذه الخصال كلها من اجناد العقل الاّ في نبي او وصي نبي او مؤمن قد امتحن الله قلبه للايمان ... » (1) .

ناقوس الخطر :


بالامكان معرفة الذنب من خلال تعابير مختلفة تشير الى شدة وضعف خطر الذنب . فقد جاء في الاسلام النهي عن بعض الذنوب . مثل قوله تعالى :
( ولا تأكلوها إسرافاً ) ( الآية 6 سورة النساء ) .
وفي بعض الموارد عبر بالابتعاد عن الذنب . كقوله تعالى :
( واجتنبوا الطّاغوت ) ( الآية 36 من سورة النحل ) .
وجاء في البعض الآخر تعبير النهي عن التقرب الى بعض الذنوب كقوله تعالى :
( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) ( الآية 151 من سورة الانعام ) .
فالاجتناب وعدم التقرب يدلان على نوعين من الخطر فمثلاً : يقولون لا توصل الكبريت الى النفط بينما في البنزين يقولون لا تقرب
____________
(1) هذا الحديث تجده كاملاً في الكافي ج 1 ص 21 الى 23 .


(42)


الكبريت الى البنزين فالفرق كبير بين ان توصل وتقرب ، فلو قربنا الكبريت الى البنزين لحدثت كارثة .
فذنب الزنا واكل مال اليتيم ودخول الكفار الى المسجد الحرام في مكة فهذه الذنوب بمثابة البنزين ، لذلك ورد في القرآن الكريم ( لا تقربوا ) (1) و كذلك ( فلا يقربوا المسجد الحرام ) (2) .
ان هذه التعابير انذار ينبىء عن خطورة التقرب لمثل هذه الذنوب كالزنا والفحشاء واكل اموال اليتامى لانها باعثة لوسوسة الشيطان ووقوع الانسان في التهلكة .
وايضاَ توصي بضرورة الابتعاد عن العوامل والارضية المهيأة للذنب ، فالمحيط الفاسد والملوث والباعث للانحراف الشديد والسقوط في الذنب يجب الابتعاد عنه .
____________
(1) النساء آية 42 .
(2) التوبة آية 28 .


(43)

          القسم الثاني
              الاسباب ووجود الارضية

تمهيد
لمعرفة الاسباب وارضية الذنب يجب أن ننتبه الى عدة مواضيع .

أ : ما هو الانسان وما علاقته بالذنب ؟


1 ـ توجد في الانسان عدة غرائز يجب معرفتها وكيفية استقامتها . ومعرفة طرق الافراط والتفريط فيها .
قال الامام علي ( عليه السلام ) :
« ان الله خصّ الملك بالعقل دون الشهوة والغضب ، وخص الحيوانات بهما دونه وشرّف الانسان باعطاء الجميع ، فان انقادت شهوته وغضبه لعقله صار افضل من الملائكة لوصوله الى هذه المرتبة مع وجود المنازع والملائكة ليس لهم مزاحم » (1) .
____________
(1) جامع السعادات ج 1 ص 34 .


(44)


وعلى هذا المنوال المتصاعد فالذين يتبعون العقل يكون مكانهم اعلى من الملائكة لانهم مع توفر الارضية المناسبة للذنب اطاعوا العقل ، أما الذين يتبعون الشهوات والغرائز الحيوانية فانهم كالانعام بل اقل درجة واضل سبيلا . لانه مع وجود العقل اتجهوا الى الغضب والشهوة وتركوا العقل ، وجاء في القرآن الكريم حول الناس الذين اتبعوا غرائزهم الحيوانية ، فنقرأ :
( أولئك كالانعام بل هم اضلّ سبيلاً ) ( سورة الاعراف ـ 179 ـ الفرقان ـ 4 ) .
2 ـ ان علماء الاخلاق يقولون ان السبب لنشوء الذنب عند الانسان يرجع لثلاث قوى :
1 ـ القوة الشهوانية .
2 ـ القوة الغضبية .
3 ـ القوة الوهمية .
القوة الشهوانية :
حيث تجر الانسان الى الافراط في اللذات وتكون عاقبته الغرق في الفحشاء والمنكرات .
القوة الغضبية : وهذه القوة لها دور فعّال في طغيان غريزة الغضب عند الإنسان مما تؤدي به الى الظلم والتعدي اللامحدود .
القوة الوهمية : وهذه القوة تهيج حالة التكبر والاعتداء على حقوق الاخرين مما تدعوه الى اقتراف الذنوب الكبيرة (1) .
____________
(1) مقتبس من تفسير الفخر الرازي ج 20 ص 104 .


(45)


لو حققنا في معرفة الذنب بدقة لوجدنا ان اكثر الذنوب ( اذا لم نقل كل الذنوب ) سببها هذه الثلاث قوى . لذلك يجب السيطرة على تنظيمها وأن لا نتركها في طريق الافراط والتفريط فنقع في مستنقع الآثام والذنوب . ولأجل ان نوضح اكثر نأتي بالمثال التالي :
ان سبب حياة البساتين والحيوانات والناس هو ماء النهر . فلو جعلنا سداً وأوقفنا سير الماء فسيتجمع ماء كثير خلف السد . فعند الحاجة نأخذ ما يكفينا . ولو لم نحجز الماء بهذا الأسلوب لطغى الماء ودمر البساتين والمزارع والبيوت .
وهكذا الانسان حيث ان القوى الغضبية يحتاجها للدفاع وقت الحاجة ، وكذلك القوى الشهوانية يجعلها تسير وفق الموازين الشرعية اللازمة .
اذن ، فهاتان الغريزتان لهما طريق شرعي مفتوح ، وبالعكس من ذلك فلو أطلق لهما العنان لعثا صاحبهما في الارض فساداً ولارتكب جرائم وانحرافات جنسية لا حد لها .
ونتيجة لذلك اذا اردنا أن نحفظ المجتمع من التلوث واقتراف الآثام والذنوب يجب علينا ان نسير الغرائز وفق الموازين الشرعية المباحة . وطبيعي ان هذا التعديل للغرائز يحتاج الى برنامج خاص اشرنا في هذا الكتاب الى قسمٍ منه .


(46)


ب ـ حفظ سلامة القلب ( مركز الادراكات ) :


نجد في القرآن والروايات كثيراً ما ترد كلمة « القلب » ومعناه مركز الاوامر والادراكات ، فالقلب السليم الطاهر هو مركز الافعال الحسنة . وعلى العكس من ذلك فالقلب الغير سليم والمظلم هو مركز الافعال الفاسدة . فمن أراد السير في طريق طاعة الله سبحانه وتعالى يجب عليه ان يطهّر قلبه ويحافظ على طهارته .
فالكلام حول القلب جاء ( 132 مرة ) في القرآن الكريم ، ففي آياتٍ عديدة أكدت ان قلوب الكافرين والمنافقين والمجرمين قد ختم الله سبحانه عليها . فقلب مريض ، وقلب قاسٍ ، وقلب منحرف ، عبر عنها بقلب مختوم .
والبحث حول القلب يحتاج الى شرح طويل لا يمكن لهذا الكتاب احتوائه وذكره كلّه .
بل نذكر هنا نقطة مهمة في حفظ طهارة القلب ، ولننتبه الى هذا الحديث الشريف .
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« ما من مؤمن الا ولقلبه أذنان في جوفه ، أذن ينفث فيها الوسواس الخناس وأنذن ينفث فيها الملك ... » . (1) .
____________
(1) اصول الكافي ج 2 ص 267 .


(47)


ج ـ النية الطاهرة وغير الطاهرة :


النية الطاهرة هي مركز الاعمال الحسنة ، والنية الملوثة والغير طاهرة هي منشأ الانحراف والذنب ، لماذا ؟ لان ماء العين الملوثة له الاثر البالغ في تلوث المياه الأخرى . وعليه فاذا أردنا ان لا نشرب من المياه الملوثة فيجب علينا ان نسرع الى عينها لأجل تنقيتها « فالويل اذا ذهب الوقت وفسد الملح » .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« نية المؤمن خير من عمله ، ونية الكافر شر من عمله وكل عاملٍ يعمل على نيته » (1) .
هنالك أمور كثيرة يمكن قولها في شرح هذا الحديث . وأحسن الاقوال هو « النية هي مقر ومركز القرارات » .
اذن فكيف نأتي بالاعمال كماً وكيفاً ؟ نأتي بها اذا طهر المركز فعندها تكون الاعمال طاهرة بالكيفية الصحيحة . واذا لم يكن المركز كذلك فهو يؤدي الى الفساد ويصبح مركزاً للذنوب والاعمال السيئة . فنية المؤمن اذا كانت طاهرة تكون مركزاً للأعمال الحسنة بالكيفية العالية حتى لو كانت اعماله غير موجودة فعلاً لأنه يمتلك الارضية للاعمال الطاهرة .
وان كانت نية الكافر غير طاهرة فيصبح مركزاً للفساد حتى ولو لم يعمل اي شيء لانه يمتلك الارضية للاعمال القبيحة . وايضاً لتلوث
____________
(1) اصول الكافي ج 2 ص 84 .


(48)


فكره ، فمن المحتمل ان يمارس اي ذنب عظيم .
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« انما خلد اهل النار في النار لان نيّاتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها يعصوا الله أبداً وانما خلّد اهل الجنة في الجنّة لان نيّاتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها يطيعوا الله أبداً فبالنيات خلّد هؤلاء ثم تلا قوله تعالى :
( قل كلّ يعمل على شاكلته ) قال : على نيّته » (1) .
وبعد ذلك نقول : إنّ هناك عوامل كثيرة مثل ، الغذاء ، والصديق ، والمحيط وهذه العوامل تلعب دوراً هاماً في طهارة النية .
فاذا كان الطعام حلالاً ، والصديق والمحيط جيّدين فهذه عوامل مساعدة على تطهير النية ، وعلى العكس فالغذاء الحرام والصديق غير الصالح ومحيط السوء تشكل عوامل النية ، والخلاصة هي أن كل الاعمال في الاسلام اذا كانت خالصة لله تعالى فانها تقع مورداً لقبول الحق سبحانه .
قال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« ان الله لا يقبل عملاً فيه مثقال ذرةٍ من رئاء » (2) .
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) : « ان المؤمن ليهم بالحسنة ولا يعمل بها فتكتب له حسنة وان هو عملها كتبت له عشر حسنات وان المؤمن
____________
(1) اصول الكافي ج 2 ص 85 .
(2) بحار الانوار : ج 72 ، ص 304 .


(49)


ليهم بالسيئة أن يعلمها فلا يعملها فلا تكتب عليه » (1) .

د ـ صيانة الحب والبغض :


الحب والبغض مركز آخر في وجود الأنسان . فلذلك يجب ان ينظم حسب الأسس الاسلامية . لأن الحب والعلاقة بالشيء يوجب عمل ذلك الشيء وبغضه يوجب الترك والابتعاد عنه . وهذه المسألة مهمة لغاية أن الامام الصادق ( عليه السلام ) قال فيها :
« وهل الايمان الاّ الحب والبغض » .

مثال للتوضيح :


كان رجل جالساً في بيته فجاءت قطة وسرقت قطعة اللحم ثم هربت، ولشدة حب الرجل الى اللحم أخذ يطاردها ولكن القطة خرجت من البيت هاربة الى الزقاق فتركها ولم يتابعها اكثر من ذلك لان حبه الى اللحم لم يكن اكثر من هذا . ولو جاء ثعلب وسرق دجاجة منه فانه يطارد الثعلب من زقاقٍ الى آخر حتى يذهب الى الصحراء فيتركه ، كذلك فحبه للدجاجة وبغضه الى الثعلب بهذا المستوى . أما اذا جاءه ذئب واخذ منه كبشاً فانه كذلك يطارده حتى ولو وصل الى الصحراء لعله يدرك كبشه المسروق . ولكن اذا صعد الجبال فانه يتركه لأن حبه الى كبشه لم يكن اكثر من ذلك ، أما اذا جاء ، حيوان مفترس
____________
(1) اصول الكافي ج 2 ص 428 .


(50)


وأخذ ابنه الصغير فانه يتبع ذلك الحيوان المفترس في الصحراء والجبال ويطارده ليلاً ونهاراً عله يحصل على ابنه . ويقول في نفسه لا أتركه حتى ولو أحصل على جنازته فيجب ان اتبعه .
وبهذا المثال نرى انه كلّما ازداد حب الإنسان الى شيءٍ ازداد تعلقه بذلك الشيء ، وكلما ازداد بغضه الى شيء ازداد ابتعاده وكراهيته لذلك الشيء .
ان المذهب الاسلامي يعين لنا أن الحب والبغض اذا كانا وفق التشريع الاسلامي الصحيح فالعامل بهذا المبدأ مطيع لله سبحانه وهكذا يطهر وينظف مركز القرارات للانسان .

هـ ـ صيانة مركز التفكير :


هنالك مركز آخر في وجود الانسان ومنه تنبع جميع الأعمال ، الا وهو التفكير الصحيح الذي يوجهه للاعمال الصحيحة .
أما التفكير الخاطيء والملوث فانه يوجهه نحو التلوث والانحراف .
( تلك الدّار الآخرة نجعلها للّذين لا يريدون علّوا في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين ) ( الآية 83 من سورة القصص ) .
هذه الآية الكريمة تنهى عن التكبر والفساد .
في حديث في الفكر والذهن لامير المؤمنين عليه ( عليه السلام ) :
« ان الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من نعل صاحبه


(51)


فيدخل تحتها » . (1)
وقال في حديث آخر :
« من كثر فكره في المعاصي دعته اليها » (2) .
وعندما كان يتحدث عيسى ( عليه السلام ) الى الحواريين قال لهم « .... وأنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بالزنا فضلاً من أن تزنوا » . (3)
فالتفكير بالذنب يلوث مركز تصميم الانسان ، وانّ مركزاً هكذا تفكيره فهو اقرب الى ظلمة الذنب من نورانية طاعة الله سبحانه .

العوامل المحفزة للذنب :


في هذا البحث « معرفة الذنب » موضوع في غاية الأهمية يجب معرفته بعد معرفة الاسباب الاصلية للذنب وهذا الموضوع هو : معرفة الارضية لنشوء الذنب .
لذلك قالوا : مقدار القابلية لقبول الذنب عامل مهم مؤثر في تهذيب النفس ، فلا يوجد أدنى شكّ في أنّ طبع المطر لطيف لكن ينبت الورد الجميل في البستان وينبت الشوك في السبخة .
فالذي لا يذنب يجب عليه الانتباه الى الارضية المهيئة للذنب ويشخصها ويعرفها عند ذلك يقف أمامها ويعالجها . فقلة الفيتامينات
____________
(1) تفسير جوامع الجامع .
(2) فهرس الغرر ( الذنب ) .
(3) بحار الانوار : ج 14 ، ص 133 ـ سفينة البحار : ج 1 ص 560 .


(52)


المختلفة في بدن الانسان تؤدي الى تعرّض البدن للجراثيم وتجذر فيه الامراض . ولاجل معالجة البدن من الامراض يجب ان يعوّض ما يحتاجه من الفيتامينات . ليكتسب المناعة الكاملة ضد الامراض .
وعلى هذا الاساس يجب ان نعلم بارضية الذنب وكيفية معالجتها . فمثلاً اذا كان في البيت حضيرة لتجمع الماء القذر فمن البديهي أن تكون هذه الحفرة منتجعاً للبعوض والحشرات الضارة التي تسبب الأمراض الخطيرة ؛ فلا جدوى من مكافحة الحشرات الاّ بسدً فوهة الحفرة ( البالواعة ) .
ولمعرفة ارضيات الذنب نستطيع أن نذكر أموراً كثيرة بالكمية والكيفية الخاصة التي ساعدت على ارتكاب الذنب . فنبحث عدة أمور ساعدت على تهيئة الارضية للذنب :
1 ـ ارضية الثقافة والتربية .
2 ـ ارضية العائلة .
3 ـ الارضية الاقتصادية .
4 ـ الارضية الاجتماعية .
5 ـ الارضية النفسية .
6 ـ الأرضية السياسية .