33/06/16


تحمیل
 الموضوع: وصول حس الطعم الى الحلق
 كان الكلام فيما يضخ في اللهوات تسهيلا للتنفس وقد تكلمنا قبل هذا بالتطعيم توسط الاوعية الدموية او العضلات مما يصل طعمه الى الحلق فتارة لانحس الطعم في الحلق ومعه فلا أحد من الفقهاء يقول بمفطريته واما اذا أحسسنا طعمه في الحلق فهل هو مضر أو ليس بمضر؟ قلنا هو ليس بمضر لأنه ليس بطعام ولاشراب وهذا الكلام بالنسبة للمدرسة الامامية
 وأما مشهور العامة فقالوا ان مايفطر في الجسم فهو مفطر كالحقنة والدواء والدهن فكل هذه الامور تدخل الجسم فهي مفطرة وقد تقدم دليلهم وقد تمت مناقشة دليلهم مفصلا حيث قالوا ان البدن يتغذى به فانه باطل لأن تغذي البدن يكون عن طريق الدم
 ففي مسألة التطعيم بواسطة الأوعية الدموية والعضلات حينما قسمنا الأمر الى قسمين فقلنا تارة لم يصل الطعم الى الحلق فهو غير مفطر واذا وصل فهو غير مفطر أيضا وقلنا هذا على مبنى الامامية خلافا للعامة فقد قالوا بالمفطرية وتمت المناقشة لدليلهم
 مثال هذا المورد
 مايُضخ في اللهوات تسهيلا للتنفس كالبخاخ الذي يستعمله أصحاب الربو فهذا البخاخ تارة يكون فيه جرم يصل الى الحلق وتارة ليس فيه جرم
  وان هذا البخاخ دواء سائل فيه ماء ومواد كيميائة عالقة يكون استعماله بأخذ شهيق عميق منه فيتطاير الرذاذ ويدخل عن طريق الفم الى البلعوم في الفم الى البلعوم الرغامي ثم الى القصبات الهوائية ويبقى جزء منه في البلعوع الفمي وقد تدخل كمية قليلة منه الى المري الذي هو طريق الطعام
 فالسؤال هنا هو ان الذي يدخل في القصبات الهوائية ليس بمفطر أما اذا دخل شيئ الى المري وهو طريق الطعام فما المقدار من هذه المواد تذهب الى المري؟
 يقول الأطباء إن عبوة البخاخ هذه فيها عشرة مليم من السائل بما فيها من الدواء وهذه الكمية مصممة على ان تحتوي على مائتين بخة ومعناه ان كل بخة يخرج منها بخة من عشرين جزء من المليم الواحد فالبخة تشكل أقل من قطرة وآحدة لأن المليم الواحد فيه خمسة عشر قطرة فاذا كان لدينا عشر مليمات ففيه مائة وخمسون قطرة وان العشر المليمات الموجودة في هذه العبوة مصمم على مائين بخة فالبخة أقل من قطرة وكل مليم من الماء يحتوي على خمسة عشر قطرة فالعشر مليمات تضرب في خمسة قطرات والنتاج يكون مائة وخمسين قطرة مصمم على ان يخرج بمائتين قطرة ففي البخة أقل من القطرة الواحدة أي كل بخة ثلاثة أرباع القطرة وهذه القطرة تقسّم الى أجزاء فيدخل الجزء الأكبر منها الى الرئتين وجزء منها يترسب على جدار البلعوم الفمي فكم يبقى ويذهب الى الجهاز الهضمي؟ أفلا يكون هذا المقدار مستهلكا ويكون أقل مما يدخل عملية الاستنشاق الجائزة
 فنقول ان هذا مستهلك بلا كلام قبل الوصول الى الحلق والجوف كما في الغبار الذي يتفق كثيرا من إثارة الهواء في فصل الربيع وكذا مثل الرائحة القليلة التي تستنشق من الماء أو الماء القليل الذي يصل الى فضاء الفم فلايعد أكلا ولاشربا ويعد معه الانسان مجتنبا عن الطعام والشراب
 ومنه يوجد قرص يوضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية وهو قرص النيتروغسلين فلايصل منه شيئ مع الريح الى البلعوم بل هذا يتفتت في فضاء الفم للمساعدة على التنفس ولايصل الى المعدة أصلاً وقد اتفق الأطباء على ذلك فهذا أيضا لايضر بالصوم وهو غير مفطر وهو مثل بخار الحمام فلا يدخل شيئ منه الى البلعوم
 واما ماتعالج به الطعنات الجائفة في البدن فيوضع فيها دواء بحيث يذهب الدواء الى مستقر الغذاء فهل هذا مفطر أو ليس بمفطر؟
 فمن قال من الفقهاء ان المفطر هو الأكل والشرب فقط ولايتحقق الأكل والشرب الاّ بمروره عبر الحلق فهذا الدواء ليس بمفطر لأنه لم يمر بطريق الحلق
 أما من قال بأن الأكل والشرب الممنوع اخذ على نحو الطريقية الذي لايصدق الاّ بمروره عن طريق الحلق والاّ فهو مفطر أو نقول ان الأخبار قالت إجتنب الطعام والشراب فمن وضع الدواء في الجائفة فهو لم يجتنب الطعام
 اذاً مايصل الى الجوف وهو المعدة اذا كان فعلا اختيارا فانه يضر بالصوم ويصدق عليه انه لم يجتنب الطعام والشراب
 ثم ان فصد الدم وسحب الدم والحجامة هل هي مفطرة للصوم أو ليست بمفطرة؟
 نحن نقول ان هذه العناوين الثلاثة لاتضر بالصوم لأن هذه لايصدق عليها عنوان من العناوين المفطرة فان هذه العناوين ليست أكلا ولاشربا ولاطعاما ولاشرابا ولايلزم منها ادخال شيئ الى المعدة نعم قد يصدق على هذه الامور انها توجب ضعف الانسان وقد منع الصائم من ان يضعف نفسه
 فقد ورد في الباب 26 مما يمسك عنه الصائم الحديث الاول صحيحة الحلبي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال سألته عن الصائم أيحتجم؟ فقال (عليه السلام) إني لأتخوف عليه، قلت ماذا يتخوف عليه؟ قال الغشيان أو لأن تثور به مرّة، قلت أرأيت ان قوي على ذلك ولم يخشى شيئا؟ قال نعم فاليحتجم ان شاء
 ويؤيد ذلك من ان الحجامة لاتضر ماورد عن الامام الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه عن علي (عليهم السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه واله) احتجم وهو صائم محرم فان فعل النبي (صلى الله عليه واله) يدل على الجواز
 كما وقد روى البخاري عن ابن عباس ان النبي (صلى الله عليه واله) احتجم وهو صائم
 ولكن هناك رواية تقول ان النبي (صلى الله عليه واله) مر على قوم يحتجمون فقال أفطر الحاجم والمحجوم وقد اعتمد عليها العامة ولكن لايمكن الأخذ بظاهر هذه الرواية لانه لو كانت الحجامة توجب ان يفطر المحجوم فلماذا يفطر الحاجم