33/06/15


تحمیل
 الموضوع: وصول حس الطعم الى الحلق
  الكلام في الدهون التي توضع على الجلد ويصل طعمها الى الحلق بواسطة المسام الجلدية
 قلنا في الدرس السابق تارة الدهن يوضع على الجلد ولايصل طعمه الى الحلق وتارة الدهن الذي يوضع على الجلد يصل حس طعمه الى الحلق فحس الطعم هذا يكون في مؤخرة اللسان بواسطة الحليمات الطعمية فهل حس الطعم هذا يكون مفطرا أولا؟
 ولتوضيح الأمر نذكر أربعة مراحل
 الاولى: وضع الطعم على اللسان وهذا جرم طعامي يحس بواسطة حاسة الذوق
 الثانية: يكون الطعام في مكان آخر ولكن ذرات منه ينقلها الهواء فتحرك تلك الحليمات الذوقية عند الانسان، ومثله في الماء فتارة تصل قطرة من الماء وتارة تصل رطوبة الماء
 الثالثة: التراب تارة يصل الى الفم وتارة لايصل التراب الى الفم ولكن هناك ذرات منتشرة في الفضاء لاترى في العين الاّ ان تكون هناك ستارة وتشرق الشمس فيها فنرى أشياء تسبح في الفضاء
 الرابعة: ذوق الطعام هو المفطر أي وضع الطعام على اللسلان واما شم الطعام وهو ان يتصاعد البخار من القدر وفيه ذرات ينقلها الطعام
 ففيما نحن فيه من وضع الدهن على الفخذ فتتطاير منه اشياء تتطاير وهي تشم أي يمكن حسها بأن يمكن شمه فهل هذا مفطر؟
 الجواب
 أولا: ان هذا غير مفطر فان حس الطعم غير وضع الطعام على اللسان ويصل الى الحلق ويذهب الى المعدة، فهذه لاتكون مفطرة فان الروايات التي حصرت المفطر حصربه بالأكل والشرب والطعام والشراب بالاضافة الى الاحتقان بالمائع والكذب على الله والرسول أما شم الطعم وحس الطعام وشم المرق لم تقل الروايات بأنه مفطر
 ثانيا: ان التدهين الذي يستعمل للأوجاع لم يأت أي دليل على كونه مفطرا سواء وصل حس الطعم الى الحلق أو لم يصل بل ان التدهين جائز
 ثالثا: الاستنقاع للماء للرجل الذي يوجب امتصاص الجلد لشيئ من الماء ورد النص بجوازه فليكن البدن يمتص شيئا من الدهن ومنه يصل حس الطعم
 رابعا: هناك روايات دلت على جواز دخول الرجل للحمام على كراهية للضعف الذي ينشأ من ذلك ونعلم ان في الحمام بخار وهي ذرات مائية منتشرة في فضاء الحمام تحفز حاسة الذوق على حس الرطوبة
 والرواية هي صحيحة محمد بن مسلم عن الامام الباقر (عليه السلام) انه سأل عن الرجل يدخل الحمام وهو صائم ؟ قال لابأس مالم يخش ضعفا مع ان بخار الماء متصاعد من الماء قطعا ويصل الى حاسة الذوق فيحفزها مما يؤدي الى حس بخار الماء
 والخلاصة ان التشريع الذي هو بيد الله ورسوله (صلى الله عليه واله) لا ينص على حرمة الدهان التي توضع على الجلد وتستذوق ولا ينص على مفطريتها
 نعم جاء النص على مفطرية وحرمة الاكل والشرب للصائم وهذا يختلف عما يمكن حس طعمه بواسطة المسام الجلد
 اما اذا قلنا ان ملاك الإفطار في الأكل والشرب هو التغذي أولا، وثانيا نثبت ان وصول طعم شيئ الى الحلق يكون مغذيا فحينئذ نحكم بمفطرية وصول الطعم ولكن دون اثباته خرط القتاد
 اذاً مجرد وصول حس الطعم الى حاسة الذوق لا يفطر أي ان المشموم لايفطر والمطعوم هو الذي يفطر
 ثم ان التطعيم بواسطة الاوعية الدموية او العضلات بواسطة الابرة بحيث يصل حس الطعم الى الحلق فهل يفطر؟
 فان لم يصل حس طعمها الى الحلق فهو غير مفطر وأما اذا وصل طعم هذه التطعيمات الى الحلق فيتضح حكمه مما ذكرناه في الادهان من ان وصول حس الطعم ليس بمفطر
 نعم لو قلنا ان ملاك مفطرية الأكل والشرب هو التغذي ونقول ان التطعيم في الأوعية يُعد غذاء فهذا يضر بالصوم، ولكن من أين يمكننا معرفة ان ملاك مفطرية الأكل والشرب هو التغذي
 لايتوهم ان ادخال الدواء الى الدم أو ادخال الدم الى جسم الانسان أو الابرة في العضلة هو من الحقنة وان الحقنة ممنوعة في الصوم ومضرة بالصوم
 ولكن الحقنة الممنوعة هي ايصال الدواء من المخرج بينما ادخال الدواء الى الدم هو حقن طبي وهو معنى واصطلاح مستحدث ولايفيد في توسعة معنى الحقنة
 يبقى عندنا مايضخ في اللهوات تسهيلا للتنفس على المصابين بالربو كالبخاخ وغيره