37/03/04


تحمیل

الموضوع: المعنى الصحيح لغيبة الامام (عجل الله فرجه)

من الامور التي لابد من الالتفات اليها بالنسبة لولاية أهل البيت (عليهم السلام) هو ان ولاية أهل البيت (عليهم السلام) ليست معطّلة بل هي مفعّلة

وتوضيحا نقول: هناك تراكمات بالمفاهيم بنحو خاطىء وهذه التراكمات تسبب نتائج ومعاني اخرى خاطئة جدا وللأسف نتيجة رسوبات التراكمات الخاطئة وهذا الآمر يحتاج الى تجديد وتصحيح وتصفية بين جيل وجيل آخر.

وقد اشار ائمة أهل البيت (عليهم السلام) الى هذا المعنى فانهم (عليهم السلام) المجددون للدين، نظير ماورد في زيارات أمير المؤمنن عليه السلام (اعتدل بك الدين ) و ( قوي بك دين الاسلام) فهذا الاسلام المتجسد في الناس يحتاج دائما الى غربلة وضوابط.

ومن ضمن المفاهيم التي تحتاج الى غربلة وتجديد هو مفهوم الغيبة لصاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فيفهم الان من معنى الغيبة كونها بمعنى الانقطاع، ولكن هذا ليس بصحيح فإنه (لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها) وهذا يعني انه (عجل الله تعالى فرجه) موجود وقريب عنّا وليس معنى الغيبة الانقطاع.

فالغيبة ليست إنتفاء وليست قصورا بل ان الغيبة هي مزيد استحكام في الإدراة والنشاط والسلطة والمسؤولية وان الغيبة هي المزيد من الإصرار على الهدف ومزيد من التصلب في الوصول الى انجاز الغاية.

وان شهادت النبي (صلى الله عليه واله) وشهادت أمير المؤمنين وفاطمة والائمة الأطهار الى الامام العسكري (عليهم جميعا السلام) فان الموجود في ارتكاز الكل هو الانقطاع ولكن هذا المفهوم من انقطاع ولايتهم غير صحيح فانهم (عليهم السلام) يعبرون في متون الزيارات التي هي منبع معرفي عظيم في زياراتهم يعبر عن استشهاد الإمام غيبة الامام.

ويفسر القبر في منطق الوحي بانه غيبة فيفسر بانه (منه غبت ومه تظهر) ولكن هذه الغيبة نسخ مفهومها فإنّ غيبتهم (عليهم السلام) ليس بمعنى التعطيل .

وان المعنى الصحيح لغيبة النبي (صلى الله عليه واله) هو انه لم ينكفيء قيد أنملة عن مسؤوليته برحيله الى البرزخ وكذا الكلام بالنسبة لأمير المؤمنين وأهل البيت (عليهم السلام) بل ازدادت عليهم المسؤولية والنشاط وزيادة في الرعاية والإهتمام.

فغيبة النبي والمعصومين (عليهم السلام) بالموت ليس بمعنى الانقطاع، بل نحن في انتظار كل المعصومين (عليهم السلام) فنحن بانتظار رجوعهم ونحن نطلب من الله عزوجل بتعجيل فرج المعصومين (عليهم السلام) جميعاً.

وإنّ قوله تعالوا ﴿ اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم [1] فإن إطاعة الرسول (صلى الله عليه واله) في التشريعيّات والاُمور التنفيذية والإداريّة المتزايدة لم تنتهي بوفاته (صلى الله عليه واله) وهكذا بالنسبة الى الائمة الأطهار (عليهم السلام).

وفي دولة رسول الله (صلى الله عليه واله) الحاكم الأول هو الله عزوجل والحاكم الثاني هو رسول الله (صلى الله عليه واله) وان أحد معاني أسباب النزول هو تصدي الله عزوجل ومن بعده النبي (صلة الله عليه واله) ثم أمير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) ومن بعدها الائمة الأطهار (عليهم السلام).

وقد جاء في بيانات القران الكريم وروايات أهل البيت (عليهم السلام) ان الموت هو النوم وليس الانقطاع بل هو الارتباط حيث يخاطب المؤمن بأنه ينام نومة العروس.

فنفس الموت والشهادة والدفن في القبور لايعني الابادة والانعدام والانقطاع التام فان هذا المعنى خاطئ ولايصح تصور هذا المعنى بالنسبة للمؤمن العادي فكيف الحال بأولياء المؤمنين وسادتهم وائمتهم.

فان استشهاد المعصومين (عليهم السلام) لايعني ذهابهم الى القيامة والى الجنة الأبدية بل هم مازالوا ماكثون وان البرزخ هو مرحلة وجانب من جوانب الدنيا، والبيان النبوي (صلى الله عليه واله) كما تنامون تموتون وكما تستيقضون تبعثون في الرجعة .