34/11/07


تحمیل
 الموضوع: مؤيدات حرمة قطع الصلاة
 نذكر هنا مؤيدات حرمة قطع الصلاة
 المؤيد الأول: ماورد في آداب الصلاة [1] من كراهة تخفيفها وان من درجات التخفيف مايصل الى درجة النقر كنقر الغراب المحرم
 فالتخفيف مكروه واذا تصاعد فانه يصل الى درجة محرمة فكيف بما هو أسوء من التخفيف وهو قطع الصلاة، والمراد بالمؤيد هو تجانس المفاد مع مفاد متعلق الحكم الذي نحن بصدد اثباته
 وان الأدلة المؤيدة لها صلة في تحليل المعنى بين المؤيد بالكسر والمؤيد بالفتح
 ثم ان هناك طابع موجود عند الكثيرين على عدم اعتبار المؤيدات في البحث بينما الفقهاء المتقدمين والأقدمين نراهم يهتمون بالمؤيدات كثيرا وان أحد مغازي المؤيدات هو ان البحث في الدليل المؤيد يعتمد على ركازة الصلة الماهوية في المعني بين الدليل المؤيد والمؤيد وان التحليل الماهوي هو عمدة الفقه اما بحث السند والطريق فليس هو ركن الاركان وان كان التساهل فيه غير صحيح
 قال المولى أمير المؤمنين (عليه السلام) ان من أعظم المناقب والمعاجز والكمالات التي تميز بها سيد الأنبياء عن جميع الأنبياء هو ان سيد الأنبياء بعث بالتعريض بينما بقية الأنبياء بعثوا بالتصريح، فليس مراد سيد الأنبياء منحصر في الدليل المطابقي الصريح بل له أيضا مراد عرض الكلام وزوايا الكلام وهذه لاتتناهى
 فالمؤيدات عبارة عن منهج تحليلي لماهيات المسأئل المتناسبة مع بعضها البعض وان الفقيه الأجدع هو الذي له منهجية التحليل أكثر من منهجية الصدور
 المؤيد الثاني: ماورد من استحباب الخشوع في محضر الصلاة والإقبال في القلب [2] وقد عللت هذه الروايات بكون المصلي بين يدي الرب تعالى وكلّما تعاظم الرب في معرفة المصلي كلما تعاظم خشوع المصلي ووقاره بين يدي ربه
 وان ماهية حرمة قطع الصلاة هو نوع من الأدب والوقار مع الله عزوجل بينما الموجود الآن للأسف هي حالة تجفيف وهذه حالة مضادة للمنهج التحليلي عند القدماء
 المؤيد الثالث: مافي صحيح زرارة وابي بصير قال (عليه السلام) لاتعودوا الخبيث من أنفسكم نقض الصلاة فتطمعوه الى قال فاليمضي أحدكم في الوهم ولايكثرن نقض الصلاة [3] فلا أقل يفهم منه ان نقض الصلاة مرجوح
 وهذا المفاد كما سيأتي في بحث الخلل لانتبنى انه مفاد أخلاقي وأدبي وندبي محض فسواء في باب الصلاة أو باب الحج فهذا المفاد موجود ونستفيد منه المفاد الوضعي في الخلل
 نكتة صناعية ان المراد من قوله (عليه السلام) فاليمضي أحدكم في الوهم ولايكثرن نقض الصلاة فالمراد من الوهم انه حتى في الظن والامارة التي لديك ولاتولد لك ظنا بسبب وسوسة الشيطان فان كانت تولد الظن لدى الآخرين فامض عليها واعتمد عليها مادامت هي امارة عند الآخرين
 وان هذا اللسان فاليمضي هو لسان وضعي نستفيد منه الحكم الالزامي الوضعي وليس هو حكم آدابي محض كما استظهر المعاصرون
 فلابد للباحث ان لايقلد الآخرين فلو قالوا بأن هذه الرواية في الآداب فلايصح تقليدهم بل لابد من التحقيق والتمحيص فقد يفهم منها المحقق أحكاما وضعية خلافا لمافهمه الآخرين
 المؤيد الرابع: قوله تعالى ولاتبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى وهناك آية اخرى ولاتبطلوا اعمالكم وان الاستدلال بهذه الآية ومفادها سيأتي انشاء الله


[1] ابواب اعداد الفرائض ، الباب 8 و 9
[2] أبواب افعال الصلاة ، الباب 2 و 3
[3] وسائل الشيعة، ابواب الخلل في الصلاة، الباب 16، الحديث 2