35/04/03


تحمیل
الموضوع:أهمية التراث الحديثي باعتباره أمر وحياني
كان الكلام في بقية الروايات الدالة على الجب الصغير وانتهينا الى رواية الشهيد الأول في الذكرى، فان صاحب الوسائل ينقل الرواية عن اصول روائية تفرد الشهيد الأول بنقلها بمعنى عدم وجودها في الكتب الأربعة بل هي موجودة في المصادر التي نقل عنها أصحاب الكتب الأربعة والتي تعرف اصطلاحا في علم الحديث وعلم الرجال بمشيخة الكتب الأربعة فنرى ان الروايات التي يرويها صاحب الوسائل عن الشهيد الأول هي عن الاصول الروائية وغير موجودة في الكتب الأربعة وهي عشرات الروايات، وهذا مؤشر قوي على انه الى القرن التاسع ان الاصول الروائية للمشيخة المشهورة بقيت الى قريب القرن التاسع عند علماء الامامية في الحوزات العلمية فضلا عن القرن الخامس والسادس
وهذا يعزز ما ذكرناه من النظرية لدى صاحب البحار والميرزا القمي والنراقي وغيرهم من ان الكتب المشهورة للحديث والاصول الروائية المشهورة للحديث لاينظر الى طريق وسند أصحاب الكتب الأربعة أو أبن ادريس أو غيرهم فلا ينظر الى طريقهم الى كتب المشيخة وهذه النظرية تعني انه لاينظر الطريق الى الكتاب المشهور أما الطريق من صاحب الكتاب المشهور الى الامام (عليه السلام) فهو آحاد
وهذه الظاهره الحديثية في كتب الحديث وفي الحديث يصر عليها المجلسي والميرزا القمي وغيرهم الكثيرين من الكبار بينما الكثير قد غفل عن هذا المطلب حيث يعامل الطريق الى الكتاب كأنه طريق آحاد وهو يعني انه الطرق الوحيد وهذا غير الواقع وغير الحقيقة التي عليه
فنرى مثلا كتاب سعد بن عبد الله (كتاب الرحمة) فنرى ان العلماء الى زمان الشهيد الأول من العلامة الحلي والمفسرين والمحدثين من الامامية دائما يذكروه وهذا يعني ان الحوزات لم تخلو منه وهو معنى اشتهار الكتاب
وهذه النكتة الرجالية الدرائية الحديثية حساسة جدا فان الكثير يتعامل مع كتب الروايات المشهور أو الاصول المشهورة على انها مرسلة أو مقطوعة مما يوجب تركها فضلا عن طرق أصحاب الكتب الأربعة في الكتب الأربعة الى تلك الاصول المشهورة ككتب ابن ابي عمير وكتب صفوان وغالب كتب أصحاب الاجماع مشهورة وقد اشتهر كتاب حريز في زمان الامام الصادق (عليه السلام) فضلا عن مابعد زمان الامام (عليه السلام)، ومن هذا (كتاب المزار) للشهيد الأول فقد أتى بالكثير من الروايات التي لم يأت بها غيره
وقال آقا بزرك الطهراني ان السيد رضي الدين علي بن طاوس في الحلة في القرن السابع لديه مكتبة تضم مائة ونيف كتاب رجالي مؤلف من علماء الامامية
وان ابن طاوس الآخر في (فرحة الغري) يذكر ويبيّن ان زيارة عاشوراء متواترة لأن الامام الصادق (عليه السلام) غالبا يزور بها جده سيد الشهداء (عليه السلام) لما كان في مدينة الحيرة أيام الاقامتة الجبرية في العراق حيث كانت العاصمة أيام المنصور الدوانيقي هي الحيرة، فكان (عليه السلام) يأتي خفية بالاستعنة بصفوان بن مهران الجمّال ويزور جده سيد الشهداء الحسين (عليه السلام) من عند جده أمير المؤمنين (عليه السلام) لذا فصاحب كتاب (فرحة الغري) يعبر عن زيارة عاشوراء بأنها مستفيضة أو متواترة وان هذا الكتاب هو كتاب تراث روائي مهم
إجمالا ان التتبع في كتب الرجال يحتاج الى تكديس مواد ومعلومات وتتبعات كثيرة لكي تتضح الصورة عند الانسان، فإن التراث الحديثي أمره خطير ولايمكن التلاعب به فانه أمر وحياني ومصدر المذهب فلابد من مراعاة هذه الاصول فيه وان الورع في العلم أعظم من الورع في العبادة