35/06/13


تحمیل
الموضوع:النيابة عن الأحياء والأموات
كان الكلام في الطائفة الثانية في الواردة في النيابة عن الأحياء والأموات، ومرّ ان الرواية الاولى وهي رواية محمد بن مروان لها تقريب يدل على عمومية مشروعية النيابة عن الأموات وعن الأحياء بتقريب ان كل شيئ بر في نفسه تشرّع الروايات الصلة به للأموات والأحياء غاية الأمر ان الفرائض خرجت من هذا العموم
وأما سند هذه الرواية فقد اُشكل على السند بأن محمد بن مروان مشترك بين الثقة والضعيف واشكل أيضا على هذه الرواية بوجود محمد بن علي الصيرفي أبو سمينة وهذه الرواية حساسة ومتينة ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين وميتين يصلي عنهما، ويتصدق عنهما، ويحج عنهما فذكر هذه الأربعة من باب المثال وليس الحصر
ان الرجوع الى معجم رجال الحديث للسيد الخوئي (قده) من دون معرفة المراجع روية وديدين السيد الخوئي في المعجم فانه يتشوش أكثر فأكثر وهذا حال أكثر أصحاب المعاجم فكل صاحب معجم عنده مصطلحات وطريقة معينة لابد من التعرف عليها للإستفادة من ذلك المعجم، والمهم في منهج رجال السيد الخوئي هو الإهتمام بالطبقات ومثله تجريد الأسانيد للسيد البروجردي فان علم الطبقات هو أمر مهم
ونقطة اخرى من امتيازات وخصائص معجم رجال السيد الخوئي انه يهتم ويدقق في النسخ كما انه يدقق في لفظ الراوي الواقع في الأسانيد وذلك لضبط العناوين الموجودة في الأسانيد وتحري الدقة في العناوين لا انه يبني على ان هؤلاء متعددون فان التستري والمامقاني لم يصنع ذلك الاّ القليل
ونقطة ثالثة وقد بنى عليها الرجاليين الاّ ان السيد الخوئي لم يبني عليها الشيء الكثير وهذه النقطة هي ان ديدن أصحاب كتب الحديث في طبقة معينة من الاسناد اذا كان في الرواة مشترك كمحمد بن مروان بل وحتى محمد بن مسلم مع إختلاف طبقة متجاورة فلو كان هناك في الطبقة الواحدة مشترك لهذا العنوان الاّ ان أحد المشتركات كثير الرواية أو انه كان صاحب كتاب مشهور فان ديدن الرجاليين انهم يأتون بهذا الإسم من دون تمييز مع ان تمييز المشتركات شيء مهم، والصحيح مابنى عليه مشهور المتقدمين سواء في علم الحديث أو علم الفقه أو علم الرجال من ان شهرة الرواي في الطبقة أو بسبب تلميذه أو بسبب استاذه أو بسبب متن الرواية هي قرائن يعوّل عليها المصنفون ومنهم محمد بن مروان فالمشهور انه الموثق وليس غير الموثق
مع ان المشتركين غير الثقة طبقتهم مختلفة عن هذه الطبقة فإن التدقيق في الطبقات مهم جدا فإنها تمييز المشتركات، فهذه التدقيقات يحتاج فيها الى التتبع وليس فتاوى الرجاليين
فإن استقصاء السيد الخوئي في معجم رجال الحديث لروايات الراوي فالكثير يظن بانه استقصاء تام لكن الصحيح ان الإستقصاء ليس بتام فبالتجربة حيث قمنا بالمقارنة بين موارد كثيرة بتعدد الراوي الذي ذكره السيد الخوئي وتعداد مايرويه فإن مايذكره السيد الخوئي مايقارب النصف وسببه إنه لم يكن بجنبه حاسوب
يقول المجلسي الأول صاحب روضة المتقين خمسين عاما تابعتُ حياة ابن أبي عمير ووقفت على نكات لم يلتفت اليها النجاشي ولا الكشي ولا الفضل بن شاذان ولا الطوسي وهذا غير ممتنع وذلك لأنه تصل الى المتأخر في هذا العصر قصاصات غابت حتى عن المعاصرين لتلك الشخصية
وان علم الرجال حقيقته تاريخ بل أعظم من ذلك فإنه عبارة عن عقيدة ومذهب ومسار متجسم فالكثير من شبهات الحداثويون والعلمانيون والطوائف الاُخرى باعتبار ان أبناء المذهب الحق ليس لديهم المام بالتاريخ أو الرجال فان تاريخ الرجال عبرة وبصيرة عجيبة فبعض الاشخاص قد وصل الى القمة لكنه قد يسقط لاسامح الله
ومعروف عند المتقدمين انهم يقرؤون الكشي مرارا وفانه عجيب لمتانته وكذا النجاشي ففيه امور ولقطات كثيرة يمكن الاستباط منها امور كثيرة بحيث الانسان ينتقد نفس النجاشي لأنه لم يعطي التدبر والتأمل في تلك المواد
وأما (محمد بن علي أبو سمينة الصيرفي) وبتعبير الفضل بن شاذان هو من الكذابين، فباعتبار ان الفضل بن شاذان هو فقيه ومتكلم الاّ انه شديد على من يخالفه في المشارب العلمية بدون ان يظهر شدته، يقول صاحب الحدائق ان الذي لايعرف داء المعاصرة فانه لايستطيع ان يفهم علم الرجال فإن مشربه ورويته كان متوازنا
فان الفضل بن شاذان وان طعن في الكثيرين فان محمد بن سنان بعد وفاته يعدّه الامام الجواد (عليه السلام) من نجوم أعلام تلاميذ الامام الرضا (عليه السلام) وتلاميذه، ومع ذلك يقول الفضل بن شاذان بأن محمد بن سنان ضعيف فإن تضعيف الفضل بن شاذان هو تضعيف بسبب القضايا العقائدية
وان فريق من القميين قد كفرّ يونس بن عبد الرحمان في زمان الإمام الرضا (عليه السلام) والواقع ان الأمر ليس هو أمر انفلاتي ومن دون ضوابط بل هو بموازين ولكن لابد من التدقيق في هذه الموازين