35/07/12


تحمیل
الموضوع:التكاليف التي ترتبط بذمة المكلف حيا وميتا
وصل بنا الكلام الى كلام الشيخ في المبسوط، حيث قال: وان مات حُج عنه من أصل المال وان لم يكن له مال استحب لوليه ان يحج عنه، وهذا تصريح من الشيخ ان قضاء الحج من تركة الميت اما ذات عمل الحج فلا تشتغل به ذمة الولد الأكبر أو الولي
وذهب ابن حمزة في الوسيلة أيضا الى استحباب حج الولي عن الميت اذا لم يكن له مال، كما ان المحقق الحلي قيد في المعتبر وجوب القضاء على الولي بما اذا كان للميت مال
الروايات في المقام على طوائف
الطائفة الاولى: وهي الروايات التي تقدمت في نذر الحج وهي صحيحة ضريس وصحيحة ابن أبي يعفور وصحيحة مسمع وكل هذه الصحاح الثلاثة متفقة على الاخراج من التركة، ووجه الجمع انه لاتدافع بينها ويفتى إجمالا بهذه الروايات وتقدم عدم تخصيصها بنذر الاحجاج أو الاحجاج للنكتة التي مرّت
الطائفة الثانية: وهي الروايات الواردة في كون الواجبات البدنية دين في ذمة المكلف
مارواه السيد ابن طاوس في كتاب سلطان الورى على سكان الثرى وهذا الكتاب حشد فيه السيد روايات عديدة وكثيرة في أبواب فقهية كثيرة سيما أبواب الصلاة ويرويها من نفس الاصول الأربعمائة المعروفة وهي اربعمائة كتاب (أصل) والمراد بالأصل هو الروايات التي دونها الراوي بما سمعها هو بنفسه من المعصوم (عليه السلام)
وبتعبير الوحيد البهبهاني (ونحن نمشي ممشى الوحيد البهبهاني في الرجال) وهو مبنى المحقق البحراني فمبنى هؤلاء الأعلام نراه أمتن من الأعلام الآخرين، فالتعبير بأنه له اصل فهو مدح أكثر للراوي من التعبير بأن له كتاب فان الأصل يعني انه قد رواه مباشرة عن الامام المعصوم (عليه السلام) واحتفاء الطائفة الامامية بالاصول الأربعمائة أشد من احتفائه بالكتب لأن الاصول الأربعمائة غالبا ليس للرواية راوي آخر غير هذا الراوي لأن المفروض انه روى الرواية مباشرة عن الامام (عليه السلام) بخلاف التدوين الذي يعبر عنه بالكتاب فهو رواية عن المشايخ وغير مختص بهذا الراوي فاحتفاء الطائفة بالاصول أكثر من احتفائها بالكتاب، وان مبنى القدماء في قرائن التوثيق والتضعيف ليس على استقلال حجية القرينة بمفردها بل مبناهم على تجميع القرائن وتراكم الاحتمالات لذا فمناقشة المعاصرين ومنهم السيد الخوئي حيث انه يناقش كل مباني القدماء على النجاشي في الرجال فلا يقبل قاعدة الاجماع ولايقبل كون له أصل أو ان له أصل ليس له دلالة وكونه كثير الرواية ليس له دلالة وغير ذلك، فان عمدة مناقشة السيد الخوئي انه بنى على ان القدماء اعتبروا هذه شواهد مستقلة على الوثاقة مع ان القدماء لم يدعوا ذلك وليس هذا من مبناهم بل مبناهم ان هذه القرائن من باب التلفيق والتجميع وضم القرائن الى بعضها البعض
فمباني طبقات علماء الامامية قبل النجاشي وقبل المفيد وقبل الغضائري هو اختلاف مبانيهم عن النجاشي وعن ابن الغضائري وعن الكشي فلاينبغي ان لاينطوي الأمر على الباحث انه ليس هناك وحدة في المباني، لذا من الغير من السيد الخوئي (قده) مع طعنه على قاعدة الإجماع التي هي تعني مبنى واحد وعشرون راوي من الرواة وان القرائن التي يذكرها السيد الخوئي انتصار للأخذ بقول النجاشي كلها قرائن من هو متقدم من علماء الامامية على النجاشي مع ان السيد الخوئي لايقبلها
والغريب من السيد الخوئي انه يقول ان آراء النجاشي وان لم يسندها كلها نقول حسيّة متواترة فلو سلمنا هذه الدعوى من السيد الخوئي ولكن السيد الخوئي يعترف ان قاعدة الإجماع وقاعدة كثير الرواية وقاعدة شيخ الإجازة وقاعدة رواية الأجلاء عنه لايعترف بها في قبال كلام النجاشي مع ان النجاشي غاية حجية كلامة انه فرع عن من تقدم وقد نسف السيد الخوئي بالمرّة هذه القواعد فلم يعترف بها ومع ذلك يعترف بالنجاشي
فالمقصود كيف كبار العظماء مثل السيد الخوئي والشيخ عبد الله المامقاني والتستري وغيرهم من الفحول في الرجال كيف تنطوي عليهم هذه القضية فإن هذه الآراء ليست حسا مطلقا وليست هي الميزان الأعلى نعم هي جزء القرائن أما كونها ميزان بذاته وحصري وغير قابل للمناقشة فهو غير صحيح
فالمسألة مهمة جدا بإعتبار ان جعل النجاشي وابن الغضائري ميزان فوق الموازين هو أخطر دورا من النائب الخاص فان النائب الخاص لم تؤهله الطائفة ان يكون ميزانا لكل تراث أهل البيت (عليهم السلام) فقد ورد في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ان الطائفة لم تجعل النائب الأول والثاني حتى الثالث والرابع لم تجعلهم أوصياء على كل تراث الحديث لأهل البيت (عليهم السلام) فان الحسن بن روح النوبختي يرسل الى علماء قم بكتاب روائي ينظروا الصحيح منه والسقيم فيستنجد بالعلم الحسي الكسبي بعلماء قم كفقهاء ورواة فلا يمكن جعل النجاشي والغضائري أجلّ شأنا من النائب الخاص، وهذا لايعني عدم الإكثراث بالجهد العلمي للنجاشي إنما الكلام في جعل النجاشي هو الميزان الأكبر وحصريته واستقلايته وكذا ابن الغضائري أو الكشي والفضل بن شاذان كذلك فلابد ان نوازن في الأمر ولانجعل النجاشي هو الوصي العلمي على كل حديث أهل البيت (عليهم السلام) فهذه خارطة صناعية مقلوبة بشكل عجيب وغريب وهذا الكلام هو من ابتكارات ومن آراء الوحيد البهبهاني، وهذا الكلام هو تمهيد لكتاب سلطان الورى لابن طاووس