34/07/30


تحمیل
 الموضوع: الفعل الماحي لصورة الصلاة
 مرّ بنا انه في هذا الفعل المنافي والقاطع للصلاة وهو الفعل الماحي لصورة الصلاة أو يعبر عنه بالفعل المنافي ذاتا للصلاة أو يعبر عنه بالفعل القاطع لموالاة الصلاة أو يعبّر عنه بالفعل الكثير فهذا المنافي أو القاطع لم يرد فيه دليل بالخصوص كما صرح بذلك جملة من الأعلام مع العلم بأن الاجتهاد عند أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) قائم على النقل والنصوص الوارد منهم (عليهم السلام) ولايمكن الاقتصار على الألفاظ فقط بل الوصول الى معاني كلامهم بشرط ان يكون على الموازين هو أيضا من موارد الاستنباط
 لذا فمثل المجلسي والحر العاملي والفيض الكاشاني وان كان مسلكهم اخباري الاّ ان دراية الحديث عندهم وخوصهم في المعاني رهيب جدا فتراه يصل الى الطبقة العاشرة من المعاني لكن بموازين علوم اللغة والعلوم العقلية والعلوم البديهية لذا فقد عبر عنه الشيخ الأنصاري في الرسائل بأنه غواص بحار الأنوار
 فهذه جدلية من أول يوم في الإسلام الى الآن وهي هل ان الدين كله مقصور على ظاهر الشريعة وظاهر الكتاب وظاهر السنة أو ان قسم كبير بل الأكبر من الدين هو باطن وله درجات كبيرة من الإنضباط بحيث يمكن الوصول اليه ومع ذلك تراه يقول (حسبنا كتاب الله) بتصور ان الكتاب هو ظاهره فقط ولايعرف ان القسم الأكبر من الدين هو باطن
 فلو ادعى أحد انه يتمكن من الوصول الى باطن الدين والقران وسنة المعصومين (عليهم السلام) من دون طرف منه عند الناس دعواه باطلة وهو باطني المسلك فإن الباطن بدون ظاهر لاحجية فيه وقد ورد في الحديث الشريف عن الامام الصادق والائمة (عليهم السلام) انهم قالوا لاظاهر الاّ بباطن في الدين ولاباطن الاّ بظاهر فطرف منه عند الناس
 وتقدم ان قلنا بان المعني الاستعمالي متعدد فكيف بالتفهيمي وكيف بالجدي فإذا كانت المعاني متعددة الى ماشاء الله وأتى الفقيه بموازين بمعاني وجواهر المعاني ولم تكن هذه المعاني موجودة في لباس الألفاظ ولم يأتي بها من فراغ بل استخرجها طبقا لموازين فلايمكن ان يقال انه اتى بها من نفسه وهذا الذي يعبر عنه الفقهاء بالمتصيد فان المتصيد هو ماوراء الجدي الأول بل هو الجدي الثاني والثالث والرابع والخامس وهكذا فان التصيّد صعب جدا الاّ على الماهر الفطن الفهيم فالتصيّد ليس هو تكلف وتمحل ولاحكم بالرأي كما يتصوره بعض الأخباريين بل ان التصيّد يعني الوصول الى المعنى وصيد المعنى بمهارة وصعوبة لكنه بموازين معينة وخاصة
 فإن الشيخ الطوسي في مقدمة كتاب المبسوط يقول ان هذا الكتاب لم أكتبه في الفقه المأثور والفقه المأثور هو ان لايتخطى الفقيه الألفاظ الواردة والمأثورة عن المعصومين ( عليهم السلام) فالشيخ الطوسي يقول أنا أكتب هذا الكتاب وأعلم انه سيهاجموني لأنه لايوجد اُنس بغير الفقه المأثور
  وان احد اوصاف النبي (صلى الله عليه واله) هو (الفاحص) أي الفاحص عن معرفة الله فنعت النبي (صلى الله عليه واله) بالفاحص يعني لابد من الاقتداء بهذا الإسم وبهذا المنهج فلابد من البحث والفحص طبقا للموازين المعينة والمتبعة
 يقول السيد البروجردي يمكننا القول بأن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) على قسمين الفقه المأثور وهو نفس الألفاظ وهو المسائل الأصلية المتلقاة من نفس ائمة أهل البيت (عليهم السلام) ولكن ليس كل فقه أهل البيت هو هذا فقط وقسم هو قسم المسائل المستنبطة اي الإستخراج من القعر وليس الإستخراج من السطح وهي المسائل التفريعية التي فرعها الفقهاء وهذا صحيح وتام فلايمكن الاعتقاد بأن فقه أهل البيت (عليهم السلام) هو مسائل أصلية مأثورة فقط فهو خطأ وغيرتام فإنه لايغطي كل مرافق الحياة لوجود المسائل المستحدثة الجديدة الطارئة لمسلتزمات الحياة
 وان نفس التوقيع المبارك الصحيح من الناحية المقدسة واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا وان الرواة يأخذون الكبرى من نفس الرواية والصغرى هي حادثة جزئية مستجدة فالنتيجة ليست مأثورة بل هي مستنبطة فإن رواة الحديث لايقتصرون على اللفظ بل يطبقون اللفظ الكبروي على الحوادث الجزئية والواقعة الجزئية لاستنتاج فقه مستنبط تفريعي وهذه ضابطة منهجية عظيمة بينها الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فمن جهة قال الحوادث الواقعة باعتبارها مستجدة ومن جهة اخرى لابد من الرجوع الى المواد الأصلية فجمع (سلام الله عليه) بين الأمرين فلابد من التدبر والنظر في الواقعة وخصوصيتها لأجل التطبيق الرواية المناسبة على الحوادث الواقعة
 فالنص لايعني الحشوية ولا القشرية بل تعني الغوص وان الغوص لايعني الانفلات كما تصورة الأخباريون وبعض الاصوليين بل الجادة الوسطى التي لانهاية لها هي السير من الباطن الى الظاهر بموازين وقوانين خاصة وهذا بحث خطير جدا في الفقاهة والإجتهاد والأعلمية
 وان المعصوم (عليه السلام) فقط يمكنه ان لايستبدل الفاظ الظاهر ويأتيك بتغطية من الظاهر لكل درجات معاني الباطن فيمكنه ان يغطي بلفظ الظاهر كل معاني الباطن وان بعض الفقهاء له هذه القدرة لكن بدرجات معينة وهذا أمرلابد من بيانه وشرحه بأعتباره مهم