32/01/26
تحمیل
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
الكلام في اسباب النزول قاعدة اسباب النزول كقاعدة تفسيرية تندرج في نظام الاستعمال اللفظي للقران الكريم ولا سيما على منهج امومة الولاية والمحكمات لتفسير القران الكريم ومرت بنا جهات عديدة في قاعدة اسباب النزول وان لسبب النزول مؤديات ومفادات اخرى لم يتعرض اليها المفسرون بينما نلاحظ في بيانات اهل البيت عليهم السلام ذكر جملة من المؤديات والمفادات لسبب النزول.
فمرة الجهة الاخيرة في سبب النزول ان النزول ليس فقط تبيين وبيان بل ان النزول والتنزيل أيضا حكم وحاكمية وولاية يعني فيه بعد نبوة وفيه بعد ولاية بعد النبوة هو المعنى العام المفاد العام وهذا هو الذي تطرق اليه المفسرون في اسباب النزول لكن فيه بعد اخر اسباب النزول بعد الولاية والحاكمية ان النزول والانزال نوع من التفعيل في الولاية والحاكمية فموارد الولاية لا تتم الا بنزول وانزال فالنزول والانزال يعني نوع من اعمال الولاية من الله الولاية الالهية في ادارة وتدبير شؤون البشر النزول والتنزيل اعمال ولاية من الله تعالى وهذا هو المفاد العقيدي المهم في القران الكريم الذي غفل عنه المدارس والمذاهب الاخرى.
اذن القران الكريم نزول القران الكريم جملة ونجوما جملة وتفصيلا دفعة ونجوما نزول القران فيه بعد الولاية والامامة ولا ينحصر في بعد النبوة القران له معنى نبوي انبائي شوف لاحظ هذا وهناك له بعد ولائي ولاية نفس القران الكريم من ثم القران الكريم قُرن بكل من النبوة والولاية نزوله وانزاله هذا بعد مهم في اسباب النزول.
لاحظ سورة القدر وسورة الدخان وسورة غافر وسورة الشورى سور عديدة التي تتعرض للقران الكريم اقرأها لا باس:
سورة القدر: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)) ورد في روايات الفريقين الشيعة والسنة وقد ذكرت جملة من الروايات من الفريقين في كتاب الامامة الالهية ج2 الفصل8 لاحظوها روايات الفريقين تذكر ان بدء نزول القران دفعة ثم نزوله نجوما هذا مبحث سياتينا كقاعدة نزول القران قاعدة مستقلة لان اسباب النزول تبحث هذه القاعدة في جهاتها كقاعدة تفسيرية في نظام الاستعمال اللفظي وأيضا تبحث ان شاء الله في نظام حجية المعاني في القران كما سياتي البحث في هذا النظام وقواعده العديدة.
فعلى اية حال مذكور في روايات الفريقين في ليلة القدر ان ليلة القدر لها ارتباط ببدء نزول القران على النبي صلى الله عليه واله وسلم دفعة نجوما واستمرار ليلة القدر إلى يوم القيامة لها ارتباط ببقاء القران أيضا موجود في روايات الشيعة وليس فقط الشيعة حتى السنة هذا المعنى موجود:
لو رفعت ليلة القدر لرفع القران زين جيد اذن واضح فيه ان القران الكريم نزوله وتنزله فيه بعدان بعد نبوة وبعد ولاية مستمر بعد النبوة إلى يوم القيامة.
نلاحظ سورة الدخان: (حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (انما انت منذر ولكل قوم هاد) الانذار نبوة الهداية امامة طبعا سيد الانبياء صلى الله عليه واله وسلم هو منذر وهو هادي أيضا ومن بعده هداة يعني هو نبي وهو امام ولكن بالتالي مقامان: مقام النبوة لا نبي بعدي ولم يقل سيد الانبياء لا ولي بعدي فرق بينهما.
(حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)) هذه جملة الانذار شوف لاحظ النزول اكتفى النزول بهذا؟ سبحان الله هذه سورة الدخان الاية كانها كالمصرحة بهذين الجنبتين: (انا كنا منذرين فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)) تدايبر ولائية تدبيرية اذن النزول فيه جنبتان جنبة انذار وهي النبوة وجنبة تدبير: (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)) يعني ماذا تتذكرون مرت بنا في النزول وكذلك انزلناه حكما عربيا.
هذه الاية لاحظوا في سورة الرعد حكما عربيا وصف النزول بانه حكم حكم يعني ماذا؟ حاكمية وولاية فالنزول بالقران يوصف بوصفين لا بوصف واحد وصف نبوة انذار تصديق عام النبوة تصديق ووصف حكم وحاكمية وولاية وحكمة.
(فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)) الحكم والحكمة اذا تتذكرون يفترق عن الفتوى كانما الفتوى هي تنظير تقنين سلطة تشريعية الحكم والحكمة والحاكمية سلطة تنفيذية جنبة ولاية.
اذن في سورة الدخان أيضا الدخان هكذا تبين ان النزول وانزال القران الكريم فيه جنبتان جنبة انذار المعنى العام تصديق نبوة في المفاد العام للاية وينزل على سيد الانبياء وجنبة اجراء جنبة تدبير تنفيذ (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) - حكمة في التدبير - أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)) يعني ماموريات ارسال لبرامج تدبيرية.
كذلك لاحظوا في سورة النحل: (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ (2))
ينزل الملائكة: ليلة القدر ونزول القران وما شابه ذلك.
على من يشاء من عباده: يعني ليس خاص بسيد الانبياء بعد سيد الانبياء هناك مجموعة من العباد شاءت المشيئة الالهية هم متعلق المشيئة الالهية هم مهبط المشيئة الالهية على من يشاء (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ).
في ظواهر القران الكريم فرق بين ان يقال عبدنا وبين ان يقال عبده بالنسبة إلى سيد الانبياء بالنسبة إلى البقية النبي موسى النبي ابراهيم النبي نوح النبي عيسى حسب الاستقراء في القران لم يرد التعبير عنهم عبده عبدنا ورد حولهم الانبياء اما عبده لم يرد فقط في سيد الانبياء اضافة العبودية إلى ضمير الهاء الغائب هو عبده مثل هو عبده ورسوله واشهد ان محمدا عبده ورسوله عبده مقام اعظم من عبدنا أو عبد الله.
في اخر سورة الحشر: (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) الابتداء بماذا؟ هو الله قدم اي اسم؟ هو.
بعد ذلك في سورة الحشر أيضا: (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)): أيضا قدم أي اسم؟ هو عطف عليه الله.
هذه مراتب في الاسماء الالهية اسم هو اعظم شانا من اسم الله وكلاهما اسم للذات الالهية اضافة عبودية سيد الانبياء هذه جملة معترضة بس اريد ان اشرح منها المطلب اشرح بها مطلب يرتبط بقاعدة اسباب النزول اضافة عبودية سيد الانبياء الى هو يعني سيد الانبياء وصل إلى الاسم الاعظم الاعظم الاعظم عبده هذا الضمير لاحظ هذه العبودية على من يشاء في سورة النحل يعني اهل البيت عليهم السلام وصفوا بهذا الوصف بعد. الوصف الذي هذه الثلة بعد سيد الانبياء بحسب سورة النحل وسورة الدخان وسورة غافر وسورة الشورى.
لاحظ اوائل سورة النحل: (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ الطاهرة مثلا الوسيلة - مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) هل على سيد الانبياء فقط ؟ لا بعد سيد الانبياء في ثلة على من يشاء من عباده شوف الضمير العبودية الضمير هو هذا فقط وصف به اهل البيت بعد سيد الانبياء.
كذلك لاحظوا في سورة الشورى: (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ -الروح هذه حقيقة القران الكتاب- وَلاَ الإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ يعني جعلناه روح -مَنْ نَشاءُ مِنْ بعدك يا سيد الانبياء - عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)) هنا التعبير طبعا عبادنا اما في سورة النحل عباده.
في سورة غافر: (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) هناك أيضا بمده اضافة الضمير جدا مقام عظيم اهل البيت عليهم السلام طبعا هذا بحث طويل عريض لا اريد ان اخوض فيه اضافة عبودية سيد الانبياء إلى ضمير هو الله تعالى الذات الالهية واضافة عبودية اهل بيت النبي إلى الضمير هو هذا في البحث التفسير الاشاري له مدلولاته الكثيرة.
المقصود هذا المطلب بما يرتبط بقاعدة اسباب النزول ان في هذه سورة الدخان سورة النحل انه تدلل على ان غير سيد الانبياء القران انزاله وتنزيله مرتبط بمن يشاء من عباده يعني غير نبوة سيد الانبياء التي لا نبوة بعدها هناك اولياء نزول القران له ربط بولايتهم: (ينزل الملائكة بالروح على من يشاء من عباده) خوب العباد ليسوا انبياء ليس نبي عندنا الا من في اخر الزمان؟ الا سيد الانبياء خاتم النبيين لا نبي بعده.
اذن هؤلاء من يشاء من عباده انبياء؟ لا ليس انبياء ما هم؟ اولياء خلفاء اوصياء فالقران يقول اعلموا ايها المؤمنون ايها المسلمون ان للقران ولنزول القران صلة ربط انتماء بعد سيد الانبياء لمن؟ لثلة من اولياء هذه الامة.
(يلقي الروح التي تنزل في كل عام يلقي انزال (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) ما قال من انبيائه هم ليسوا انبياء لا نبي بعدي ولكنهم اولياء.
اذن لاحظ هذه الايات القرانية تبين تدلل ان القران نزولا انزالا تنزيلا له صلة بسيد الانبياء النبوة وله صلة بسيد الاوصياء والاوصياء فهي ولاية فالقران له نزوله في بعد نبوة وله بعد ولاية وحاكمية.
هذا الوجه الاخر للقران غفل عنه المفسرون غفل عنه المذاهب الاسلامية الاخرى لكن اهل البيت عليهم السلام بينوه ونبهوا عليه.
لاحظ الحديث النبوي المتواتر عند المسلمين: (يا علي انا قاتلت على تنزيله وانت تقاتل على تاويله) القران له بعد تنزيل وله بعد تاويل علي عليه السلام له صلة بالقران له ارتباط بالقران لكن أي ارتباط أي جنبة؟ جنبة تاويل القران.
التاويل هو تنزيل بالمعنى العام لا بالمعنى الخاص كما سنبينه في الجلسة القادمة ان شاء الله لتكون هذه الجهة اخر جهات قاعدة اسباب النزول وهي ماذا؟ التنزيل والتاويل كليهما فيهما جنبة تصديق وحكم كما مر بنا (يا علي انا قاتلت على تنزيله وانت تقاتل على تاويله) القران ليس فيه وجه واحد وهو التنزيل فيه وجه اخر وهو النبوة فيه وجه اخر وهو التاويل والتاويل له صلة بالولاية بعلي عليه السلام.
هذا لاحظ حديث نبوي معلم اسلامي وديني عظيم حفظه المسلمون عن النبي صلى الله عليه واله وسلم هذا نفس البيان في القران الكريم ان فيه جنبة (انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم) فيه جنبة ولاية القران ليس تنظير فقط بل تنظير ثم تطبيق نظرية وتطبيق مرحلة تنظير ثم مرحلة تطبيق تنظير بلا تطبيق لا يمكن وتطبيق بلا تنظير لا يمكن تنظير وتطبيق تنظير لها صلة بالنبوة والانباء تطبيق لها صلة بالولاية والحاكمية والتنفيذ كما ان الذي يتولى التنظير هو الله تعالى ينبيء نبيه الذي يتولى جنبة التطبيق هو حاكمية الله هو الذي يعلم وليه باراداته زين اذا يعلم وليه باراداته يحتاج إلى انزال ونزول أو لا؟ طبعا.
لذلك التعبير في زيارة الحسين الثانية في مفاتيح الجنان وهي صحيحة السند عظيمة المضمون ارادة الرب فيما فصل من احكام عباده تنزل نزول تنزل في بيوتكم والصادر عن ما فسر من احكام العباد ارادة الرب تنزل تهبط في بيوتكم وتصدر عن بيوتكم بهذه التعبيرات هنا أيضا نزول.
فاذن في القران نزول وتنزيل انبائي وهناك نزول وتنزيل ولائي يعني: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) هذا التنزيل انبائي وهناك نزول وتنزيل ولائي: (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) يفرق يعني يفصل سر بعد نزول القران نزولان عند كافة المفسرين نزول جملة ونزول نجومي تفصيل النزول النجومي مرتبط بولاية النبي النزول الجملة مرتبط بنبوة النبي والنبي له بعد النبوة وله بعد الولاية والامامة ونتمم الحديث...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين.