جلسة 99
99
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
كنا في بحث قاعدة الجري في التفسير مرّ ان فيها نظريتان اساسيتان وان كان نظريات متعددة لكن هاتان نظريتان اساسيتان:
نظرية ان الجري هو عالم التطبيق ويجب ان نعزل تنظير المعنى الكلي عن عالم التطبيق وهذه النظرية بهذا التفسير تبناها الملا صدرا في تفسيره وتبناها الفيض الكاشاني واعلام كثيرون ومنهم العلامة الطباطبائي حتى من جملة من اعلام مفسري اهل السنة أيضاً تبنوها بهذا المعنى بينما النظرية الثانية في الجري كما مر بنا هي ان مدلول الكلام يجري إلى مواطن وموارد عديدة سواء موارد من تنظير المعنى إلى معاني جدية متعددة أو موارد هي تطبيق مقام التطبيق كلها يحتوشها عالم مدلولات الكلام كلها يشملها عالم مدلولات الكلام هذه النظرية الثانية ومن ثم التطبيق جزء من مداليل الكلام وحيث ان التطبيق جزء من مداليل الكلام.
مر بنا ان المصداق التطبيق أيضاً له مصاديق متفاوتة في الاهمية وفي العناية يعني دوما الذي ينظر كلاما كليا يلاحظ تطبيقات مصداقية في هذه التطبيقات المصداقية في مصاديق اهم افترض قول الله تعالى:
ومن احيا نفسا فكانما احيا الناس جميعا ومن قتل نفسا فكانما قتل الناس جميعا قتل النفس واحياء النفس كم هو مهم عند الشارع لكن النفوس متفاوتة نفوس الانبياء نفوس الاولياء نفوس العظماء على اية حال لها اهمية اكثر نفوس المتقين نفوس الصالحين بخلاف نفوس الاشرار والشريرين وان كان عموم حقن الدماء وحقن النفوس حكما هو حكم عام للكل لكن له مراتب تشديد شبيهة حرمة القتل في الشهر الحرام في البلد الحرام تختلف بالتالي.
فاذن هذه الامور لا بد من الالتفات إليها على اية حال ان معنى واحد لكن في مقام التطبيق بعبارة اخرى الان من باب المثال حرمة القتل عند الشارع في الاية القرانية حتما انطلقت من مقاصد في الشريعة مصالح ومفاسد وما شابه ذلك يراعيها الشارع أي مصلحة تلك التي تثير حفيظة الشارع المقدس لينبري لتقنين هذا الحكم لا ريب انه لاحظَ حرمة النفوس حقن النفوس والدماء.
النفوس الكريمة لاجل عين الف عين تكرم ان ابراهيم كان امة هو بنفسه فرد كيف محبوبيته عند الحضرة الالهية محبوبيته لاجل اهميته عند الحضرة الالهية يعدل امة ضربة علي يوم الخندق ضربة واحدة تعدل عبادة الثقلين هي نفسها دليل امامة علي عليه السلام إذا الثقلين كل اعمالهم تضعها في كفة وعمل واحد لعلي والثقلين ليس الثقلين في عصر الرسول الثقلين يعني هذا منذ ادم إلى يوم القيامة هسا هذه مبالغة يقولها سيد الانبياء ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين سنفرغ لكما ايها الثقلان يا معشر الجن والانس ان استطعتم الثقلان الجن والانس من الاولين والاخرين ضع كل اعمالهم في كفة وارقى اعمالهم هو عبادتهم ضعها في كفة وعمل واحد لعلي يوم الخندق يعدل كل هذا العمل شنو مبالغة؟ لذلك هذا الحديث من احاديث امامة علي عليه السلام.
المقصود لاحظ اهمية عمل فرد في عمل واحد يصدر من عنده في مقطع معين تعدل في مقاصد الشريعة اعمال واجيال من البشر واجيال من الجن كلها ضعها في كفة وعمل من فرد واحد يعدل في كفة واحدة.
على كل فاذن الاهمية عند الشارع تختلف إذا كانت تختلف اذن تشريع الشارع لحرمة القتل انطلقت من بعض المصاديق الهامة يعني بعبارة اخرى صحيح ان للشارع مقصد للشريعة والتقنين من باب المثال اذكر هذا الان في عموم افراد ومصاديق الطبيعة لكن بعض مصاديق الطبيعة ضعها في كفة وكل مصاديق الطبيعة في كفة اخرى فالباعث والمحرك لتقنين الشارع في مقاصد الشريعة المصاديق الهامة ما يمكن ان تقول لا تكترث ما يمكن ان تقول هذا تنظير كيف هي تنظير؟ تنظير كلي بمعزل عن التطبيق أي معزل عن التطبيق؟ المصاديق الاهم في التطبيق هي منشا تكلم المتكلم هي منشا تقنين المقنن طبعا هذا فيما إذا كان في القوانين والاحكام العملية في الفروع اما إذا كان في المعارف الكلام الكلام...
لذلك لاحظ طبق قاعدة الجري روايات عندنا عديدة في موارد عديدة لم يسعني الوقت ان اسجلها واقرأها على مسامعكم الامام الصادق اتحسب ان ما يقول الله من سماء وارض يريد فيها هذه السماء فقط والارض فقط والجبال هذه الجبال؟
طبيعة هذه الامور لها مصاديق اخرى كثيرة هسا بناء سيما على المبنى الذي يرتضيه حتى العلامة الطباطبائي ان الالفاظ موضوعة لروح المعاني للغايات ولها مصاديق عديدة.
جبال النفوس اهم من جبال التربان والصخور بعض النفوس جبال جبال النفوس اهم ارض القلوب اهم من ارض التربان التربة والصخور والمدر سماء القلب والروح في معالم للروح سماء لها سقوف اعظم من سماء الاثير والمادة الفيزيائية وكذلك البحور اعظم من بحور المادة الفيزيائية للماء الاوكسجين والهيدروجين...
أو تحسب ان الله يريد ان يكترث بهذا فلينظر الانسان إلى طعامه هذا الطعام أيضاً طعام بس يريد ان يكترث بهذا الطعام طعام الابدان وماذا عن طعام الارواح وطعام العقول والافكار لاحظ انظر كيف هذه قاعدة الجري شيء اخر هنا نقول هذه التطبيقات هي مجرد تطبيقات هي بمعزل عن المراد وليست معنية ولا مكترث بها عند تكلم المتكلم كيف؟
اصلا في بعض الروايات يقول فلينظر الانسان إلى طعامه الباري اكرم من ان يحاسب الانسان على اكل وشرب رزقه في هذه الدار الدنيا انما عن علمه وعقيدته عمن اخذ يعني بعض المصاديق النازلة اصلا غير مكترث بها لا اننا نقول بان معنى الاية الكريمة معنى فضفاض تنظيري تجريدي جاف بمعزل عن التطبيق اين من اين؟
اصلا إذا اخوينا واخلفنا الاية والايات من شامخات المصاديق التطبيقية انها مرادة حتى في حوزة الدلالة اللفظية افقدنا المعنى شموخه وعظمته وروحه وقمميته جعلناه فضفاض نازل هابط قشري هذا على النظرية الاولى بخلاف ما إذا بنينا على النظرية الثانية ان نقول المصاديق في التطبيق ماخوذة بنظر الاعتبار بأهمية وجدية تفوق الارادة والمراد الاستعمالي تفوق الارادة والمراد التفهيمي والمدلول التفهيمي تفوق الارادة والمراد الجدي الاول هذا جدي ثاني جدي نهائي.
اصلا اصل سوق الكلام من البدء إليه لذلك لاحظ جملة من اهل التحقيق في لطائف القران والمعاني وما شابه ذلك سواء من الصوفية أو العرفاء لا اقول عندهم هذه القراءة من منهاج اهل البيت انما اصلا المخاطب الاول في القران الاصلي هو سيد الانبياء صلى الله عليه واله وسلم يعني كانما الباري تعالى يخاطب النبي للاخر الاخرون مخاطبين بالقران بالتبع احتفاء واحتفال القران بهم بالتبع.
شبيه هذا المثال مر بنا أيضاً الان في الواجب الكفائي صحيح واجب كفائي مسؤولية عامة على الجميع ولكن ذوي القدرة ذوي بسط اليد النخب ذوي القدرة المالية ذوي القدرة العلمية ذوي الوجاهة وهلم جرا ذوي الامتدادات الاجتماعية في الواجبات الكفائية مسؤوليتهم اعظم مع ان كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته هذا صحيح لكن شدة تحميل المسؤولية للنخب القممية اشد خطابا والزاما من عموم الطبقات النازلة فيصح حينئذ عندما يقال: (واقيموا العدل بالقسط ) وكذا كذا.. الخطاب بالذات يتوجه إلى النخب بالتبع يتوجه إلى القاعدة العامة.
ولذلك لاحظ هذا التعبير (فلتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ).
الخطاب لتلك الامة تلك الامة النخبة اصلا الخطاب الاصلي لها وبالتبع لجميع الامة (المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر).
ففي الحقيقة اذن كيف يمكن ان نستبعد شوف لاحظ الان كيف يمكن ان نستبعد مقام التطبيق وهو الحال ان المخاطب ركن ركين في الخطاب وهذا هو البحث الذي اثرناه من البراهين التي اثارها علماء الاصول ان المقصود بالخطاب هم المشافهين أو هم الحاضرين أو يعم الغائبين أو يعم المعدومين ويعم الكل درجات في الخطاب.
فبالتالي المعني بالخطاب ما يمكن ان يغفل نعم لاحظ دققوا الحاضر اكثر تركيز اضاءة في الخطاب الغائب اقل المشافه اكثر غير المشافه اقل المعدوم درجة اقل طبعا هذا بحسب الحضور والغياب والمشافهة لكن ربما هناك بعد درجات اخرى طبعا ربما غائب اعظم من المشافهين هذا يمكن تصوره لا انه ما يمكن تصوره.
المقصود ايا ما كان هذا المطلب الذي يجب ان نلتفت إليه وهو ان درجة توجيه الخطاب ليست درجة واحدة هذا امر مسلم حتى عند علماء البلاغة فحينئذ كون درجات توجيه الخطاب على درجات انه هو نفس هذا المبحث في الاصول في علم البلاغة هذا شاهد بيّن على عدم اقصاء مقام التطبيق عن مداليل الخطاب مداليل الكلام.
مضافا إلى البرهان الذي ابتدانا الحديث به هذا اليوم وهو ان الاغراض والمقاصد من الكلام سواء في عالم التقنين أو في عالم المعارف المقاصد التي ينطلق منها كلام المتكلم تلك المقاصد في الحقيقة معنية له بالدرجة الاولى وهي على درجات لذلك لاحظ كم هو البون بين هذه النظرية الثانية وبين النظرية الاولى.
دعوني في هذا الوقت المتبقي ان افتتح هذه النقطة الجديدة في الجري التي كان مقررا من امس نخوض فيها وطاول الحديث إلى هذه النقطة الان:
في النظرية الثانية في الجري تتبنى ان المراد في الايات والسور على طبقات ثلاث وهذه الطبقات الثلاث في حين انها طبقات ثلاث مختلفة في درجة الاهمية وفي حين انها مختلفة في درجة الاهمية وهي معاني ثلاث وطبقات ثلاث طبعا التقسيم الاجمالي لها معاني ثلاث وإلاّ هي اكثر يعني كل قسمة في درجات بس التقسيم الاجمالي هو ثلاث درجات الولاية المحكمات المتشابهات الذي هو نفس منهج امومة الولاية والمحكمات لتفسير القران الكريم...
كل اية المعنى المركزي فيها أو السورة المعنى المركزي فيها هو شؤون الولاية المعنى في الدائرة الثانية هو المحكمات والمعنى في الدائرة الثالثة تفاصيل الجزئيات التي تسمى بالمتشابهات تفاصيل الجزئيات اصطلاحا من القران الكريم أو تبيانا وتسمية وتوصيفا من القران الكريم تسمى متشابهات وفعلا سنبين لماذا تسمى متشابهات تلك في الدائرة الثالثة في الدرجة الثالثة مقصودة من الايات والسور في الدرجة الاولى اذن مقاصد أليس البحث الان من البحوث المهمة في التفسير مقاصد السورة في تعبير هكذا في بحث هكذا مقاصد السورة الشريفة.
مقاصد السورة الشريفة في الدرجة الاولى شؤون وبحوث الولاية طبعا الولاية هي ذات درجات وطبقات ولاية الله وولاية الرسول وولاية الائمة هذا المقصد الاول.
المقصد في الدرجة الثانية المحكمات والمحكمات طبقات اشد احكاما اوسط احكاما اقل احكاما هذا بالدرجة الثانية في الدرجة الثالثة للدائرة الثالثة المتشابهات وهي ماذا؟ وهي تفاصيل جزئيات...
هذه النظرية للتو دخلنا في النقطة الجديدة الان ونواصل شرحها بشكل مفصل ان شاء الله بس دعوني اختم الحديث بهذا المطلب لنواصل البحث فيها:
على وفق نظرية الجري والنظرية الثانية تقول هذه النظرية الثانية انه من الاسفاف والخواء ان نهبط بالقران الكريم فقط إلى التفاصيل من الاجحاف بحقائق القران بانوار القران بهدايات القران ان نهبط فيه فقط ونقصر سقفه وهذا هو الذي تعانيه النظرية الاولى ان نهبط القران الكريم فقط إلى مستوى سقف المتشابهات أو التفاصيل الجزئية القران شامل لها لا يقول قائل انه ليس شامل لها لكن كيف تحبس القران فقط في التفاصيل وفي الجزئيات هذا هبوط واهباط قمة القران شموخ القران قمته اولاً في الولاية اواسطه في المحكمات تنزيله نزوله نزله في التفاصيل والمتشابهات.
طبعا اهمية الاهم لا يعني التفريط بالدون في الاهمية شوف وفق هذه النظرية احاول ابين معالم هذه النظرية على اساس كل المخاوف والتوجسات التي حملها اصحاب النظرية الاولى سنبين اندفاعها الاحتفاء والاحتفال باهمية الامور العالية لا يعني التفريط بالامور النازلة ولكن ضبط الامور النازلة لا يعني اغفال وتفريط ما هو اهم وللحديث تتمة...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين...