36/05/18
تحمیل
الموضوع:- أصالة الاشتغال ــــ الاصول العملية.
كلامنا فعلاً في حقيقة العلم الاجمالي وهذا مبحث علمي مفيد جداً في علم الاصول وفي علم الفقه وفي علم العقائد، واصطلاح العلم الاجمالي على معاني متباينة وليس على معنى واحد فمثلا الموجود في الروايات (ان العلم اتى الى النبي جُمَلاً ثم يأتيه تفصيله) وكذا جاء في الوحي ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾[1] فالتفصيل مقابل الاحكام كما يشير اليه بيانات اهل البيت (عليهم السلام) وتنبه اليه العلامة الطبطبائي (قدس سره) في الميزان.
المقصود انه هذا الاصطلاح موجود في العقائد ولكن بمعنى غير معناه وكذا الملا صدرا (قدس سره) حاول ان يبدي معنى للعلم الاجمالي في صفات الباري تعالى في مبحث العلم وهو ان علمه عين ذاته علم اجمالي ولكن ليس العلم الاجمالي الاصولي بل الذي يبناه الملا صدرا (قدس سره) هو الاجمال في عين التفصيل، وان كانت هذه خطوطها اشير اليها في روايات الامام الصادق (عليه السلام) التي اعتمد هو عليها كثيرا حتى في بحث الصفات مثل عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام ((قال: إن الله تبارك وتعالى كان ولا شئ غيره، نورا لا ظلام فيه، وصادقا لا كذب فيه، وعالما لا جهل فيه، وحيا لا موت فيه، وكذلك هو اليوم، وكذلك لا يزال أبداً))[2].
اذن اصطلاح العلم الاجمالي يجب التدقيق فيه فانه ليس على اصطلاح واحد في العلوم او في البيانات.
ما الثمرة في هذا المبحث؟
قالوا في الثمرة في البحث حقيقة العلم الاجمالي
اولاً:- اننا في صدد بحث منجزية العلم الاجمالي وتنبيهات مهمة واساسية تكون كقواعد في منجزية العلم الاجمالي مثل مسالة الملاقي والملاقى ومثل مسالة فقد بعض الاطراف ومثل مسالة الشبهة المحصورة وغير المحصورة ومثل انحلال العلم الاجمالي وانه حقيقي او حكمي فهذه كلها مسائل إبتلائية فاذا لم نعرف حقيقة العلم الاجمالي فكيف يمكن ان تبحث هذه البحوث المهمة مع انها مترتبة عليه، فضبط هذه القواعد لمنجزية العلم الاجمالي بتوسط معرفة كنهه وهذه ثمرة مهمة.
ثانياً:- ان منجزية العلم الاجمالي في المرتبة الثانية ذات صلة وطيدة بمعرفة حقيقة العلم الاجمالي.
وبعبارة اخرى:- لتوضيح هذه الثمرة الثانية ــــ كما سياتي ــــ انه في احد الاقوال او الوجوه في تعريف العلم الاجمالي انه لو كشف الاجمال عن المعلوم بالعلم الاجمالي بعلم تفصيلي لرأيت ان المعلوم بالعلم التفصيلي هو المعلوم الذي كان لديك في العلم الاجمالي فعلى هذا المبنى قد يقال انه لابد ان يصار الى علية منجزية العلم الاجمالي حتى للمرتبة الثانية.
اذن توضيح كنه العلم الاجمالي مؤثر على جهات عديدة.
الاقوال في حقيقة العلم الاجمالي:-
اولاً:- الميرزا النائيني (قدس سره) توجد عنده ضابطة منطقية ــــ وهو كان بارعا في علم المنطق ــــ وهي ان العلم الاجمالي دائما يتشكل من قضية مانعة خلو، والبعض يعبر بانه لابد ان يتشكل العلم الاجمالي من قضيتين مشكوكتين على نحو مانعة خلو عن احدهما مثل ان الاناء النجس هذا او الاناء النجس هذا، اذن يتكون العلم الاجمالي من قضية متيقنة اجمالية مبهمة وقضيتين تفصيليتين مشكوكتين بنحو مانعة الخلو، هذه ضابطة منجزية العلم الاجمالي وهذه الضابطة سيستفيد منها الميرزا النائيني (قدس سره) في مباحث تنبيهات العلم الاجمالي كثيرا لأنه اذا اختلت هذه الضابطة فهذا معناه ان العلم الاجمالي لا بقاء له ولا وجود له وان كان صورة او منشأ باقٍ.
طبعاً البعض قال في تحقيق حقيقة العلم الاجمالي ان هذا المبحث عين مبحث حقيقة الواجب الكفائي ما هو؟ وحقيقة الواجب التخييري ما هو؟ فلاحظوا ان من الغفلات التي توجد في الابواب الفقهية هذه ومثل الزيارة فيقول ان الزيارة لا يمكن ان تكون واجبة بل هي حتماً مستحبة لأنه يقايس الواجب النفسي العيني الذاتي مع الزيارة فيرى ان هذه الخواص غير موجودة في الزيارة فيقول اذن الزيارة ليست واجبة.
ولكن من قال ان الوجوب فقط نفسي عيني ذاتي؟! بل يوجد واجب تخييري وكفائي وغيرهما من الواجبات، فاذا اراد ان يقيس شيء فلابد ان يلاحظ كل اقسام الوجوب لا ان يلاحظ بعض معين من الواجبات فقط، فاذا وجد كل خصائص الواجبات غير موجودة في الزيارة فمن حقه ان يقول انه لا يمكن للزيارة ان تكون واجبة. اذن كل واجب له سنخ وطبيعة خاصة.
واضاف على ذلك الميرزا النائيني (قدس سره) ما تبناه في حقيقة الواجب الكفائي والواجب التخييري فانه استعان بتفسيره للإجمال هناك استعان به هنا فقال وهو تعلق بأحد الطرفين.
ثانياً:- ومبنى اخر وهو نظرية الشبح أي انك ترى شيء مشخص واحتملها المحقق العراقي (قدس سره) فانك عندما ترى شخص من بعيد فليس هذا كلي بل هو مشخص الا ان تشخصات هذا المشخص غير واضحة فالعلم الاجمالي عين العلم التفصيلي لأنه تعلق بشخص لا انه تعلق بالكلي او الجامع غاية الامر ان هذا الشخص من بعيد يتراءى لك شبح وبعد ان تنقشع الاجمال تقول ان هذا التفصيل نفسه الذي كنت اراه.
وهذا المبنى يستلزم ان تعارض الاصول هو تعارض الحجة بالا حجة. وسياتي ان شاء الله غدا مزيد بيان.
كلامنا فعلاً في حقيقة العلم الاجمالي وهذا مبحث علمي مفيد جداً في علم الاصول وفي علم الفقه وفي علم العقائد، واصطلاح العلم الاجمالي على معاني متباينة وليس على معنى واحد فمثلا الموجود في الروايات (ان العلم اتى الى النبي جُمَلاً ثم يأتيه تفصيله) وكذا جاء في الوحي ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾[1] فالتفصيل مقابل الاحكام كما يشير اليه بيانات اهل البيت (عليهم السلام) وتنبه اليه العلامة الطبطبائي (قدس سره) في الميزان.
المقصود انه هذا الاصطلاح موجود في العقائد ولكن بمعنى غير معناه وكذا الملا صدرا (قدس سره) حاول ان يبدي معنى للعلم الاجمالي في صفات الباري تعالى في مبحث العلم وهو ان علمه عين ذاته علم اجمالي ولكن ليس العلم الاجمالي الاصولي بل الذي يبناه الملا صدرا (قدس سره) هو الاجمال في عين التفصيل، وان كانت هذه خطوطها اشير اليها في روايات الامام الصادق (عليه السلام) التي اعتمد هو عليها كثيرا حتى في بحث الصفات مثل عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام ((قال: إن الله تبارك وتعالى كان ولا شئ غيره، نورا لا ظلام فيه، وصادقا لا كذب فيه، وعالما لا جهل فيه، وحيا لا موت فيه، وكذلك هو اليوم، وكذلك لا يزال أبداً))[2].
اذن اصطلاح العلم الاجمالي يجب التدقيق فيه فانه ليس على اصطلاح واحد في العلوم او في البيانات.
ما الثمرة في هذا المبحث؟
قالوا في الثمرة في البحث حقيقة العلم الاجمالي
اولاً:- اننا في صدد بحث منجزية العلم الاجمالي وتنبيهات مهمة واساسية تكون كقواعد في منجزية العلم الاجمالي مثل مسالة الملاقي والملاقى ومثل مسالة فقد بعض الاطراف ومثل مسالة الشبهة المحصورة وغير المحصورة ومثل انحلال العلم الاجمالي وانه حقيقي او حكمي فهذه كلها مسائل إبتلائية فاذا لم نعرف حقيقة العلم الاجمالي فكيف يمكن ان تبحث هذه البحوث المهمة مع انها مترتبة عليه، فضبط هذه القواعد لمنجزية العلم الاجمالي بتوسط معرفة كنهه وهذه ثمرة مهمة.
ثانياً:- ان منجزية العلم الاجمالي في المرتبة الثانية ذات صلة وطيدة بمعرفة حقيقة العلم الاجمالي.
وبعبارة اخرى:- لتوضيح هذه الثمرة الثانية ــــ كما سياتي ــــ انه في احد الاقوال او الوجوه في تعريف العلم الاجمالي انه لو كشف الاجمال عن المعلوم بالعلم الاجمالي بعلم تفصيلي لرأيت ان المعلوم بالعلم التفصيلي هو المعلوم الذي كان لديك في العلم الاجمالي فعلى هذا المبنى قد يقال انه لابد ان يصار الى علية منجزية العلم الاجمالي حتى للمرتبة الثانية.
اذن توضيح كنه العلم الاجمالي مؤثر على جهات عديدة.
الاقوال في حقيقة العلم الاجمالي:-
اولاً:- الميرزا النائيني (قدس سره) توجد عنده ضابطة منطقية ــــ وهو كان بارعا في علم المنطق ــــ وهي ان العلم الاجمالي دائما يتشكل من قضية مانعة خلو، والبعض يعبر بانه لابد ان يتشكل العلم الاجمالي من قضيتين مشكوكتين على نحو مانعة خلو عن احدهما مثل ان الاناء النجس هذا او الاناء النجس هذا، اذن يتكون العلم الاجمالي من قضية متيقنة اجمالية مبهمة وقضيتين تفصيليتين مشكوكتين بنحو مانعة الخلو، هذه ضابطة منجزية العلم الاجمالي وهذه الضابطة سيستفيد منها الميرزا النائيني (قدس سره) في مباحث تنبيهات العلم الاجمالي كثيرا لأنه اذا اختلت هذه الضابطة فهذا معناه ان العلم الاجمالي لا بقاء له ولا وجود له وان كان صورة او منشأ باقٍ.
طبعاً البعض قال في تحقيق حقيقة العلم الاجمالي ان هذا المبحث عين مبحث حقيقة الواجب الكفائي ما هو؟ وحقيقة الواجب التخييري ما هو؟ فلاحظوا ان من الغفلات التي توجد في الابواب الفقهية هذه ومثل الزيارة فيقول ان الزيارة لا يمكن ان تكون واجبة بل هي حتماً مستحبة لأنه يقايس الواجب النفسي العيني الذاتي مع الزيارة فيرى ان هذه الخواص غير موجودة في الزيارة فيقول اذن الزيارة ليست واجبة.
ولكن من قال ان الوجوب فقط نفسي عيني ذاتي؟! بل يوجد واجب تخييري وكفائي وغيرهما من الواجبات، فاذا اراد ان يقيس شيء فلابد ان يلاحظ كل اقسام الوجوب لا ان يلاحظ بعض معين من الواجبات فقط، فاذا وجد كل خصائص الواجبات غير موجودة في الزيارة فمن حقه ان يقول انه لا يمكن للزيارة ان تكون واجبة. اذن كل واجب له سنخ وطبيعة خاصة.
واضاف على ذلك الميرزا النائيني (قدس سره) ما تبناه في حقيقة الواجب الكفائي والواجب التخييري فانه استعان بتفسيره للإجمال هناك استعان به هنا فقال وهو تعلق بأحد الطرفين.
ثانياً:- ومبنى اخر وهو نظرية الشبح أي انك ترى شيء مشخص واحتملها المحقق العراقي (قدس سره) فانك عندما ترى شخص من بعيد فليس هذا كلي بل هو مشخص الا ان تشخصات هذا المشخص غير واضحة فالعلم الاجمالي عين العلم التفصيلي لأنه تعلق بشخص لا انه تعلق بالكلي او الجامع غاية الامر ان هذا الشخص من بعيد يتراءى لك شبح وبعد ان تنقشع الاجمال تقول ان هذا التفصيل نفسه الذي كنت اراه.
وهذا المبنى يستلزم ان تعارض الاصول هو تعارض الحجة بالا حجة. وسياتي ان شاء الله غدا مزيد بيان.