34/04/16
تحمیل
الموضوع: حجية قول اللغوي
اذن موضع البحث كما مرّ بنا بالدقة حسب السيرة العملية للفقهاء هو ليس على خصوص قول اللغوي في المفردات اللغوية بل هو شامل لكل أقوال علماء العلوم اللغوية من البلاغة والنحو والصرف وفقه اللغة والأوزان والعروض وغير ذلك من علوم اللغة فلعل تعنون البحث في خصوص الرجوع الى علماء اللغة في المفردات اللغوية هو غفلة من علماء الاصول
بل المشاهد من سيرة الفقهاء وغير الفقهاء من المفسرين والمتكلمين ليس هو على الإقتصار على الرجوع الى علماء العلوم اللغوية كما مرّ سابقا بل على الرجوع الى كافة العلوم التي ترتبط بالموضوع في القضية الشرعية والمراد بالموضوع هو القيود والمتعلق كما مرّ من رجوع الفقهاء الى الفلكيّن وعلماء التشريح وعلماء الأوزان والهندسة والمقاييس فلا يختص الرجوع الى علوم اللغة بل الى كل العلوم المختصة
والشاهد على هذا ففي بداية اصول الفقه بحث الاصولييون الوضع اللغوي وان الوضع اللغوي هو أعم من المفردات اللغوية فهو يوصلك من اللفظ الى باب المعنى سواء المعنى الاستعمالي كما في علم البلاغة أو المعنى التفهيمي كما في علم المعاني وغير ذلك فهو يوصلك الى باب المعنى
وأما داخل المعنى فهذا ليس من وظيفة علون اللغة الاّ النادر منها وان وظيفة علوم اللغة هي الطريق الى المعاني
في حين ان الوصول الى داخل المعنى هو من وظيفة العلوم المختلفة الاخرى فاذا كان تكويني فهو من وظيفة العلوم التكوينية أو اعتباري فهو من وظيفة العلوم الإعتبارية أو انساني فهو من وظيفة العلوم الإنسانية وهكذا فان داخل المعنى وأجزاء المعنى وماهية المعنى وفصول المعنى هو من وظيفة العلوم الاخرى ولايمكن للفقيه أو المفسر أو المتكلم ان يحيد عن الاستعانة بهؤلاء
فالفقه كما ذكر الميرزا أبو حسن الشعراني هو من أصعب العلوم لأن الفقه ليس فقط المحمول فقهي بل ان كل باب في الفقه له موضوع وهذه الموضوعات لابد من الإلمام بها والاّ فلايمكن استنطاق الأدلة لأن موضوعاته شاملة وعامة في كل الأبواب
فان الهلال مثلا وثبوت الشهر هو موضوع من الموضوعات الفقهية فلابد من مراجعة أهل الخبرة في ذلك ولابد من ان يكون أهل الخبرة هو الأعلم في تخصصه وممن يعترف بعلميته أهل الاختصاص في اختصاصه والاّ فان التساهل في هذا الأمر هو نوع من الطامة الكبرى
فالاستناد الى اهل الخبرة ليس لكل من هب ودب بل لابد من مراجعة اخلالخبرة الرسميين في العالم فالرجوع الى اهل الخبرة هو الشيء الرسمي والجهات الأعلم الى أهل الخبرة فلابد ان يكون الرأي مستندا الى الدوائر العلمية والدولية والعالمية فلا إنفلات في هذه الجهة