34/06/19
تحمیل
الموضوع :
بالنسبة الى الاشكال الثاني وهو ان التعليل في المنطوق يمانع تكون المفهوم في الاية (ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
[1]
فكل خبر يحتمل فيه عدم المطابقة الواقعه والمخالفة لعدم العلم بالواقع يتأتى فيه هذا التعليل لكن هذا التعليل عام قابل للتخصيص بدليل منفصل الا انه في المقام يمانع باعتبار انه متصل فيكون كالقرينة المجمله الممانعة عن تكون ظهور المفهوم (فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
[2]
هذا الاشكال في الحقيقة اثارته سببت اثارة امور عديدة في الاية الكريمة وفتق معاني جدا لطيفه ومهمة وانبرى الاعلام بالجواب عن هذا الاشكال بعدة اجوبه الان نستعرض الاجوبه اجمالا ثم شيء فشيء نستخلص واقع مفاد الاية
احد الاجوبه: المهمة و المتينة الذي لم يرتضيه الشيخ الانصاري وارتضاه الاخوند ان المراد من الجهالة ليس عدم العلم او قول ليس مطلق عدم العلم المراد من الجهل والجهالة في اللغة وحتى في استعمالات الوحي المراد من الجهل العمل السفهي أي السفاهة العمل الذي يذم عليه ومن الشواهد على هذا المطلب انه يقابل في استعمالات القران والروايات ان الجهل اوالجهالة مقابل العقل وليس الجهل مقابل العلم نعم يستعمل قليلا الجهل مقابل العلم لكن بالدقة غالبا في الاستعمالات الوحيانيه استعمال الجهل مقابل العقل وحتى عبر الشيخ الكليني في الكافي ذكر كتاب العقل والجهل جنود العقل وجنود الجهل نعم الوزير الاول للعق العلم والوزير الاول للجهل عدم العلم لكن اين ما كان الجهل يقابل العقل وليس الجهل يقابل العلم ونفس روايات اهل البيت وارد كتاب العلم وعدم العلم شي وكتاب العقل والجهل شي اخر
اذن الجهل والجهالة في مقابل العقل سيما الجهالة قد الجهل يتوسع فيه لكن الجهالة ظاهره بقوه في المراد منه يوجد في الحج قاعدة ليست خاصة بالحج أي امرا ارتكب امر بجهالة فلا حرج عليه اذ لا يوجب البطلان او لا يوجب الكفاره هناك استعمل المعنى عدم العلم لكن ليس بالدقة هناك معناه الجهل المركب ويوجد فرق بين الجهل المركب والبسيط
لذالك التعبير بالآية (فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
[3]
فواضح الندم معناه التقصير فإذا كان الحال كذالك فمعنى (تبينوا) في الموارد التي فيها ذم وفيها محاسبه اما العمل بخبر العادل ليس فيه ندامة عند العقلاء و ان التعليل وهو (بجهالة) من الاصل يضيق التعليل لا يبقي التعليل عام بسعة مطلق موارد عدم العلم بل يضيقه في موارد عدم العلم الذي فيه سفاهة وندامة فان نفس كلمة نادمين هي قرينه على ان الندم والتقصير وهذا ليس موجود في موارد العمل بخبر العادل ولا يجري كلام وان التعليل ليس فيه سعه ولا هو عام حتى يمانع تكون المفهوم هو بنفسه ضيق
هذا الجواب الشيخ لم يرتضيه اشكل عليه انه حتما عندما اقدموا انهم مطمئنين وليس شاكين اذن عنوان الجهالة لا يعني مشوبة بعدم العلم لكن ليس مطلق عدم العلم انما عدم العلم الذي محل ندامة ومؤاخذا هنا يقال جهالة لا مطلق عدم العلم هذا الجواب عن هذا الاشكال الثاني ( وهو ان عموم التعليل يمانع المفهوم )
الجواب ألثاني الذي ارتضاه الشيخ لهذا المطلب الذي ذكروه واعتمده الشيخ وهو لفظ (فتبينوا ) المراد منها اطلبوا البيان قالوا ان المراد من البيان هو الاطمئنان وانكشاف تطمئنون اليه ويسكن اليه العقلاء وهو متاخم للعلم ويسمى العلم العرفي وهذا الوجه يفتح علينا باب واسع في بحث الحجج (فتبينوا) أي ليبين الامر لكم عرفا ويحصل العلم العرفي
سابقا في بحث حجية اليقين احد التنبيهات مر بنا ان العلم عقلا وتكوينا له عدة اطلاقات كما في علم المنطق يقولون العلم اما تصور او تصديق يعني حتى التصور مع احتمال ضئيل يعبر عنه علم والأصوليين والفقهاء قالوا ان الاحتمال المرجوح فضلا عن الاحتمال المساوي فضلا عن الاحتمال الراجح فضلا عن الاحتمال المتاخم الخ
مر ان العلم درجات ومر ان كل درجات العلم من التصور الى اليقين كله منجز وكله حجه العلم مطلقه حجه انما درجة حجية العلم بحسب درجة العلم تتفاوت الاحتمال ضئيل حجه اعترف فيه الاصوليون في اول مبحث تنجيز العلم الاجمالي قالوا لا يحتاج ان نثبت ان العلم الاجمالي منجز الاحتمال الضئيل حجه ما لم يأتي في قبالة معذر كل درجات العلم حجه انما تختلف درجات حجية العلم بتبع اختلاف درجت العلم فالاحتمال ضئيل له منجزيه وحجية لكن حجيته يمكن ان تغلب بمعذر بممانع لكن اليقين حجيته لا تمانع إلا بيقين اكبر منه والمساحة المتفاوتة بين اليقينين تلك مساحه ظنيه لليقين الادنى اذن كل درجات الاحتمال علم لكن العلم درجات وحجية العلم درجات والاطمئنان بنفسه علم عقلي لكن يختلف عن العلم اليقيني التكويني من حيث درجت الحجية اذن قضية استعمال التبيين فيه بمعنى العلم اصلا العلم هو مطلق الانكشاف لذالك الجاهل المركب هو الجاهل ورد في الروايات ان الشاك الملتفت لا يعبر عنه انه جاهل لان نفس الاحتمال مساوي عنده او الاحتمال الراجح عنده منبه له ودافع له للفحص و للتنجيز ففي الحقيقة العلم في الاصل هو واسع فلا غرابه ان يكون الاطمئنان علم
اذن الجواب الاخر الذي هو مشهور الاصولين ووافقهم عليه الشيخ الانصاري ان التبيين هو العلم العرفي الاطمئنان لأنه فتبينوا يعني حصلوا الاطمئنان لأنه ان لم تحصلوا الاطمئنان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين وهذا التعليل مع الاطمئنان لا يمانع حجية خبر العادل
نكته مهمة ذكرناها سابقا في تنبيهات اليقين والقطع القطع يختلف عن العلم اليقيني ولذي يسمى بالتصديق في دعاء كميل فباليقين اقطع ولم يقل باليقين ايقن وهذا يدل على انه فرق بين القطع واليقين ومعنى القطع هو الاذعان والسكون والإخبات هذا يعبر عنه بالقطع والإذعان والإخبات والسكون والتصديق والجزم وكما ان العلم درجات التصديق درجات الاخبات درجات الجزم درجات الاخبات درجات فتبينوا نطاقه ليس واسع حتى يمانع من حجية خبر العادل
[1] - سورة الحجرات اية 6
[2] - المصدر السابق
[3] - المصدر السابق