33/04/19
تحمیل
الموضوع: العقل العملي تكويني او اعتباري
وخلاصة ما تقدم ان ماذكره المرحوم الاصفهاني من كون وجوب المتابعة أو التنجيز والتعذير هو عقلائي وليس عقليا مبني على مبناه في حكم العقل العملي والذي سيأتي البحث عنه مفصلا من ان حكم العقل العملي للحسن والقبح هو عقلي تكويني وليس عقلائيا كما ذهب اليه الكمباني وتلميذيه الطباطبائي والمظفر ومن قبلهم الخواجة الى أن يصل الأمر الى ابن سينا بل هو عقلي تكويني
والفرق بين حجية العقل وحجية القطع هل هو على وزان حجية الظهور وحجية الكتاب أو ليس كذلك وسيأتي الكلام
ونعود الآن الى صلب البحث وهو ان حجية القطع ذاتية بمعنى العلم أو بمعنى التنجيز والتعذير أو بمعنى وجوب الطاعة
تقدمت جملة من التسائلات أمام الأعلام
منها: كيف تكون حجية القطع بمعنى العلم مع ان القطع قد يخطئ فكيف تكون حجيته ذاتية؟
ومنها: ان جملة من الاعلام لم يقبلوا كون بعض اقسام القطع له الحجية لاالمعذر ولاالمنجز كالقطع الناشئ من قطع القطاع كما ذهب اليه كاشف الغطاء أو القطع الناشئ من المقدمات العقلية كما ذهب اليه جملة من المتكلمين والاصوليين والفقهاء
فنشاهد في هذه الموارد ان الحجية لاتلازم القطع لابمعنى الطريقية ولابمعنى التنجيز والتعذير
وقيمة هذه التسائلات انها منبهة على ان الحجية تدور مدار شيئ آخر وليس القطع وهذا هو الصحيح فالحجية بمعنى العلم أو التنجيز والتعذير تدور مدار شيئ آخر غير القطع
ولتوضيح هذا المطلب لابد من أن نفرّق بين العلم والقطع
فالعلم قد قُسّم الى تصور وتصديق فهل يراد من هذا التقسيم ان التصور تصورين تصور لايوجب التصديق وتصور يوجب التصديق؟
وبالدقة ان التصور هو الصورة أي علم حصولي وهو قعل العقل النظري الذي ليس شأنه الاّ الادراك واما التصديق خلافا لابن سينا ومن بعده و وفاقا للفاربي وارسطو وافلاطون فهو فعل العقل العملي لانه عبارة عن فعل نفساني تقوم به النفس وليس فعلا بدنيا فهو عمل وفعل علمي وهو الاذعان والانقياد والتسليم وهو مرتبط بالصور الحصولية
فالتصديق والجزم فعل يقوم به العقل العملي مقارنا لفعل العقل النظري الذي هو الادراك، فالنفس تتصور أولا الموضوع ثم المحمول ثم النسبة بين الموضوع والمحمول وبعد اذعان النفس بان الموضوع ثابت للمحمول تقوم النفي بعملية تصرف في صورتي الموضوع والمحمول بان تدمج صورة المحمول في الموضوع وتتصور صورة واحدة وهذا الدمج لاتقدم عليه النفس الاّ اذا اذعنت بان المحمل ثابت للموضوع فالتصديق بالقوة لايكون بنحو قضية منشورة ومبسوطة أي ان القضية هي مقدمة من المقدمات الاعدادية والادراكية وهي الصورة الواحدة المدمجة بين المحمول والموضوع وهو التصديق فالتصديق صورة مدمجة
ومن مسائل علم المنطق هو ان التصورات في الحقيقة مخازن للتصديقات فكل تصور ينطوي على مالايحصى من المسائل التصديقية
فحقيقته التصور هو تصديقات عديدة فالعقل إنما يقدم على دمج الصور العديدة في صورة واحدة اذا اذغن وكلما زاد اذعانا زاد دمجا وهذا الدمج هو الاذعان والتصديق فانه لايرى الاثنينية بل يرى الوحدة
فالجزم والتصديق هو عملية دمج وهذا البحث من بحوث نظرية المعرفة وهو بحث حساس جدا