33/06/07
تحمیل
الموضوع: أنواع حقيقة الحجية
كان الكلام في أنواع حقيقة الحجية من ان الحجية تقع على معاني متعددة وليست على نوع واحد ولذا حتى المناطقة ذكروا ان الحجية من حيث المادةو الهيئة وهو مايدلل على ان الحجية لاتقوم بجهة واحدة بل من عدة جهات
وفي بحث الحجج لابد من الالتفات الى ان البحث في الحجج يتناول جميع هذه الانواع فربما شيئ ليس له نوع حجية بل له حجية من نوع اخر وسنرى ان من عمدة الحلول في كيفية العلاقة بين حجية العقل والوحي او النقل هو بتوسط هذا الالتفات وهو تنوع الحجية فهو الذي يرسم العلاقة بين انواع الحجج وهذا مبحث مهم كالاختلاف في ماهية الحجج عند الأعلام فلا تدافع بين المباني بقدر ماهو اشارة الى تنوع الحجية فكل المباني صحيحة من الزاوية التي يعرض ذلك المبنى لها
اقسام العلم والقطع
قد تعرض الأعلام الى اقسام العلم والقطع وهو القطع الموضوعي والقطع الطريقي فالمعروف ان هناك قطع طريقي في قبال مالم يؤخذ في القضية الشرعية اصلا بل هو خارج عن القضية الشرعية وانما هو شيئ برهاني يستطرق به الى الواقع
في قبال القطع الموضوعي اي قيود الوجود وهو يقسم الى اقسام
فاما ان تلحظ فيه الصفة او تلحظ فيه جهة الكاشفية والطريقية فيه والمراد من الصفة هو القطع بما هو صفة للقاطع في قبال القطع الموضوعي المأخوذ في الموضوع من الجهة الكاشفية فالقطع والعلم تلحظ فيهما الطريقية المأخوذة في الموضوع
وقد وسع المرحوم الآخوند وغيره القطع الموضوعي الصفتي من انه لايختص بحيثية كون القطع او العلم هو صفة عارضة للقاطع بل وسعوا الصفة حتى الى جهة الكاشفية بدرجة خاصة
فالقطع الموضوعي الصفتي ان جهة الصفتية لاتقتصر على كونه نص للقاطع كالسكون والاطمئنان وغيره بل يشمل حتى الدرجة الخاصة من الارائة فانه صفة خاصة للقطع دون بقية الطرق، فالقطع الصفتي لايختص بالحيثية الصفتية للقطع
والحيثية الصفتية هي ان الوجود في نفسه لغيره وان لغيره تعني الجانب الصفتي في العرض اما اذا كانت صفة فالصفة في علم الفلسفة هي الصفة النفسية الذاتية وهناك صفة تعلقية فالعلم صفة وهي صفة تعلقية فالعلم يتعلق بالمعلوم فيطلق عليه انه صفة ذاتية تعلقية
فهناك صفات ذاتية نفسية غير تعلقية وهناك صفات ذاتية تعلقية وهناك صفات انتزاعية كالفوقية والتحتية فهنا عندما يقال القطع يلحظ كالجهة اي بما هو نعت لشيئ وهو القاطع ولكن القطع هو تعلقي وهي حيثية طريقية وهي حيثية اخرى فيقول الاخوند يمكن ان تلحظ فيها الصفة ايضا وهو درجة خاصة من الكاشفية وان لوحظ درجة خاصة من الكشف
فالاخوند وبعض الأعلام قالوا بعدم الاقتصار على الحيثية الصفتيه فيه مثل صم للرؤية وافطر للرؤية فهنا الجهة الطريقية ملحوظة ولكن البدقة لم تلحظ الجهة الطريقية بقول مطلق بل هنا درجة خاصة من الطريقية والكاشفية ملحوظة وهو كونه عن حس بصري وهذه ميزة خاصة للطريق وليست طريقية مطلقة
فكان الاخوند والأعلام قالوا بان الطريقي هو الذي يلحظ فيه الطبيعة الطريقية المطلقة بل اخذ خصوصية في الطريقية اما اذا لو حظت خصوصية خاصة بالكاشفية فهذه ليست حيثية طريقية مطلقة بل هي جهة صفتية مع ان الاصطلاح في الجهة الصفتية هو ملاحظة القطع بما انه صفة للموصوف لا بما هو كاشف
وهذا نوع من التوسعة لمعنى الصفتية وتضييق لمعنى الطريقية عند الاخوند والاعلام ولابأس به
ثم قالوا ان هذا القطع الطريقي والصفتي ينقسم الى قسمين فاما جزء الموضوع او تمام الموضوع
فجزء الموضوع مثل صم للرؤية اي الى الهلال فالهلال جزء الموضوع والرؤية جزء الموضوع الاخر فالصفة قد تكون جزء الموضوع والطريقي قد يكون جزء الموضوع الذي قد اخذ موضوعا
وقد يلحظ القطع تمام الموضوع سواء صفتي او طريقي كما في التجري فالقطع فيه تمام الموضوع وهناك امثلة اخرى لتمام الموضوع كالرفع العذيري
فلدينا قطع صفتي وطريقي وكل منهما اما جزء الموضوع او تمام الموضوع وهذا كلام الاعلام وتغيير الاخوند وقد وافقه الاعلام من بعده
اما الميرزا النائيني فقال ان الطريقي ممتنع بتمام الموضوع والمرحوم الاصفهاني قال ان الصفتي ممتنع بتمام الموضوع او جزءه ممنوع
فعند النائيني ثلاثة اقسام من القطع الموضوعي والمشهور عندهم اربعة اقسام في القطع الموضوعي في قبال الطريقي وكذا الاصفهاني عنده ثلاثة اقسام
ونحن سنتعرض لكلام العلمين وسنضيف من استقرائنا تحقيق اخر لم يذكر