الموضوع: سبب وجوب سجدة التلاوة

 مسألة 13: الظاهر انه يعتبر في وجوب السجدة كون القراءة بقصد القرانية فلو تكلم شخص بالآية لا بقصد القرانية لا يجب السجود بسماعه وكذا لو سماعها ممن قراءها حال النوم أو سمعها من صبي غير مميز بل وكذا لو سمعها من صندوق حبس الصوت وان كان الأحوط السجود في الجميع

 والوجه في هذه المسألة هو انه يقال ان الصوت في هذه المسألة هي أمواج صوتية ولقلة لسان واصطكاك أصوات وتشابه نغمات ولقاءات أوتار الحروف ولايصدق عليها أنها قرآن وهذا محصل الاستدلال

 ولكن الصحيح هو البناء على الوجوب مطلقا والوجه في ذلك نكتة ظريفة مهمة، وهي:

 ان الذي أنشأ الكلام أولا هو المدار في صدق العنوان من انه قرآن أو نهج البلاغة أو صحيفة سجادية أو انه شعر أو غير ذلك أما أداء غيره لهذه الأصوات فليس هو المدار لتلك العلوم فالمهارة والبديع والاعجاز هو بلحاظ المتكلم الأول وعليه المدار في صدق العنوان ونسبته الى عنوانه

 فالمتكلم الثاني الذي يقلد المتكلم الأول ليس دورة الاّ حكاية المتكلم الأول فهو حافظ لما أصدره وأنشاه الأول

 فللكلام حقيقة وهوية واعجاز من الصانع الأول سواء صنع هذا الكلام من جانب النبي (صلى الله عليه واله) أو من أحد المعصومين (عليهم السلام) أو انه من صنع غير المعصومين ولذا فان القران هو كلام ينسب الى الله تعالى

 ومع نسبة الكلام الى نفس المتكلم الأول ولا ينسب الى المتكلم الثاني والثالث فلا فرق في كون المتكلم نائم أو صبي لأن الاعجاز البلاغي في هذا التركيب لازال فيه فيكون موضوع الوجوب هو القرانية وان القرانية لاتتوقف على القارئ الثاني لأنه لادور لقصده ومراده فموضوع السجود على السماع للقران الكريم ولادور لغيرذلك

 فالصحيح ان المدار في الصوت على المتكلم الأول لذا فان البث الحي للقران له أثر من بعض الجهات ولكن من جهة السجود ليس له أي تأثير

 مسألة 14: يعتبر في السماع تمييز الحروف والكلمات فمع سماع الهمهمة لايجب السجود وان كان أحوط فالصوت كالصورة يكون مبهما من البعد

 فالهمهمة وان كان أصلها قرآن الاّ ان الهمهمة لاتوجب السجود باعتبار عدم التمييز نعم قد يرتب الشارع في بعض الاحيان على الهمهمة اثرا شرعيا كما في سماع المأموم الهمهمة من الامام فانه لايسوغ له قراءة الحمد والسورة والاّ فان الهمهمة ليست من الصوت بل من متعلقات الصوم

 مسألة 15: لايجب السجود لقراءة ترجمتها أو سماعها وان كان المقصود ترجمة الآية فقراءة وسماع الترجمة لايوجب السجود وان المضمون نفس المعنى

 مسألة 16: يعتبر في هذا السجود بعد تحقق مسماه مضافا الى النية فلابد من نية السجود للتلاوة والعزيمة امتثالا للامر الموجود في اية العزيمة

 اباحة المكان لان السجود متقوم على الأرض فلابد من اباحة المكان لانه لايمكن تقوم العبادة بالحرام

 ثم بعد ذلك يذكر الماتن شرائط عديدة لسجدة التلاوة التي هي نفس شرائط سجود الصلاة

 فهل يشترط في سجدة التلاوة كل شرائط سجود الصلاة أو يفصل في ذلك؟