33/11/27
تحمیل
الموضوع: حرمة السجود لغير الله تعالى
نحن الآن بصدد تحديد مركز البحث في المسألة التي ذكرها السيد اليزدي من ان السجود لغير الله معصية وليس بكفر مع صحة الاعتقاد
والكلام في النهي عن السجود بالجبهة والاّ فالسجود بالذقن أو بالشفتين أو بالانحناء قريب الالتصاق من دونه فهذا مالم نجد مصرحا بالحرمة فيه فمحط الكلام في السجدة بالجبهة
والدليل على انه مع صحة الاعتقاد فالسجود بالجبهة لايؤدي الى الكفر هو كل شيئ لك حلال نعم قد لايلتزم على الراجحية ولكن لادليل على الحرمة
وكان دليل الحرمة هو رواية الجعفريات والاشعثيات وان رواية الاحتجاج ذو الاستدلال العقلي كما مرّ بل الاستدلال بالآية الكريمة وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا والمراد من المساجد كما عن أهل البيت (عليهم السلام) هي الجوارح التي يسجد عليها
وكذا ما استدل به سيد الأنبياء عقلا من انه لابد ان يخصص مالك الملوك بتعظيم يختص به دون غيره من أفراد مملكته
ومرّ بنا الروايات المستفيضة في الزيارات لأن الصلاة والركوع والسجود لاتكون الاّ لك ولكن الصلاة فيها ذكر غير الله كالنبي وقربى النبي (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ولكنهم قد ذكروا طولا وتبعا لذكر الله تعالى
فهذه روايات كثيرة تدل على اختصاص السجود بالله تعالى
وهناك روايات توضح ان سجود الملائكة لآدم أو سجود يعقوب وولده ليوسف هل هو استثناء من هذه الحرمة أو انه تخصيص أو تخصص أو ان الحرمة خاصة بشريعة سيد الأنبياء (صلى الله عليه واله) وذلك لأن محل البحث ليس أمراً اعتقاديا
ثم ان الفقهاء بحثوا كما بحثه السيد اليزدي في هذه المسألة من ان سجود الملائكة لآدم أو سجود يعقوب وولده ليوسف هل هذا السجود استثناء او تخصيص او تخصص او نسخ شريعة فانه ان كان اعتقادا فلايكون فيه نسخ بل بما انه في العمل فيمكن ان يكون فيه نسخ
ثم ان الفقهاء والمفسرون عندما احتملوا ان يكون سجود الملائكة أو يعقوب تخصيص فهم يعتقدون انها ليست عبادة اعتقادية فعندنا عبادة عملية وعندنا عبادة اعتقادية وفي ذلك عندما قيل للامام الرضا (عليه السلام) انكم تدون الناس الى عبادتكم فقال (عليه السلام) حاشى لله وإنما الناس عبيد طاعة لنا أي في العمل فسجود الملائكة ويعقوب لم يكن عبادة اعتقاد بل عبادة عمل ومعه فيتصور النسخ والتخصيص
والروايات في ذلك
ورد في التفسير عنهم (عليهم السلام) روى الصدوق في عيون اخبار الرضا (عليه السلام) بسنده عن ابي الصلت الهروي في المستدرك باب عدم جواز السجود لغير الله الحديث 4 عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ان الله تعالى فضّل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين الى ان قال ان الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا واكرامنا وكان سجودهم لله عز وجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه وقد قال تعالى وعلّم آدم الأسماء والمهم هنا لابد من الالتفات الى ان السجود الى الكعبة
فالسجود لادم هو عبودية بالذات لله وتعظيم وتحية لآدم
وروى الطبرسي في الاحتجاج في المستدرك في الباب الحديث 3 حيث قال اليهودي لأمير المؤمنين (عليه السلام) ان آدم أفضل من سيد الأنبياء وذلك لأن الله قد أسجد كل الملائكة لآدم، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) فان سجودهم لم يكن سجود طاعة ولكن اعترافا لآدم بالفضيلة ورحمة الله بآدم
فالرواية تحرّم السجود لغير الله ولو كان السجود للأنبياء من دون الله فهو محرّم أما السجود لولي الله فالرواية ليست بصدد تحريمه
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) ومحمد (صلى الله عليه واله) اعطي ما هو أفضل من هذا ان الله جل وعلا صلى عليه في جبروته والملائكة بأجمعها وتعبد المؤمنون بالصلاة عليه فهذه زيادة له يايهودي وهذا دليل على الاعجاز العلمي لأمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم السلام)