33/04/10
تحمیل
الموضوع: مبحث القراءات
تتمة الرواية السابقة حيث قال الامام الصادق (عليه السلام) حتى يقوم القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فاذا قام القائم قرأ كتاب الله على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي (عليه السلام) وقال اخرجه علي عليه السلام الى الناس حين فرغ منه وكتبه وقال هذا كتاب الله عز وجل كما انزله الله على محمد (صلى الله عليه واله) وقد جمعته من لوحين فقالوا هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القران فقال اما والله ماترونه بعد يومكم هذا أبداّ إنما كان عليّ ان اخبركم حين جمعته لتقرئوه وهذا شاهد واضح على ان قرائة أهل البيت (عليهم السلام) ومصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) يخالف المصاحف الذي عليه الصحابة فهذه القراءات الموجودة الان غير منسوبة الى الوحي
وهذا الكلام لاصلة له بمعنى التحريف الاصطلاحي انما له صلة بالقراءات فالكثير من الاعلام في الفقه او الرجال يتوهمون ان هذه الروايات بصدد التحريف المجمع على بطلانه فنقول ليس لهذه الروايات صلة بالتحريف
ثم انهم (عليهم السلام) كانوا يبثون القرائة الصحيحة بين خواصهم والغرض من هذا البث والتعليم ليس هو التلاوة بل ان الغرض منه هو مقام الاستظهار والاستنباط لا مقام التلاوة
وثالثا انه يجزي القرائة والتلاوة بهذه القراءات وهذه جملة من الالمور التي يمكن ان تستفاد من هذه الرواية الاشريفة
وقد رويت هذه الرواية في الكافي ج2 كتاب فضل القران باب النوادر الحديث 23 وفي بصائر الدرجات ايضا قد رويت
الرواية الرابعة مارواه صاحب الوسائل عن اصل الحسين بن سعيد الأهوازي والمراد من الاصل هو ان كتب الحديث في بدايتها كانت اصول ــ الاصول الأربعمائة ــ وهي كلها أو جلها تروى عن المعصوم (عليه السلام) واما الكتب التي فيها مخلوط أو أكثرها منقول بالواسطة فهي تسمى الجوامع أو الكتب
فالنجاشي يعبر عن بعض أصحاب الائمة (عليهم السلام) يقول له كتاب ولايقول له أصل اي ان أكثر منقولاته ونقوله بالواسطة اما اذا تمحض الكتاب أو كان جله عن المعصوم (عليه السلام) مباشرة فيقال له اصل وان الأصل أكثر خطورة من الكتاب
وان أصل الحسين بن سعيد بقي الى الان والحمد لله وفهذه الرواية يرويها الوسائل عن اصل الحسين بن سعيد وهذا الأصل كما يذكر صاحب الشرائع كان مشهورا بين المتأخرين وفي زمانهم وهو كالكتب الأربعة عندهم
رواه الوسائل عن أصل الحسين بن سعيد عن ابي الحسن بن عبد الله عن ابن أبي يعفور قال دخلت على ابي عبد الله (عليه السلام) وعنده نفر من أصحابه فقال لي يابن أبي يعفور هل قرأت القران قال قلت نعم هذه القرائة قال عنها سألتك ليس عن غيرها قال فقلت نعم جعلت فداك ولما؟ قال لأن موسى حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم ولأن عيسى (عليه السلام) حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم وهو قول الله عز وجل فامنت طائفة من بني اسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين امنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين وانه أول قائم يقوم منّا أهل البيت يحدثكم بحديث لاتحتملونه فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه قيقاتلكم فيقتلكم، يابن ابي يعفور ان الله عز وجل هو الآمر بطاعته وطاعة رسوله وطاعة اولي الأمر الذين هم أوصياء رسوله ...الحديث، فان أحدى حروب النبي موسى ان ينجو من بني اسرائيل، وبالنسبة للنبي عيسى فان اتباع الديانة المسيحية قالوا ان عيسى لم يخض حربا عسكرية مع انه خاض بل وهناك رواية اخرى تقول ان النبي عيسى قاتل أحد السحرة، كما ان هذه الرواية تدل على انهم (عليهم السلام) جميعا سيقومو لاحقاق الحق فانه عجل الله تعالى فرجه اول قائم
والمستفاد من هذا الدليل ان الامام حدث موسى وعيسى وحدث صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فان ربطه بالقراءات هو انه (عليه السلام) يقول نحن لو حدثنا الناس بالقرائة التي أنزلها الله على نبية وهي قرائة أهل البيت (عليهم السلام) لنشبت الحرب فهذا الامر هو أمر مؤجل الى ظهور الامام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فمقام التلاوة غير مقام الاستظهار والتدبّر
وعلاة على هذه الروايات ننبه على ان ديدن الشيخ الطوسي في التبيان والطبرسي في مجمع البيان في كل سورة فعندهما رصد ونظر الى قرائة اهل البيت (عليهم السلام)
ونقطة اخرى وهي ان الشيخ الطوسي والطبرسي فهما من زعماء الامامية في التفسير بل هما مصدر للأبناء العامة أيضا في الروايات والآيات فان الشيخ الطوسي في تبيانه استقصى كلمات العامة في التفسير، ففي الجامعة الاسلامية أراد ان يحذف مجمع البيان والتبيان من مصادر الجامعة فقال مدير الجامعة اذا حذفتموهما فساستقيل من ادارة الجامعة
فتثبت هذه الرواية كغيرها ان لأهل البيت (عليهم السلام) قرائة يعول عليها في الاستظهار والتفسير والتدبر دون القراءات العشر او السبع فانها يعتمد عليها في التلاوة فقط