36/06/25
تحمیل
وقد يجاب بجوابين:-
الأوّل:- إنّ الراوي لهذه الرواية هو مسعدة بن صدقة وهو لم يوثق، فتكون الرواية غير ثابتة، ومعه لا يوجد ردعٌ عن هذه السيرة، فاذا كان رواتها ثقاة فنقول نعم يوجد ردع، أما إذا فرض أن رواتها لم يوثقوا - ولو واحدا منهم - فحينئذٍ لم يثبت صدور هذه الرواية ويكون الردع غير ثابت.
وفيه:- صحيح أنّ الراوي ليس بثقة ولكن يحتمل بدرجةٍ وجيهة أنّ هذه الرواية صادرة من المعصوم حقاً .
وبكلمة أخرى:- حينما نقول إنّ الراوي ليس بثقة فهل تكون الرواية كاذبة حتماً ؟ كلّا، بل يحتمل أنها صادقة ولكن هذا الاحتمال لا يمكن أن تبني عليه شرعا وعلمياً لا أنّه لا يحتمل صدورها . إذن فاحتمال صدورها لازال موجوداً إذ غير الثقة ليس معناه أنه يكذب دائماً وما دام احتمال الصدور موجوداً فاحتمال الردع عن السيرة موجود أيضاً، ومع احتمال الردع فلا يكون عندنا قطع بالإمضاء وإذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال.
إذن اتضح أنّه حتى لو لم يكن مسعدة بن صدقة ثقة فاحتمال الصدور موجودٌ ويكون احتمال الردع موجوداً فالسيرة لا يمكن امضاءها.
إذن في كلّ موردٍ نحتاج فيه إلى قطعٍ لا يضرّ ضعف الرواية لأنّ ضعف السند ليس معناه عدم احتمال الصدور.
الثاني:- ما أفاده السيد الخوئي(قده) حيث قال إن البيّنة ليس معناها شهادة شخصين، بل بمعنى ما يستبين به الأمر، كما تقول إني على بيّنة من أمري، فإذن البينة ما يتّضح ويستبين به الأمر، وخبر الثقة الواحد مصداقٌ - بعد انعقاد السيرة عليه - لما يستبين به الأمر، فحينئذٍ تكون الرواية غير رادعة عن خبر الثقة لأن خبر الثقة من مصاديق ما يستبين به الأمر، وإنما تكون رادعة لو فسّرنا البيّنة بشهادة العدلين.
وقد يناقش بما يلي:- إنه من البعيد أنّ كلمة البينة لم يحصل فيها نقلٌ في معناها إلى زمان الإمام الصادق عليه السلام حتى بقي المعنى اللغوي على ما هو عليه رغم استعمال كلمة البيّنة الكثير في لسان الروايات بمعنى الشاهدين العادلين، فالقول بأنّ كلمة البينة في روايتنا باقية على معناها اللغوي بعيدٌ جداً.
ولو أجاب السيد الخوئي(قده) وقال:- بل ذلك ليس ببعيدٍ لاحتمال أنها لازالت باقية على معناها اللغوي.
فنقول:- هذا صحيح ولكن كما يحتمل هذا يحتمل أيضاً أنها استعملت بمعنى الشاهدين العادلين لحصول النقل لها، فإنّ هذا الاحتمال موجود حتى لو لم نجزم بذلك، ولذا لا يصحّ نفي الاحتمال وإن صح نفي الجزم بالنقل، وعليه فاذا كان يحتمل أن كلمة البيّنة قد نقلت إلى المعنى الاصطلاحي الجديد فسوف تكون الرواية رادعة عن السيرة وبالتالي تكون هذه السيرة مردوع عنها وتتمّ قاعدة ( إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال )، فالسيرة لا يمكن أن يستدلّ بها على حجّية خبر الثقة لاحتمال وجود الرادع عنها المتمثل برواية مسعدة بن صدقة حيث نحتمل أنّ كلمة البيّنة قد نقلت إلى المعنى الجديد.
الأوّل:- إنّ الراوي لهذه الرواية هو مسعدة بن صدقة وهو لم يوثق، فتكون الرواية غير ثابتة، ومعه لا يوجد ردعٌ عن هذه السيرة، فاذا كان رواتها ثقاة فنقول نعم يوجد ردع، أما إذا فرض أن رواتها لم يوثقوا - ولو واحدا منهم - فحينئذٍ لم يثبت صدور هذه الرواية ويكون الردع غير ثابت.
وفيه:- صحيح أنّ الراوي ليس بثقة ولكن يحتمل بدرجةٍ وجيهة أنّ هذه الرواية صادرة من المعصوم حقاً .
وبكلمة أخرى:- حينما نقول إنّ الراوي ليس بثقة فهل تكون الرواية كاذبة حتماً ؟ كلّا، بل يحتمل أنها صادقة ولكن هذا الاحتمال لا يمكن أن تبني عليه شرعا وعلمياً لا أنّه لا يحتمل صدورها . إذن فاحتمال صدورها لازال موجوداً إذ غير الثقة ليس معناه أنه يكذب دائماً وما دام احتمال الصدور موجوداً فاحتمال الردع عن السيرة موجود أيضاً، ومع احتمال الردع فلا يكون عندنا قطع بالإمضاء وإذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال.
إذن اتضح أنّه حتى لو لم يكن مسعدة بن صدقة ثقة فاحتمال الصدور موجودٌ ويكون احتمال الردع موجوداً فالسيرة لا يمكن امضاءها.
إذن في كلّ موردٍ نحتاج فيه إلى قطعٍ لا يضرّ ضعف الرواية لأنّ ضعف السند ليس معناه عدم احتمال الصدور.
الثاني:- ما أفاده السيد الخوئي(قده) حيث قال إن البيّنة ليس معناها شهادة شخصين، بل بمعنى ما يستبين به الأمر، كما تقول إني على بيّنة من أمري، فإذن البينة ما يتّضح ويستبين به الأمر، وخبر الثقة الواحد مصداقٌ - بعد انعقاد السيرة عليه - لما يستبين به الأمر، فحينئذٍ تكون الرواية غير رادعة عن خبر الثقة لأن خبر الثقة من مصاديق ما يستبين به الأمر، وإنما تكون رادعة لو فسّرنا البيّنة بشهادة العدلين.
وقد يناقش بما يلي:- إنه من البعيد أنّ كلمة البينة لم يحصل فيها نقلٌ في معناها إلى زمان الإمام الصادق عليه السلام حتى بقي المعنى اللغوي على ما هو عليه رغم استعمال كلمة البيّنة الكثير في لسان الروايات بمعنى الشاهدين العادلين، فالقول بأنّ كلمة البينة في روايتنا باقية على معناها اللغوي بعيدٌ جداً.
ولو أجاب السيد الخوئي(قده) وقال:- بل ذلك ليس ببعيدٍ لاحتمال أنها لازالت باقية على معناها اللغوي.
فنقول:- هذا صحيح ولكن كما يحتمل هذا يحتمل أيضاً أنها استعملت بمعنى الشاهدين العادلين لحصول النقل لها، فإنّ هذا الاحتمال موجود حتى لو لم نجزم بذلك، ولذا لا يصحّ نفي الاحتمال وإن صح نفي الجزم بالنقل، وعليه فاذا كان يحتمل أن كلمة البيّنة قد نقلت إلى المعنى الاصطلاحي الجديد فسوف تكون الرواية رادعة عن السيرة وبالتالي تكون هذه السيرة مردوع عنها وتتمّ قاعدة ( إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال )، فالسيرة لا يمكن أن يستدلّ بها على حجّية خبر الثقة لاحتمال وجود الرادع عنها المتمثل برواية مسعدة بن صدقة حيث نحتمل أنّ كلمة البيّنة قد نقلت إلى المعنى الجديد.