37/11/09
تحمیل
آیةالله الشيخ بشير النجفي
بحث الفقه
37/11/09
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : التيمم _ كيفية التيمم .
ويجب فيه امور : الاول : ضرب باطن اليدين معا دفعة على الارض .. . [1]
قلنا افتى اليزدي رض تبعا للمشهور بان يكون التيمم بضرب اليدين معا على الارض على ما يصح التيمم به ويظهر من فقيه الحكماء بل صريح كلامه ويتبعه في ذلك السيد الاعظم قال بان النسبة بين الوضع والضرب عموم مطلق فالوضع اعم وهي مجرد كون اليد على الارض , سواء كان ذلك نتيجة الاعتماد والدفع حتى يتحقق مفهوم الضرب او بدون تلك الاضافة فيكون الضرب اخص من الوضع ومقتضى القاعدة قال العلمان تبعا للجواهر انه لابد من حمل المطلق على المقيد .
وهذا جدا غير واضح فقد قرروا في الاصول والفقه ونحن على سفرتهم انه اذا كانت روايتان او نصان لاحدهما قيد والاخر لا قيد فيه وكلاهما نسبتان لا يحمل المطلق على المقيد انما يأتي اذا كان هناك تقييد بمعنى ان يكون النسبة بينهما النفي او الاثبات واما اذا لم يكن بينهما كما _ اكرم عالما واكرم عالما هاشميا _ فاذا اكرم عالما غير هاشمي ايضا امتثل ولايحمل المطلق على المقيد , فان الحمل للمطلق على المقيد اذا كانا متنافيين واما اذا كانا منفيين او مثبتين فلا يحمل المطلق على المقيد فاكرم عالما واكرم عالما هاشميا قالو لا يحمل المطلق على المقيد لأنه مثبتين , وفي المقام كذلك ففي بعض الروايات وضع يديه على الارض وفي بعضها ضرب بيديه الارض , فتفسير العلمين لكلمة الوضع ولكلمة الضرب وهو الوضع هو وصول اليدين الى الارض من دون فرض الاندفاع فهنا صار بينهما مطلق ومقيد وهما مثبتان واذا كانا مثبتين فلامعنى للحمل , فلماذا لا تقول كليهما يكفي وهذا هو مطلق الصناعة فهذا غير واضح , ولعل ماافده الكركي في جامع المقاصد ولم يرضاه حكيم الفقهاء كان ناضرا الى ما عرضناه في خدمتكم فقد قال في جامع المقاصد ان لفظ الوضع ولفظ الضرب في كلمات الاعلام ان مقصودهم واحد فمتى ايهما تحقق تحقق الآخر , وقال السيد الحكيم ان ما أفاده الكركي غير واضح _ فقال ان الوضع شيء والضرب شيء اخر وليس مقصودهم واحد _ ثم حاول ان يوؤل كلامه فقال اللهم الا ان يكون مقصوده بالوضع هو المماسة والضرب مماسة يعني وصول اليدين الى مايتيمم به فاذا فسر الوضع بالمماسة والضرب هو الدفع والاعتماد كانا متباينين فاذا كانا متباينين فيثبت التخيير لان النسبة تكون بينهما التباين لأنه هاهنا مقصود به الاندفاع والمقصود بالوضع المماسة وهي غير الدفع والاندفاع .
وماافاده ايضا غير واضح لان كلام المحقق كالصريح بان كلاهما يكفي لان الفقهاء يعبرون عن هذا المورد بهذا وبذاك لا انهما يقصدان معنيين ويخيران المكلف بينهما كلا انما يقول مقصودهما واحد لا انهما امران والفقهاء يحكمون بالتخيير بينهما , فتأويل وحمل كلام الكركي بهذا الشكل غير واضح .
والروايات بعضها دل على الضرب والبعض على الوضع بل روايتان حاكيتين عن قصة عمار هي وضع وفي رواية واحدة ضرب , فما هو المقصود من ضرب ووضع ؟
يوجد تشويش في كلمات تفسير غريب الحديث الوضع استعمل بمعنى حط والوضع بمعنى البسط والوضع بمعنى الازالة , فنقول لا يصح هذا فأزيل استعمل بمعنى وضع اذا عدي بمن او عن مثلا ( فلان وضع عن عاتقه السيف ) , والحط ايضا الازالة مثلا حط العصا عن يده وهذا المقصود به زوال شيء عن موقعه فكيف تاتوا بها هنا في تفسير كلمة الوضع ,
والذي اعتقده ان الوضع مقصود به في الروايات هو البسط فالوضع من دون ان البسط اي يكون وسطه مرتفعا بمعنى الوصول الى الارض فهذا لا يكفي ولايكتفي به احد ( والارض وضعها للأنام ) وفي مكان آخر يدل على البسط ( والارض مددناها ) فهذا المد هو الذي هناك مقصود في ( والارض وضعها ) والقرآن يفسر بعضه بعضا , اذن المقصود بالوضع المد والذي قلنا هو البسط يعني مد اصابعك وعلوق يدك على الارض هذا معنى الارض وليس هو مجرد المماسة كما فهمه حكيم الفقهاء من كلام الكركي وفي مقام الرد عليه , والمماسة تتحقق بدون البسط اذن الوضع لغة له معاني ولو مع القرائن كالتعدي بكلمة عن او من , اذن المقصود بالوضع هو البسط بحيث تتمدد اليد على الارض واما الضرب فمفهومه واضح وهو ان يكون الدفع والاعتماد فيكونا مفهومين متباينين فاذا كانا كذلك فإما ان يكون التخيير او يكون له حل آخر ونطرحه ان شاء الله .