37/08/16
تحمیل
الموضوع: لو نسي السجدتين ولم يتذكر إلاّ بعد الدخول في الركوع من الركعة التالية
مسألة 15: لو نسي السجدتين ولم يتذكر إلاّ بعد الدخول في الركوع من الركعة التالية بطلت صلاته، ولو تذكر قبل ذلك رجع وأتى بهما وأعاد ما فعله سابقا مما هو مرتب عليهما بعدهما، وكذا تبطل الصلاة لو نسيهما من الركعة الأخيرة حتى سلم وأتى بما يبطل الصلاة عمدا وسهوا، كالحدث والاستدبار، وإن تذكر بعد السلام قبل الإتيان بالمبطل فالأقوى أيضا البطلان لكن الأحوط التدارك ثم الإتيان بما هو مرتّب عليهما، ثم إعادة الصلاة، وإن تذكر قبل السلام أتى بهما وبما بعدهما من التشهد والتسليم وصحت صلاته، وعليه سجدتا السهو لزيادة التشهد أو بعضه، وللتسليم المستحب[1] . ولايخفى ان المبطل بعضه عمدي وبعضه عمدي وسهوي، وكما مر فهذا عكس المسألة السابقة.
ومر ان مقتضى القاعدة هنا ليس رفع اليد عن الترتيب لان الترتيب هنا ليس غير ركني وان لم يذكر الترتب كركن من الاركان في قاعدة لاتعاد الاّ ان الترتيب في الحقيقة دخيل في هوية الصلاة وماكان داخل في هوية الصلاة لايحتاج الى دليل يدل على ركنيته.
واما الالتزام بركنية النية مع عدم ورد نص من المعصوم عليه بخصوصه ؟ وهذا كمثال فهناك مسلك منهجي في استنباط الأحكام الدينية في الفروع والاخلاق العقائد والمعارف والتفسير وهذا مسلك خطير، وان التجذاب في هذا المسلك لايختص بالامامية بل غيرهم من الحنابلة والمالك وغيرهما يطغى عليهم هذا المسلك.
وهذا الاعتراض الذي بقي مدة مديدة عند الأخباريين والان المتقمصين للعلم يسلكون نفس هذا المسلك حيث قالوا (أين النص وأبن اللفظ) ولابد من الجواب، وان السيد الخوئي قد تأثر مشيه الفقهي بصاحب الحدائق.
فان مدرسة النص ليس خصوص اللفظ بل ان مدرسة النص تعني ان المعنى هو معنى وحياني وان سُنّة المعصومين (عليهم السلام) هي قران لأنها تأويل للقران وان تأويل القران هو قرآن أعظم من تنزيل القرآن.
فإن المجادلة بين الأخباريين والاصوليين هو انه من اين تقولون ان الترتيب أو التكبيرة أو النية في الصلاة ركن مع عدم ورود النص فيها، ولكن الواقع ان النص ليس هو اللفظ فقط بل ان النبطن المعنى هو نص باطني، وان المرحوم الاصفهاني يبين المطلب بمعنى آخر.
وعلى هذا فان الفقهاء والعلماء يستخرجون هذه المطالب من حركة الفهم من معنى الى معنى آخر وان العلماء والفقهاء لايدعون النيابة الخاصة.
فعندما قال الفقهاء بان الترتيب من الأركان وذلك لأنهم استخرجوا هذا الأمر من تحليل المعنى، وهذا يرجع الى المنهج التحليلي والاستنباطي للفقهاء.
فركنية النية قد استنبطها الفقهاء من المعنى وان كلمة الفقهاء موجودة في القران الكريم، فان أصل المنهج القراني هو المنهج الاستنباطي، فالترتيب ركني لايمكن فيه اجراء قاعدة لاتعاد.